فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      خداعُ الأمَانـيّ

      أبو العتاهية

      الدهرُ ذو دولٍ والموت ذو عللٍ      والمرءُ ذو أملٍ والنـاسُ أشبـاهُ

      ولم تـزل عـبرٌ فيـهن معتـبرٌ      يـجري بها قـدرٌ والله أجـرَاهُ

      والمبتـلى فهو المهجـور جانبـه      والناس حيث يـكونُ المالُ والجاهُ

      يبكي ويضحكُ ذو نفس مصرفة      والله أضحـكه والله أبـــكاهُ

      يا بائعَ الـدينِ بالدنيا وباطِلـها      ترضى بدينك شيئـا ليس يسواهُ

      حتى متى أنت في لهـوِ وفي لعبٍ      والموتُ نحوك يهوي فاغـرا فاهُ

      ما كل ما يتمنى المـرءُ يدركُـه      رب امـرئٍ حتـفه فيما تمنّـاهُ

      والناس في رقدة عمّا يـُراد بهم      وللحـوادثِ تحـريكُ وإنبـاهُ

      أنصفْ هُديت إذا ما كنت منتصفا      لا ترضى للناسِ شيئا ليسَ تَرضاهُ

      يا ربّ يوم أتت بشراه مقبـلـة      ثم استحالت بصوت النعيّ بشراهُ

      لا تحقرنّ من المعـروف أصغـره      أحسِنْ فعاقبةُ الإحسان حسنـاهُ

      وكـل أمرٍ لـه لابـد عاقبـةٌ      وخير أمرك ما أحمـدت عقبـاهُ

      نلهو وللموت ممسانا ومصبحنـا      من لم يصبّحه وجه الموت مـسّاهُ

      ما أقربَ الموت في الدنيا وأبعده      وما أمرّ جنى الدنيـا وأحـلاهُ

      كـم نافس المـرءُ في شيء وكابــر      فيه ثم مضـى عنه وخـلاّهُ

      بينا الشقيقُ على إلفٍ يُـسَرُ به      إذ صار أَغمَضهُ يومـاوسجّاهُ

      يبكي عليـه قليـلا ثم يُخرجه      فيُسكِن الأرضُ منه ثم يَنـساهُ

      وكل ذي أجـلٍ يوما سيبـلغه      وكل ذي عملٍ يـوما سيلقاهُ