إزالة الصورة من الطباعة

ماتَ الملك .. عاشَ النظام !

يكادُ يُجمعُ كلّ من قابلته أو تحَاوَرت معه من المِصريين، وغير المصريين، أنّ النظامَ المِصريّ لا يزال على قيد الحياة، ضعيفاً، لكن فيه من القوة ما يمِكّنه من العودة للحياة مرة أخرى، رغم إقتلاع رأسه.

النظام المصري لا يزال يعمل في مصر لإحتواء الضرر الذي أوقعته به الثورة.

وليخبرني عليمٌ من العالمين ببواطن الأمور، كيف يُمكن للمُتحدث الرَسميّ بإسم المجلس العسكريّ أن "مبارك قد قدّم إنجازاتٍ عظيمة للوطن" لا يزال يعمل في ظِلِّ وزير الخارجية! أيُّ إنجازاتٍ يتَحدّث عنها هذا الرَجل (مع التَحَفّظ على لغته العربية التي ترفع المنصوب وتنصب المرفوع!)؟ إنجاز السَرقة والنهب؟ أم إنجاز التزوير؟ أم إنجاز حِصَار غزّة؟ أم إنجاز الإرهاب والإعتقال والقتل؟ أم إنجاز سيناريو التوريث؟ هذا لا يعكس إلا سوء نية مبَيّتة للنيل من مصر وثورتها.

وليخبرني عليمٌ من العالمين ببواطن الأمور، كيف يبرطع عمر سليمان، الذي قال "إن الشعب المصريّ ليس بالنضوج الكافي للديموقراطية" وزكريا عزمي في رئاسة الجمهورية، تحت سمع وبصر ومباركة العسكر؟ وكيف يقول المجلس أنه سيكون له دورٌ مقبلٌ في الحياة العامة؟ هذا يعنى بلا تردد أن العسكر سيكون لهم قول نافذٌ فيما يجدّ من تعيينات ومناصب، وهو ما ينكرونه علناً؟

وليخبرني عليمٌ من العالمين ببواطن الأمور، أين العادليّ القاتل، وأحمد عزّ المُزوّر السَارق؟ يتحدّث أحمد عزّ على الهواء وينشر أكاذيبه، ثم يعود إلى بيته! ويتحدّث العادلي أمام النيابة، ثم يعود لداره! كيف يكون هذا مَعقولاً أو مَقبولاً؟

ولو ذهبتُ أُعدّ ما يُثير الرَيبة من موقف العسكرما انتهيتُ الليلة. لكن المقصود أنّه مع وجود بعض الشَواهد التي قد يُسْتشفُ منها بدءِ التغيير والتعديل، فإن هناك العديد من الشواهد التي تبثّ الشكّ في عقل أكثر الناس براءةً وسَذاجة وحُسنِ نية.

ما يظهر لي أنّ المَجلس، نَظراً لتورّطِه في مُمَارساتٍ مُجَرّمة، يريد أن تنتقل السُلطة دون تَعَرُضٍ لما كان، قدر الإمكان، بمنطق "الليّ فات مات"! إتركوا حُسنى مُبارك وثروته، وإتركوا عمر سليمان وشأنه، وغالباً ما سيجد العادليّ وأحمد عز أدلة كافية لبرائتهم مما وّجه اليهم، وسيُترك أصحاب الثروة وثرواتهم، فنحن لسنا بشعبٍ منتقمٍ، .. ومثل هذا من الحديت.

ليس هذا عدلٌ مقبولٌ، ولا ترضى به ثورة شعبية قوية تعرف طريقها إلى أهدافها ةلا تتردد في تحصيلها مهما كانت التضحيات.