فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      إذا نزلوا ساحة قتال أفسدوها.. الإخوان المسلمون أنموذجاً

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

      تقدمة:

      كنت أكفكف حدة قلمي حتى لا يكتب متأثراً بعاطفة قد تحيد عن الحق لا قدر الله تعالى! فآثرت السكوت ـ علم الله ـ أني كنت أتململ وأنا أتابع التعليقات والتعقيبات المتبادلة بين دولة الإسلام العراقية وبين بعض الفصائل الجهادية في الساحة العراقية أيضاً! ولم أشأ أن أستسلم لسلطان العاطفة لأن للعاطفة غير المنضبطة بالشرع دوراً في تشويش الأفكار والميل كل الميل مع الهوى! وكانت بعض الرسائل تردني من أماكن متفرقة تحثني على التعليق على ما يجري من أحداث! وكنت أتردد خشية أن يفهم كلامي أنني أزيد من أوار الفتنة! ثم إن إخوة فضلاء قاموا بالتعليق والرد والذب عن إخوانهم المجاهدين نسأل الله أن يكون دفاعهم وردهم وتعليقاتهم في ميزان حسناتهم يوم القيامة.

      ورغم ما يقوم به هؤلاء الاخوة الأكارم من ردود طيبة إلا أني رأيت أن حبل الفتنة ممتد على الجرار! وقد استبان لنا أن هناك تنظيماً جديداً متعدد الروافد مستمر في غيه وعدوانه لطمس معالم الجهاد المبارك في أرض الرافدين! إذن فقد بلغ السيل الزبى ! وجاوز الحزام الطبيين! فما عاد السكوت يجدي! وما عاد الصمت حكمة في مثل هذه المواطن! ومن ثم أطلقت لقلمي العنان محتسباً ما أكتبه لوجه الله تعالى ثم نصرة للحق وأهله! وقد جاء في سنن الترمذي وفي صحيح الجامع الصغير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".

      وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه  قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً. فقال رجلٌ يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيتَ إن كان ظالماً كيف أنصره قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".  وفي صحيح الجامع: "كيف يقدس الله أمةً لا يأخذُ ضعيفها حقَّهُ من قويّها، وهو غير متعتعٍ".

      ومن منطلق هذه الأحاديث الشريفة نسير في هذا المقالة على النحو التالي:

      أولاً: حكاية من ماض غير بعيد: القصر الحسن.

      ثانياً: الساحة الأفغانية.

      ثالثاً: ساحة البوسنة والهرسك.

      رابعاً: ساحة الشيشان المنسية.

      خامساً: ساحة الصومال.

      سادساً: الساحة الفلسطينية.

      سابعا: الساحة العراقية.

      ثامناً: صفوة القول.

       

       أولاً: حكاية من ماض غير بعيد: القصر الحسن!:

       هذه الحكاية باختصار عبارة عن حوار تم بين جدران زنزانة مكتظة بالمعتقلين الإسلاميين في سجن أبي زعبل بمصر عقب مقتل السادات عام 1981م وكانت جدران الزنزانة تضم بين جنباتها أفكاراً مختلفة لجماعات متعددة، وفي إحدى الليالي قام أحد الشباب وكان إخوانياً بإلقاء كلمة عقب صلاة المغرب؛ وذكر أن هناك قصراً حسناً منيفاً جميلاً وظل يصف سعة وحسن وبهاء القصر بأسلوب بلاغي شيق بحق! وظننا أنه يقصد الإسلام بهذا الوصف البديع لأنه المتبادر إلى الذهن! ثم بعد أن انتهى من وصف القصر وأخذ بقلوب الاخوة وهم يستمعون إليه بشغف! ثم استطرد قائلاً من دخل هذا القصر فقد فاز! ومن لم يدخله فلا يلومن إلا نفسه! إن هذا القصر حسن كل ما فيه حسن لأن الذي شيده البنا حسن! هذا القصر هو الإخوان المسلمون!! فهاج الاخوة وماجوا وعلت الأصوات وتداخلت فلم يعد أحد يفهم شيئاً من اختلاط الأصوات! ثم هدأت العاصفة فقام العبد الفقير إلى ربه بإلقاء كلمة بسيطة وتوجهت بعدة أسئلة للأخ صاحب القصر الحسن! أنت قلت من لم يدخل هذا القصر فلا يلومن إلا نفسه! فما مصير من لم يدخله قبل ميلاد الشيخ حسن البنا رحمه الله؟! هل هم على الإسلام الصحيح أم هم أهل شرك أم هم أهل فترة! فضحك الاخوة لما قلت له: (أهل فترة)! .. ثم قلت له: وما مصير أبي وأمي ومعظم أهالي المسلمين الذين لم يتشرفوا بالدخول في هذا القصر الحسن؟! وما حكم من رفض وأصر على عدم الدخول في هذا القصر الحسن؟! ولماذا يلومون أنفسهم ألأنهم لم يدخلوا هذا القصر الحسن!

      فلم ينبس ببنت شفة وظل يتعلل بأشياء غير صحيحة ورغم ذلك فيا للحسرة: لم يعتذر!

      هكذا يختزل أنصار هذا التيار الإسلام في قمقم ضيق وزاوية صغيرة فطفق الإسلام العملاق حبيساً في ذلك القمقم! ولم يعد يستوعب الإسلام إلا أصحاب ذلكم القمقم! فصار الإسلام غريباً عن أهله! وأضحت عقيدة الولاء والبراء سلخاً مشوهاً لا يتعرف عليه الإسلام الذي بين دفتي المصحف وصحيح السنة المطهرة!

      أضحت العاطفة لهذا الإسلام المهجن المستنسخ! هي الحكم! وصار هذا القمقم يتناسل إسلاماً أنبوبياً! وتم وضع هذا الإسلام الأنبوبي في حضانات خاصة لتقديمه للعالم على أن هذا المستنسخ الجديد هو الإسلام الحقيقي! سبحانك هذا بهتان عظيم! فليس لدى هذا الإسلام الأنبوبي المستنسخ مانع من أن يحكمه شيوعي/ملحد/نصراني/بوذي/شقي مريد/أي منحرف إلا الإسلام الذي بين دفتي المصحف!!

      قد يقول قائل ما علاقة هذا بأصل الموضوع؟!

      نقول هذا هو أصل الموضوع إن هذا التيار بروافده المختلفة وتحت مسميات متعددة هو الذي اختطف الإسلام الذي بين دفتي المصحف وصحيح السنة الشريفة! وهذا سبب تلك الفتن والإحن المتوالية على المسلمين والحركات الإسلامية المجاهدة بصفة خاصة حيث يختزل أنصار هذا التيار الإسلام في جماعتهم! فصار الولاء للجماعة والبراء ممن يخالف الجماعة!! ومن ثم فإن من لا يسير على دربهم وفي أطرهم الفكرية والمنهجية فلن يقبل منه! مهما أوتي من العقيدة الصحيحة والبلاء المبين والجهاد المجرد لله رب العالمين! لماذا لا يقبل منه لأنه لا ينضوي تحت رايتهم!!

      لكن قد يقول قائل: إن هذا التيار له بلاء وجهاد قديماً وحديثاً في فلسطين وبعض الساحات الأخرى والآن في العراق!!

      أقول: نعم كان ولا يزال لهم في هذه الساحات الجهادية من الشباب الطيبين الذي يحبون هذا الدين العظيم! لكن المشكلة في الأدمغة المتنفذة في هذا التيار! هم الذين يحرفون جهاد الشباب عن مواضعه! ويستخدمون جهاد هؤلاء الشباب لمصالح حزبية ضيقة! فيتعطل الهدف من الجهاد فبدل أن يكون لإعلاء كلمة الله صار لإعلاء شأن الحزب أو الجماعة أو للحصول على كرسي في مجلس يشرع بغير ما أنزل الله أو لمنصب في وزارة تحكم بقانون الشيطان وليس بشريعة الرحمن!

      وماذا فعل قادة هذا التيار في الساحات التي تواجدوا فيها: ماذا فعلت حماس الجزائر تحت قيادة الشيخ محفوظ نحناح! تحالفت مع العسكر الفرنكفونيين ضد إخوانهم (جبهة الإنقاذ) التي كانت تؤمن بمعظم أفكار جماعة حماس في الجزائر لكن لأنها لم تخرج في مدرستهم ولم تكن تحت رايتهم! تحالفوا مع العسكر وكافأهم جنرالات فرنسا بمناصب وزارية لا تسمن ولا تغني من جوع! ولا يزالون يهرولون! ويستمسكون بهذا الفتات!! أما عن حماس فلسطين فلها فقرة مستقرة في هذا الموضوع.. وحالياً أعلن عبر وسائل الإعلام عن تنظيم حماس العراق!! صار هذا الاسم (حماس) الذي كان مرحباً بها إبان الانتفاضة الأولى وحتى الثانية! صار له دلالة عكسية تماماً! يبشر بانقسام وتشرذم خطير على الساحة العراقية!!

       أما عن جهادهم:

       لقد شرع الله الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:244) وقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً) (النساء:76) وكذلك قوله سبحانه(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (لأنفال:39).

      وبين لنا رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم القول الفصل كما في صحيح البخاري: "عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً ، فَأَىُّ ذَلِكَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ « مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِىَ الْعُلْيَا ، فَهْوَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ".

      بل إن الله تعالى يقول لأوليائه المقربين ورسله الكرام: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65)  ويبين لنا أنه لا ضمان لأحد بامتنانه بعمله الصالح ولو كان ذروة سنام الإسلام.. يقول سبحانه وتعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:88)  المشكلة في هذا التيار أنه يريد أن يجمع بين متناقضين: فهم مع هولاكو وفي نفس الوقت مع صلاح الدين!! وكما نعلم أن المتناقضين لا يجتمعان! إلا عند هذا التيار طبعاً!! فهم مع المحتل وضد المحتل!! هم مع المحتل؛ حزب طارق الهاشمي وبطانته من الحزب الإسلامي (إخوان مسلمين)! وضد المحتل؛ بعض الفصائل المقاتلة في العراق المحسوبة على تيار الإخوان!!

       إن عقدة هذا التيار أنه يعيش على أطلال الماضي والبكاء على ربعه الخالي! لم يعد يستوعب أن الأولاد الصغار قد كبروا وشبوا عن الطوق! وصاروا فقهاء وأئمة ولهم سواعد قوية يستخدمونها في سبيل نصرة هذا الدين! لم يستوعب أنصار هذا التيار أن هؤلاء الشباب صارت لهم تجربة رائدة وفريدة على مستوى العالم وكما كانت لهذا التيار حكايات وتجارب عن سجون الطاغوت ناصر والجلاد عبد الهادي وصلاح نصر وشمس بدران وصفوت الروبي وكبار جلادي العصر الناصري! الذين صار معظم هؤلاء الجلادين أصدقاء لقادة هذا التيار!!

      وكذلك هناك حقائق من الهول والتعذيب في عهد الكفور السفاح حسني مبارك! وسجون أئمة الردة الذين يحكمون العالم الإسلامي!! وإذا كان أنصار هذا التيار قد ابتلوا في دولة أو دولتين!! فإن هؤلاء الفتية يعذبون في معظم سجون العالم السري والعلني بلا استثناء (باجرام/باكستان/قندهار/جوانتنامو/أبو غريب/سجون طواغيت العرب والعجم).. حملة بربرية لا نظير لها في التاريخ المعاصر ضد ثلة مؤمنة لا رباط بينها إلا هذا الإسلام العظيم أعني الإسلام الحقيقي الذي بين دفتي المصحف! وليس إسلام بين .. بين أو الإسلام الأنبوبي المستنسخ! فلا يستطيع أحد أن يزايد على صبر وبلاء هؤلاء الشباب الذين أعز الله بهم الإسلام!

       نظرة الاستعلاء والكبر:

       ينظر أنصار هذا التيار باستعلاء وأستاذية بل وازدراء إلى فكر وعمل هؤلاء الشباب لأنهم بكل بساطة لم يتخرجوا في مدرستهم!! يقولون عنهم إنهم قلة وهم التيار الغالب والسواد الأعظم والفكر الوسطي المعتدل! وفكرهم فكر جمهور الفقهاء (يقصدون فقهاءهم) على طريقة بعض العلماء قديماً! هذا إجماع العلماء في مسألة فقهية ما! والحقيقة أنه يقصد إجماع علماء مذهبه!!

      فإذا كان هؤلاء الشباب قلة غير منضبطة على حد زعمهم؟! فلماذا هذه الحرب الضروس ضد قلة منبوذة؟! ولماذا كل هذا التشنيع والتحريض ضد هذه الفئة الضالة حسب مقياس خادم الحرمين!!

      هذا يذكرنا بقول فرعون زعيم الفراعين وقدوتهم في كل زمان ومكان:

      (إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) (الشعراء:54) (وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ) (الشعراء:55).. طالما أنهم شرذمة قليلون! فلماذا كل هذا الاستنفار والجيوش الجرارة يا أيها الفرعون؟ تخيلوا الفرعون الذي يقول لأهل مصر (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي) (القصص:38) ويعلنها صراحة (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (النازعـات:24).. يقود هذا الرب المزور!! الجيوش بنفسه ويستنفر رعيته جمعاء لقتال شرذمة قليلين!! يقصد نبي الله موسى عليه السلام ومن معه!!

      هذا هو عين منطق الاستكبار والاستعلاء في الأرض وإن كان ممن ينتسب صاحبه لهذا الدين الحنيف!

      فليتق الله قادة هذا التيار في هؤلاء الشباب الذين هم مصابيح هذا الزمان وكواكبه وليتأملوا قول الشاعر:

       ومَنْ هاب الرجالَ تهيبوه *** ومنْ حَقَرَ الرجالَ فلن يُهابا

      وأصفح عن سباب الناس حلماً *** وشرُ الناس مَنْ يهوي السبابا

      أُحبُّ مكارم الأخلاق جَهدي *** وأكره أنْ أعيبَ وأنْ أُعابا

       

      ثانياً: الساحة الأفغانية:

       أفغانستان أم التجارب بحلوها ومرها! ورغم ذلك فقد خرج من رحمها الخير العميم! وهذه التجربة جديرة بالتأريخ المجرد عن الهوى وقد يتطلب ذلك جهداً جماعياً تعاونياً لكن نظراً لانشغال من بقي على قيد الحياة من أبطال هذه التجربة في مقارعة أعداء الأمة فإن هناك ثغرات وفجوات تحتاج إلى شهادة لتكتمل الصورة الحقيقية لهذا التجربة الجهادية الفريدة التي كانت الانطلاقة الكبرى نحو العمل الجهادي الأممي!

      لقد دخل هذه الساحة أفراد وجماعات وتيارات مختلفة تحت راية الإسلام.. وهذه الساحة التي جمعت بين كثير من المتناقضات! إذ لم يغب عنها شياطين الإنس من أجهزة الاستخبارات وأوكارها التي كانت مرابطة في مدينة بيشاور على الحدود الأفغانية! وقد تلاقت إرادات كل هذه المتناقضات على قتال الشيوعيين ودحرهم بدون ترتيب سابق! فشباب العالم الإسلامي استجابوا لنداء الجهاد بمحض إرادتهم ولا علاقة لهم بأية أجهزة استخبراتية في العالم؛ فلم يمولهم أو يدربهم أحد وكانوا يعتمدون على خبرات بعض القيادات الجهادية من ضباط سابقين في بعض الجيوش العربية وقاموا بإنشاء معسكرات بسيطة لتدريب الشباب قبل توجههم إلى ساحات القتال في قلب أفغانستان!

      وكانت الساحة مفعمة بروح الجهاد الذي يملأ قلوب الشباب الذين قدموا من كل حدب وصوب، وكان لأهل الجزيرة في الحجاز واليمن ودول الخليج السبق بأنفسهم وأموالهم! وطفق الشباب والشيوخ يأتون إلى هذه الساحة الجهادية من مشارق الأرض ومغاربها!

      وفي ظل هذا المناخ المعطر برائحة البارود والأخبار المتوالية عن العمليات البطولية وقصص الشهداء الذين قتلوا في ساحات الجهاد في أفغانستان! كان هناك تيار وفد على الساحة لدعم المجاهدين الأفغان عن طريق تشكيل هيئات إغاثة تعنى بالأدوية والأطعمة والتدريس ولإقامة مخيمات للاجئين الأفغان في بيشاور وغير ذلك من خدمات! وكانت الحكومات العربية لا تمانع في ذلك الوقت لأن أمريكا والغرب كانوا يرغبون في القضاء على الاتحاد السوفييتي المقبور! فكانت نقابة الأطباء المصرية لها الريادة في هذا المجال واستطاع أنصار التيار (الإخوان) أن يقيموا بعض المراكز البحثية في محاولة منهم في دراسة واحتواء الساحة ونشر فكر (القصر الحسن)!

       باستثناء الشيخ الشهيد نحسبه كذلك  كمال السنانيري عام 1981م ، والشيخ الشهيد نحسبه كذلك الدكتور عبد الله عزام عام 1989م، لأنهما يحتاجان لدراسة خاصة ولا نريد أن نتشعب بالموضوع لأننا بصدد الحديث عن المنهج العام لهذا التيار الوسطي!  بصفة خاصة! لأنه بكل صراحة فإن ساحة القتال والمعسكرات كانت مكتظة بآلاف الشباب في الوقت الذي كان شباب الإخوان يستمتعون بالمعسكرات الترفيهية الصيفية والمتابعة من بعد والانشغال بالانتخابات الطلابية والنقابية والتشريعية والاستقرار الجامعي والتعليمي والوظيفي!! في الوقت الذي كان الشباب غير المنتسبين لهذا التيار المسمى بالوسطي! يبيتون على الطوى في جبال وكهوف أفغانستان! كانوا يبيتون على أزيز الطائرات والقنابل العملاقة التي كانت تدك معسكراتهم! وفي الوقت الذي كانت قوافل الشهداء تصعد إلى سماء أفغانستان! كانت هناك قوافل أخرى تصعد إلى شواطئ الإسكندرية ومعسكرات النزهة!

       لم يكن الإخوان وحدهم:

       وإحقاقا للحق فلم يكن الإخوان وحدهم الذين يحاولون احتواء الساحة! فقد كانت المخابرات السعودية في غاية النشاط عن طريق تركي الفيصل مدير المخابرات في ذلك الوقت واستطاعوا أن يزرعوا بعض الأشخاص في قلب الساحة الجهادية وكونوا علاقات حميمة مع جماعة أحمد شاه مسعود عن طريق الصحفي (ج ق)الذي كان يعمل في جريدة الحياة ثم عينوه مستشاراً إعلامياً في السفارة السعودية في دولة غربية وله الآن مجلة يديرها!! كان هذا الشخص صديقاً حميماً لمسعود!! وكان يرتدي زي المجاهدين ويتقن مصطلحاتهم!! ولله في خلقه شؤون!!

      المهم أن أنصار التيار الوسطي جداً! كانوا يتلقون الركبان من أهل الثراء والخير الذين كانوا يقدمون للتبرع بأموالهم للمجاهدين! فكانوا يتلقونهم ويستضيفونهم ويحولون هذه الأموال مع الأسف الشديد! إلى فريق من المجاهدين بعينه (برهان الدين رباني/مسعود/سياف) رغم أن سياف (اتحاد إسلامي) لم يكن له أتباع بحجم الجمعية الإسلامية غير أن سياف كان يحسن اللغة العربية وتم تلميعه وتقديمه على أنه شيخ المجاهدين ورمز الصمود! لماذا؟! لأن سياف  كان قد تربى واقتنع بفكر الإخوان فصار الصورة المقبولة لدى وسائل الإعلام العالمية لدرجة أن الشعراء كانوا يتغنون بسياف:

      سياف ألف تحية أهديكها *** من أرضنا من منبع الإسلام

      وفي ذلك الوقت كان حكمتيار مغضوباً عليه من قبل هذا التيار لأنه ضد مسعود! مع العلم أن حكمتيار (حزب إسلامي) لم يكن في حاجة إلى أموالهم لأنه كان ممولاً من الحكومة الباكستانية ومن القبائل الأفغانية فكان أكثر تنظيماً وكانت له شعبية جارفة في أفغانستان! أما عن مضايف الوافدين المجاهدين ومعسكراتهم فلم يعبا بها هؤلاء (التيار الوسطي المعتدل جداَ)! لأنه بكل بساطة كانت لهم مضافات خاصة باعتبارهم من علية القوم!!

      لكن العجب العجاب! أنهم ضنوا بشبابهم على الذهاب لساحات القتال في أفغانستان واكتفوا بالنشاط الإعلامي وإرسال بعض قادتهم لاستكشاف الساحة كما في زيارة المرشد الأسبق الأستاذ حامد أبو النصر! وكان له شريط مسجل في تلك الحقبة استنكره كثير من الشباب! وكان للصحف التي يملكونها أو تكتب بلسان حالهم مثل (الدعوة) (والاعتصام) و (لواء الإسلام) في مصر، والإصلاح الإماراتية، والمجتمع الكويتية! دور كبير في تغطية ما يجري في أفغانستان!

      وهكذا كانت تتلاطم أمواج بشرية من خيرة الشباب  وخاصة في الفترة من 1986م إلى 1990م على ساحل ساحة الجهاد الأفغاني من غير التيار الوسطي جداً! هؤلاء الشباب الذين حملوا مشعل الجهاد في أفغانستان ورووا بدمائهم الطاهرة جلال آباد وخوست وقندهار وكابل وهيرات وغيرها! فمعركة (جاجي) في سنة 1987م شاهدة على البطولات الفذة للمجاهدين العرب! ومعركة جلال آباد التي استشهد فيها اكثر من سبعين مجاهداً عربيا من خيرة الشباب! ومعركة مأسدة الأنصار الشهيرة!

      هؤلاء الشباب كانوا يقاتلون في جبهتين في وقت واحد في أفغانستان وكشمير! هؤلاء هم أنفسهم الذين وصفوا بقلة الفهم والتهور والجهل وفي النهاية تشويه الإسلام!

      لقد تم إفساد الساحة الأفغانية بالريال السعودي عن طريق شق صفوف المجاهدين بتكوين أحلاف جديدة كما حدث للأسف مع (جمعية أهل الحديث) بقيادة الشيخ جميل الرحمن رحمه الله تعالى! حيث لم تكن الساحة في حاجة لأحزاب جدد!! وكان سياف يمول من كل هذه الجهات من السعودية وأنصار التيار الوسطي جدا!

      لما انهزم السوفييت وخرجوا من أفغانستان في عام 1989م، وحوصرت كابل  ثم سقطت الحكومة العميلة في كابول في عام 1992م ودخل المجاهدون الأفغان مظفرين وشكلوا حكومة المجاهدين برياسة رباني! لم يطبق هؤلاء الأشاوس الشريعة الإسلامية التي كانوا يزعمون أنهم يقاتلون من أجلها وباسمها! فقد قام بخطوات في منتهى الغرابة تحالف مع الشيوعيين وعلى رأسهم عدو الإسلام السفاح المبير دوستم! وأثناء زيارته لمصر أعلن أنه على استعداد للقبض على المجاهدين المصريين وترحيلهم لبلدهم! رغم أنه لم تكن هناك أحداث عسكرية في مصر في تلك الفترة بهذا الحجم! وثالثة الأثافي أنهم تركوا عميل السوفييت نجيب الله في مقر الأمم المتحدة! ولم يطالبوا حتى بمحاكمته على ضوء الشريعة الإسلامية! وانشغل الاخوة الأعداء بالتحارب وجعلوا كابل وأفغانستان قاعاً صفصفاً! وانتشر قطاع الطرق ولوردات الحرب الذين عاثوا في أفغانستان فساداً! حتى قام الطلبان وكنسوا هذه العصابات المجرمة وشعر الشعب الأفغاني لأول مرة في حياته بالأمن والأمان وأن هناك حكومة حاسمة حازمة في تطبيق الشريعة ودليل ذلك لما فتحوا كابل أخذوا نجيب الله وعلقوه على أعواد المشانق علانية أمام الشعب وأمام وسائل الإعلام المتواجدة في ذلك الوقت!

      فماذا بعد؟! لقد هرب رباني ومسعود إلى وادي بنجشير! وفر دوستم إلى تركيا! وحكمتيار! إلى إيران!

      وتربص الجميع بدولة طالبان الوليدة فقام أنصار التيار الوسطي جداً! بموالاة الشيوعيين السابقين وكانت لهم حظوة لدى موسكو وريثة الاتحاد السوفييتي المقبور! ووجهت لهم طلبان نداءات ووسطاء للرجوع والعيش في ظل الدولة الإسلامية الجديدة والتحاكم إلى الشريعة الإسلامية! فلم يكن من أنصار رباني وبطانته إلا التعالي والاستكبار والتحالف مع الاستخبارات الغربية وخصوصاً المخابرات الفرنسية التي كانت تتغنى ببطولة أسد بنجشير  (أحمد شاه مسعود)! وكانت تغدق عليه بالعطايا وعلاج أنصاره في فرنسا وإرسال الممرضات الفرنسيات إلى المناطق الخاضعة لنفوذه إبان الغزو السوفييتي وحتى بعد هروب مسعود إلى وادي بنجشير!

       صنم بوذا:

       ثم كانت حادثة صنم بوذا الذي قامت الدنيا ولم تقعد بسببه! حيث قامت الأنظمة المرتدة المغتصبة للسلطة في بلاد المسلمين باستخدام أنصار هذا التيار في تشويه الطالبان واتهمهم بالتخلف والجهل ووصموهم بمفردات قاموس الازدراء لدرجة أن بعض الناس ظن أن الطلبان هم من عجينة يأجوج ومأجوج!! تطوع جماعة من علماء المسلمين بقيادة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ومفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل وآخرين! وسافروا لإقناع الملا عمر زعيم المتخلفين!! وكان في مخيلة هؤلاء العلماء الموهومين أنهم سيفحمون الطالبان وأن الطلبان سينبهرون بالأدلة الدامغة التي ستنهمر من عمائم هؤلاء الأشياخ! وكانت المفاجأة أن كوكبة العلماء رجعوا بغير الوجه الذي سافروا به! فلقد علمهم الطلبان دروساً في حسن الأدب وحسن المناظرة وحسن التمسك بالأدلة الشرعية وحسن الاعتزاز بالإسلام! فكانت النتيجة أن الحكومة المصرية أقالت الشيخ نصر فريد واصل من منصب الإفتاء بعد أن صرح لبعض وسائل الإعلام تفهمه للأدلة التي تعتمد عليها طالبان رغم عدم دفاعه عنهم!!

       المؤامرة:

       ثم كانت المؤامرة تتم على قدم وساق لإزاحة طالبان من سدة الحكم وكان برهان الدين رباني يعتقد أن الأمريكان سينصبونه حاكماً لأفغانستان! وأن سياف ربما يكون رئيس الوزراء! وأن الأمريكان سيقدمون لهم أفغانستان هدية لولائهم للأمريكان ولحربهم إخوانهم في الدين الذي يزعمون أنهم مستمسكون به! فماذا بعد؟! دمر الأمريكان أفغانستان! وجيء بتاجر دجاج! (كرزاي) لم يطلق رصاصة في حياته لقتال الروس وتم تنصيبه رئيساً لأفغانستان في حضور برهان الدين رباني وفهيم وسياف وتلكم العصابة التي أحلت قومها دار البوار! جلسوا صاغرين أذلاء وهم يستمعون إلى حامد كرزاي الذي صار أمثولة للعملاء الجدد وليحل محل أبي رغال في ضرب الأمثال! هكذا كان عاقبة الاستعلاء والتحالف مع أعداء الإسلام! ما ضرهم لو أنهم تحالفوا وانضووا تحت راية الطالبان! أليس رعي الإبل خير من رعي الخنازير! على حد قول المعتمد بن عباد في الأندلس قديماً!! وصدق الله العظيم في محكم التنزيل : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(آل عمران:101)..

          ثالثاً: ساحة البوسنة والهرسك من 1992م إلى 1995م:

       كالعادة قام المجاهدون بتلبية داعي الجهاد لنجدة إخوانهم في البوسنة والهرسك! وكانت ملحمة قتالية لقنت  الصرب المعتدين دروساً في فنون القتال والشجاعة لم يعهدوها في خصومهم من قبل ! وكان الشباب يقطعون آلاف الأميال ويتجاوزون الفيافي والقفار ويعبرون قمم الجبال ويخاطرون بأرواحهم عبر البحار والسلاسل الجبلية الوعرة نصرة لدينهم المعتدى على حرماته! ونظراً للانتصارات التي شهدتها قرى وجبال ووديان سراييفو.. كان هناك تياران يتنافسان على احتواء هذه الساحة الجهادية الجديدة!

       التيار الأول: الاستخبارات السعودية التي كانت ترسل بعض المشايخ بالأموال لدعم مسلمي البوسنة رغم أن هذه الأموال من تبرعات شعب الحرمين الذين كانوا يتبرعون بكرائم ونفائس أموالهم في كل ساحة جهاد! لكن الحكومة كانت تستغل هذه الأموال بزعم توصيلها بطرق قانونية ومن ثم كانت تتحكم في هذه الأموال وتفرض شروطها على من يستفيد منها فكانت تهتم بعمل ملفات للشباب المجاهد في تلك المعسكرات تحت مسمى إعطاء رواتب لهم! والطلب منهم بكتابة وصاياهم لأن هذا مطلب شرعي! ليتعرفوا أكثر على طبيعة فكر هؤلاء الشباب وسهولة السيطرة عليهم إذا رجعوا إلى بلادهم! لذلك كانوا يطردون أي مجاهد مهما كانت حيثيته الشرعية من المعسكر إذا تكلم أو تناقش في قضية الحكم الشرعي في الحكومة السعودية؟ أو مجرد الحديث عن خادم الحرمين!! فكان الطرد والحرمان من المعسكر ويقطع عن هذا المسكين حق المبيت ويؤمر بالرحيل! وهم يعلمون أن الساحة البوسنية في غاية الخطورة وأن هذا المجاهد المسكين ربما يقع في الأسر أو يقتل شر قتلة على أيدي العصابات الصربية! وكان هذا من أسباب لجوء بعض هؤلاء الشباب بتشكيل كتيبة خاصة بهم لا تلتزم بمعونات الحكومة السعودية! هكذا تم إفساد الساحة عن طريق الريال السعودي!

      أما عن التيار الثاني فهو  المسمى بالتيار الوسطي المعتدل (تيار الإخوان) فكانوا يكتفون بالعمل الإغاثي بإرسال البطاطين والأدوية وغير ذلك من خدمات! ويضنون بشبابهم عن الذهاب إلى البوسنة حتى ولو بطريق غير مباشر بعيداً عن مراقبة الأنظمة! لكنهم كانوا يهتمون بالجهاد الأكبر في ساحات النقابات المهنية والمجالس التشريعية! ولسان حالهم لهؤلاء الشباب الذي ترك الأهل والأحباب وأحلام المستقبل تلبية لداعي الجهاد في سبيل الله! ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)(المائدة:24)..

      وتوالت المؤامرة على المجاهدين في البوسنة والهرسك حتى توقيع اتفاقية دايتون نسبة إلى بلدة في غرب أمريكا اسمها دايتون أوهايو في قاعدة حربية أمريكية عام 1995م!!  هذه الاتفاقية الجائرة باركتها وهللت لها وسائل الإعلام العربية الحكومية بتشف وحقد على الإسلام بزعم أن هذا الاتفاق يقضي على المجاهدين العرب من خلال تسليمهم إلى بلادهم ومن ثم القضاء عليهم من خلال الزج بهم في السجون!! وبالفعل تم تجريد كتيبة المجاهدين من أسلحتهم وتم تشريدهم وسحب الجنسية التي منحت لهم من قبل فصاروا بين قتيل وطريد ومسجون في جوانتنامو ومحاكمات ظالمة في البلاد التي يرحلون إليها! وكأنها ملحمة كتبت على هؤلاء المجاهدين أن تتخلى عنهم الأمة ويفر منهم قادة التيار الوسطي المعتدل!!

        رابعاً: ساحة الشيشان المنسية:

       هذه الدولة الصغيرة التي تحيط بها قوى الشر جغرافيا وسياسياً تخوض حروباً منذ أكثر من ستمائة عام ولا تجد ناصراً ولا معيناً من هذه الأمة التي تخلت عنها. سكانها ينقرضون ولم يستجب لنجدة هذا الشعب المظلوم إلا هؤلاء الشباب الذين ينظر إليهم بازدراء من قبل التيار الوسطي المعتدل! ذلكم التيار الذي يضن بإرسال أنصاره إلى مثل هذه الساحات! هؤلاء الشباب الذين كانوا ولا يزالون مفخرة هذه الأمة رووا بدمائهم الزكية أراضي القوقاز وقفقاسيا! رحمة الله على شهدائهم، ونصر الله مجاهديهم!

      هناك كوكبة من الذين نعرفهم (خطاب/أبوالوليد الغامدي/أبوعمر السيف/هشام الحناوي) وهناك الكثير من المجاهدين العرب الذين لا يعلمهم إلا خالقهم! رحمة الله عليهم جميعا! هؤلاء الأبطال الذين اصطفى الله بعضهم وأبقى الآخرين منهم شوكة في حلوق أعدائهم! لم ينتسبوا إلى هذا التيار الذي صدع رؤوسنا بالوسطية والاعتدال!! وللأسف هم أبعد الناس عن الوسيطة والاعتدال خاصة مع مخالفيهم! فهذا شهيد الإسلام خطاب وإخوانه الأبطال الذين دوخوا الملاحدة الروس.. أين موقعه من التيار الوسطي المعتدل؟!  خطاب الذي نذر نفسه رخيصة لله تعالى في ساحات الجهاد من أفغانستان إلى الشيشان! خطاب الذي أشفق على إخوانه المجاهدين العرب عندما كانوا يلحون عليه أن ينضموا إلى قوافل الأبطال في ملحمة الجهاد العظيم في الشيشان! خشي على هؤلاء المتطوعين من وشاية المنافقين الشيشان العملاء للروس لأنه يسهل التعرف عليهم بسبب لون بشرتهم السمراء! فلم يكن مندفعاً ولا متهوراً يبتغي بطولة زائفة! بل كان رحمه الله شفوقاً رحيماً رمزاً للبذل والعطاء وجعله الله سبباً في هداية والتزام كثير من الشباب الشيشاني!

      ويذكرنا حالهم بقوله تعالى عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ) (التوبة:92)..

      فأين أنصار هذا التيار الذي يتحدى الحكومات الحالية بأنه يستطيع أن يملأ الشوارع والميادين بعشرات الآلاف من الشباب المؤيدين للوسطية المعاصرة وهم يتغنون بشعارهم الشهير(الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا)؟! فها هو ذا أسمى أمانيكم في الشيشان!  الإجابة نعرفها جيداً؛ فطريق الجهاد شائكة! لكننا نؤكد على حقيقة مفادها: نعم الجهاد مر وصعب بحق لكن ثمرته أشهى من العسل المصفى!

       خامساً: ساحة الصومال:

       من منا لا يذكر غزو الصومال تحت ما كان يسمى بعملية إعادة الأمل التي بدأت في (ديسمبر) 1992 تحت غطاء إيصال معونات إنسانية، إلى الشعب الصومال! ومن ما لا يتذكر الهزيمة الساحة للقوات الأمريكية خاصة عندما نقلت وسائل الإعلام خبر إسقاط المقاومة لطائرتي هيلوكبتر من طراز "بلاك هوك"  ع قتل فيها 18 أميركياً وجرح اكثر من 73 آخرين .. ثم الصورة الشهيرة التي عجلت برحيل القوات الأمريكية وهروبها من الصومال، وهي صورة سحل جثة الطيار الأمريكي الذي كان أحد أفراد طاقمي الطائرتين في شوارع مقديشيو.. وبعد الهزائم المتلاحقة للقوات الأمريكية الغازية فر الجنود الأمريكان بجلودهم ورجعوا إلى ديارهم خائبين خاسرين بعد أن صدر أمر رئاسي بسحب القوات الأمريكية وكان ذلك في مارس 1994م.

      لكن الحلقة المفقودة في هذا الصراع هم الشباب الذين كانوا وراء انسحاب القوات الأمريكية وعلى رأسهم القائد الشهيد ـ نحسبه كذلك ـ الشيخ أبي عبيدة البنشيري الذي كان يلقب بقائد المجاهدين العرب في أفغانستان وكان رحمه الله شخصية مفعمة بالحب والحيوية والإخلاص بحيث لا يختلف على دماثة خلقه أحد من المجاهدين على تنوع مشاربهم..

       أبو عبيدة البنشيري كان وراء كل هذه العمليات في الصومال ومعه مساعده القائد أبو حفص المصري الذي استشهد رحمه الله قندهار إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان وكان أمير هؤلاء جميعاً الشيخ أسامة بن لادن الذي أكد عدة مرات في خطبه المسجلة أنهم أي تنظيم القاعدة طردوا الأمريكان وهزموهم في الصومال! والمتابع للساحة الصومالية من 1992إلى 1994م يكاد يجزم أن هذه الساحة الجهادية كانت حكراً لشباب تنظيم القاعدة ولم يثبت أن وجد أي تنظيم جهادي آخر في هذه الساحة ولم يثبت أن وجد شخص واحد كان يقاتل في هذه الساحة ممن ينتسبون إلى ما يسمى بالتيار الوسطي المعتدل! رغم وفرة شبابهم وكثرتهم في معظم البلاد العربية والإسلامية!!

      أما عن الوضع الحالي في الساحة الصومالية:

      فها نحن أولاء نجد احتواء غريباً لشيخ شريف أحمد رئيس المحاكم الإسلامية وهذا الاحتواء يتم في دولة قطر الذي دعي إليه شيخ شريف أحمد ليصدر بياناً مشتركاً ويجلس فيه جنباً إلى جنب مع الخائن قاتل أبيه عدو الإسلام حسين عيديد الصغير! عيديد الذي يحمل الجنسية الأمريكية وسبق له العمل في صفوف قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) خلال حرب الخليج الأولى عام 1991م!! وهو أحد أمراء الحرب وصديق حميم لميليس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا ولكن لما تخلى عنه زيناوي ونصب غيره على رأس الحكومة العميلة! يحاول الآن التقرب إلى المحاكم الإسلامية بزعم الوطنية المفاجئة التي حلت في جسده ليقاتلوا عدوهم المشترك (أثيوبيا)!! وبالطبع كالعادة فإن قادة ما يسمى التيار الوسطي يرحبون بهذه الدعوات الماكرة!! بزعم توحيد المعارضة ضد الحكومة العميلة المؤقتة التي وصلت مقديشيو على متن الدبابة الأثيوبية الذي احتل أرض المسلمين ودنسها بمباركة طواغيت العرب والعجم! فمن وراء هذا البيان المشترك والجبهة الموحدة بين شيخ شريف أحمد وبين عيديد الصغير! للأسف الشديد وراء هذه الدعوة بعض المشايخ الكبار في قطر والخليج ممن ينتمون إلى تيار ما يسمى بالوسطية!! تحت حجة أن في هذا احتواء للمحاكم الإسلامية من أفكار المتشددين كتنظيم القاعدة ومن يتقارب مع أفكارهم! كما أن هذا الاحتواء سيرفع الحرج عن قيادات التيار المسمى الوسطي وشبابهم ! وأنه لا ضرورة لخوض أنصارهم وشبابهم القتال بأنفسهم ويكفي القتال بالوكالة على طريقة.. ( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24)..

       سادسا: الساحة الفلسطينية:

       لن أخوض في تفاصيل الساحة الفلسطينية كثيراً ولكن أود أن أشير إلى النقاط التالية:

      (أ) ليس كل من حمل البندقية وقاتل ينال شرف لقب مجاهد في سبيل الله! وإلا اعتبرنا نمور التاميل في سيريلانكا مجاهدين في سبيل الله خاصة أنهم أسبق من الجماعات الجهادية التي كانت تفجر نفسها في صفوف أعدائها!

      ولو أن كل من يحمل بندقية أطلقنا عليه مجاهداً في سبيل الله فسنعتبر ثوار الكونترا في نيكاراجوا مجاهدين بررة وهم الذين اخترقتهم المخابرات الأمريكية حسب رأي أحد الباحثين، ووظفتهم على يد سفيرهم هناك (نيجروبونتي) في سنة 1985م هؤلاء الثوار الذين أثاروا الذعر والهلع والفوضى في بلادهم تماماً كما فعلت أميركا مع عصابات فتح الفلسطينية التي اخترقتها المخابرات الأمريكية وجعلتها تفعل ما تقوم به عصابات الكونترا بزعم أنهم ثوار!! 

      (ب) لم نعد نفرق بين بندقية حماس ولا بندقية فتح ولا بندقية أبي علي مصطفى وغيرهم!! المشكلة أن قادة حماس (وهم محسوبون على ما يسمى بالتيار الوسطي)! اختطفوا حماس وإخلاص الشباب المنتسبين لجماعتهم ووظفوه لمكاسب حزبية ضيقة فصارت عمليات حماس أشبه بمن يبتز خصومه ويفرض عليهم الإتاوات وإلا قام بعملية قتالية معينة! فصارت البندقية في خدمة كرسي  المجلس التشريعي! والعملية القتالية ضد العدو من أجل الحصول على حصة أو حقيبة وزارية! ومن ثم اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نعرف ما المقصود بالجهاد في سبيل الله الذي هو ذروة سنام الإسلام! فيا للحسرة! لقد سارت حماس في  طريق لم نكن نتمناه لهم! إنه السراب! لأن الذين كفروا وعدوا أنصارهم  بالأماني وعيش رغيد وحياة كريمة! رغم أن الله تعالى بين لنا ماذا يملك الذين كفروا وبين لنا ما هي أعمالهم.. قال جل شأنه: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ)(النور:39).

      (ج) بالنسبة لبعض الفصائل المنتسبة للتيار المسمى الوسطي! فإننا لاحظنا أنهم يجاهدون ويقاتلون فعلاً  في أماكن محددة بعينها مثل فلسطين والعراق!! بحكم أنهم من أبناء تلك البلد  التي غزاها المحتل! وهذا خير وبركة! لكن المشكلة أنهم لا يرسلون أنصارهم إلى ساحات أخرى مثل أفغانستان/ كشمير/ الشيشان/ الصومال/ البوسنة/ طاجكستان إلخ!! (أشبه بقتال من أجل الأرض)! وهذا يفسر لنا سر عدم تحمل الفصائل الجهادية في العراق أو حتى فلسطين أن يستحوذ غيرهم على الساحة! كما أنه يوضح  لنا الرحلات المكوكية لقادة هذا التيار المسمى الوسطي وعرض أنفسهم على القبائل والحكومات بأن دعوتهم أنفع لهم من أنصار (دولة العراق الإسلامية)! أياً كان حجم هذه الدولة العراقية الإسلامية بإمارة الشيخ المجاهد أبي عمر البغدادي! حتى لو كانت مسيطرة على معظم محافظات العراق! طالما أنها لم تنتسب إلى هذا التيار الوسطي فإنه لزام عليها أن تختفي بأية وسيلة وإن كانت على طريقة ميكافيللي!!

      (د) فحماس فلسطين لا تسمح لأي فصيل أن يستحوذ على الساحة وإن كان من أهل التوحيد وحملة القرآن الكريم طالما لم يتخرج في مدرستهم وهذا هو سر الفشل المستمر في الساحة الفلسطينية وعدم جلاء الراية الإسلامية ووضوحها!! ونظراً لأن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة مستفيضة فإننا نكتفي بهذا المقدار ونسأل الله أن يهدي قادة حماس وأن يعودوا إلى الاستمساك بكتاب الله المتين! ونسأل الله لهم أن يعودوا إلى عزة الإسلام لأنهم للأسف الشديد على خطر عظيم وليتأملوا قول الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (النساء:139).

       سابعاً: الساحة العراقية:

       بعد غزو العراق عام 2003م كانت بداية دخول المجاهدين العرب على يد رجل واحد! رجل كأنه أمة! إنه بطل الإسلام وضرغامه الشهيد ـ نحسبه كذلك ـ المقدام أبو مصعب الزرقاوي المظلوم في حياته وبعد مقتله!! الشيخ أبو مصعب الزرقاوي وضع اللبنات الأولى للعمل الجهادي التنظيمي في أرض الرافدين! سبحان الله! أبو مصعب الزرقاوي كان ينظم الصفوف ويبني صرح التنظيم ويخوض المعارك بنفسه ضد القوات الغازية في نفس الوقت الذي كانت فيه بعض القيادات الإسلامية العراقية تائهة حائرة من هول الصدمة التي أحدثتها القوات الغازية في أنفسهم! ثم رأوا بأم أعينهم كيف كان يتحرك هذا الرجل أبو مصعب الزرقاوي رحمه الله تعالى في ربوع البلاد محرضاً أبناء العراق من أهل السنة على القتال وعلى القيام بواجبهم الشرعية وكان له القدح المعلى في معركة الفلوجة الباسلة! وكان في تلك الفترة يقاتل تحت مسمى تنظيم التوحيد والجهاد وكان الشيخ الجنابي يعرف ذلك جيداً وكان يتعاون معهم وقد ذكره الشيخان أبو مصعب وأبو انس الشامي  رحمه الله تعالى بخير في بيانين لهما! وهذا ما أثار حفيظة المتابعين لإطلالة الشيخ عبد الله الجنابي وكنا نتوسم فيه أن ينصف إخوانه المجاهدين! والذي أدهشني بحق عدم ذكره للشيخ أبي مصعب الزرقاوي بأية كلمة ترحم! بل إنه ذكره في معرض التهكم عندما تكلم عن (حمراوي زرقاووي ..)!! لماذا نكران الجميل وكفران الأخوة أيها المشايخ الأجلاء!

      وإلى من يفتري على دولة العراق الإسلامية نردد معهم قول الشاعر:

       وهبكَ تقولُ هذا الصبحُ ليلٌ *** أيعمى العالمون عن الضياءِ

       وإذا كان لنا من تعليق على هذه الأحداث الأخيرة فإننا نمسها مساً خفيفاً:

      مما لا شك فيه أن هناك تناغما تم في الآونة الأخيرة ضد دولة العراق الإسلامية على النحو التالي:

      (أ) جولات الشيخ حارث الضاري المكوكية إلى الدول العربية وحلوله ضيفاً لدى رؤساء هذه الدول! مع غمزه ولمزه في الدولة الإسلامية من طرف خفي وبالتصريح أحيانا! نفس هؤلاء الرؤساء الذين تآمروا على غزو الشعب العراقي وقتل أبنائه! نفس هؤلاء الرؤساء الذين كانوا يحتضنون المعارضة الشيعية التي تحالفت مع الأمريكان في احتلال عاصمة الرشيد! نفس هذه الفصائل الشيعية التي كانت معززة مكرمة في هذه الدول! وها هو ذا الشيخ الضاري يثق في نفس هذه الحكومات العميلة التي دمرت بلاده! وصدقت العرب في قولها: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك!

      (ب) حوار برنامج بلا حدود  مع الدكتور إبراهيم الشمري الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي! مع هجوم مباشر على دولة العراق الإسلامية! وصوته الذي يقطر منه الاستعلاء على إخوانه والتقليل من حيثية الشيخ أبي عمر البغدادي! وقد تكفل الاخوة الفضلاء بالرد والتعاليق على حوار الدكتور الشمري فلا داعي للتكرار.

      (ج) ثالثة الأثافي: كانت المفاجأة الإعلان عن حوار مع الشيخ الجنابي فتنفسنا الصعداء وتوسمنا في الشيخ الجنابي خيراً نظراً لما سمعناه عنه في معركة الفلوجة الاولى والثانية! لكن للأسف الشديد كان حوراً مخيباً لآمال من توسموا في الشيخ خيراً! وكنت أربأ بالشيخ أن يصم هؤلاء الشباب الذين نحسبهم صفوة المسلمين ونخبتهم الذين يدافعون عن شرف الأمة! يصمهم بعقوق الوالدين وضرب الأم ومنهم من لا يصلي!! هؤلاء الشباب الذين باعوا أنفسهم رخيصة لرب العالمين يفعلون هذه الأفاعيل؟! وهب أن شخصاً قريباً لك تعرفه عق أمه أو لم يكن يصلي من قبل مثلاً؟! فلماذا تبرز هذا المثل السيئ! وما علاقة ذلك بدولة الإسلام وتنظيم القاعدة لكي تعمم هذا المثال عبر وسائل الإعلام حيث تختزل الصورة في أن دولة الإسلام عبارة عن جماعة من الأشرار الذين يضربون آباءهم! فإذا لم يكن لهم خير في أهليهم فهل سيرجى منهم الخير لأهل العراق وهل يصح أن يطلق على هؤلاء صفة مجاهدين في سبيل الله!! سامحك الله يا شيخ جنابي! أخشى عليك قول الله تعالى (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) (النساء:112)..

      (د) بيان تشكيل تحالف جديد باسم جبهة الجهاد والإصلاح يضم الجيش الإسلامي وفصائل متقاربة مع تيار ما يسمى بالوسطية!

      ولنا تساؤل برئ: لماذا الآن؟! وفي هذا التوقيت؟! قد يقول قائل من حقهم أن يشكلوا حلفاً لقتال الأعداء! نعم يحق لهم ذلك! لكن لا يحق لهم أن يهاجموا اتحاداً قائماً قبلهم! ولا يحق لهم أن يعلنوا ازدراءهم وافتراءهم على إخوانهم!

      هكذا يستطيع المتابع للأحداث الأخيرة أن يصل إلى نتيجة مفادها: هذا الأمر قد تُشور فيه في غير هذا المكان! أمر قضي بليل! وقد استطعنا أن نستخلص نتيجة مفادها طالما أن الدولة الإسلامية لم تخرج من رحم التيار المسمى الوسطي المعتدل! فإنه لن يرضى عنها هذا التيار وبطانته! وستستمر حملة التشويه والازدراء على دولة العراق الإسلامية! ولكن نسأل الله أن يهدي الفصائل الجهادية المنتسبة أو المحسوبة على ما يسمى بالتيار الوسطي! إلى الحق! وان يفوتوا الفرصة على أعداء الأمة المتربصين بهم وبإخوانهم في دولة العراق الإسلامية الدوائر! نسأل الله أن يوحد صفوفهم على الحق وأن يلم شعثهم ويجمع كلمتهم وأن يسدد رميهم! وأن ينصرهم نصراً عزيزاً مؤزراً! 

      صفوة القول

       إن التيار المسمى بالوسطي المعتدل! ابتعد تماماً عن عقيدة الولاء والبراء! لذلك أثمر تخليه عن هذه العقيدة سلخاً جديداً لا يعرفه سلفنا الصالح هذا السلخ (الإسلام الأنبوبي المستنسخ)! إنه تيار يلعب بالنار! ويفرق جمع المجاهدين في الساحات التي يقارعون فيها أعداء الأمة ويبذلون مهجهم وأرواحهم دفاعاً عن هذا الدين العظيم!

      فليحذر قادة هذا التيار من نقمة الله تعالى التي قد تحل بهم من فتنة في الدنيا وخزي في الآخرة.. قال الجبار جل وعلا: ( فَلْيَحْ