فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: تقسيم العراق أصبح واقعاً .. فهنيئا لداعش كسر سايكس بيكو

      بات واضحا أنّ تقسيم العراق أصبح واقعاً على الأرض، لا يمكن لأية قوة أن تغيّره اليوم على الأقل. وهو ما ذكرناه من قبل في عدد من مقالاتنا، فدولة رافضية في الجنوب، بما فيها بغداد، ودولة كردية في الشمال، ودولة حرورية في الغرب، وهي أقلها حيازة لمصادر النفط، وقدرة على تصديره. أما سوريا، فالاحتمالات لا تزال قائمة أن يعين الغرب بشاراً على استعادة سيطرته على المناطق التي فقد، وطرد داعش منها، أو أن يترك لداعش بعضها، ويرضى بمناصفة بينهما، وهو الأرجح.

      والسخرية هنا أنّ الغرب قد استخدم داعش، وشعارها "كسر حدود سايكس بيكو"، في مصلحته، بل تحقيق أغراضه في تقسيم البلاد المحيطة بإسرائيل إلى أربعة دويلات، نصيرية ورافضية اثني عشرية وحرورية وكردية. فأصبح الوضع أسوا وأضعف مما كان عليه في حدود سايكس بيكو! لكن الغباء الحروريّ الظاهريّ لا يرى ما فعل، وبدلاً من أن يوحّد الجهاد السنيّ للعمل على إقامة دولة سنية واحدة في العراق والشام، تضم الأكراد، ويعيش فيها الطوائف الأخرى صاغرة، كرّس تقسيماً أشنع للشام والعراق، سيكون هو أحد عناصره، لا غير. ويبقى في حلم الخلافة، ووهم ضمّ الجزيرة والكويت والخليج والأردن، التي هي كلها خطوطاً حمراء للصهاينة والأمريكان. وقد رأينا ما حدث حين دخل صدام الكويت، وقد كان أقوى عشرات المرات من داعش المتورمة. وسيكتفي الغرب حاليا بتفتيت سايكس بيكو إلى "سياكس بيكوية" صغيرة، إلى قرنٍ آخر من الزمان. فهنيئا لداعش كسر حدود سايكس بيكو .. !!

      د طارق عبد الحليم                 

      16 يوليو 2014 – 18 رمضان 1435