إزالة الصورة من الطباعة

هل ورقة الرهائن ورقة رابحة، أم إنها ورقة محروقة لا أثر لها على الأرض؟

(1)
أما بالنسبة للكيان:
فمن الواضح الجلي، الذي لا تخطئه العين المنصفة، أن تلك الورقة لم تمثل أي ضغط شعبي حقيقي على حكومة نتن ياهو بالمرة! فقد قام الكيان بعملية الإبادة الجماعية والتدمير والتشريد، بشكل منظم ممنهج حسب خطة عسكرية، لم تتوقف يوما واحداً، إلا لأيام ارتضوها حسب مخططهم.

وما المفاوضات على إطلاق سراحهم إلا تمويها على الرأي العام خاصة في أمريكا، لا غير. لكن ليس له أي تأثير عسكري على عملية الإبادة!

فقد اعتبر الكيان هؤلاء الرهائن خسارة حرب منذ اليوم الأول، وحرق بذلك الورقة الأهم، التي كانت حماس تعتمد عليها، بل والتي هي، أساسا، النتيجة الوحيدة المعروفة لعملية 7 أكتوبر بالنسبة لهم، خلافا لما أعلنوا عن تحرير القدس ورفع الحصار وتلك الأهداف الواهمة!

(2)
أما بالنسبة لحماس:
فقد كانت ورقة الرهائن هي الهدف الأكبر الذي يعولون عليه لتركيع الكيان، وفرض بعض شروطهم عليه، ومن ثم خطفوا الرهائن وعادوا لأنفاق غزة لإخفائهم. ولم يكن لديهم قوة ولا عدة ولا عزم ولا تخطيط أبعد من تحقيق عملية الخطف التي تمت يوم السابع من أكتوبر!

وكان الصمود وردّ عدوان بهذا الحجم، غير مطروح في خططهم، إذ هو ضرب من المستحيل فِعلاً، والجنون تصوراً، فلا تكافؤ بين المتخاصمين، لا عدداً ولا عدة ولا تحصيناً ولا جغرافية ولا مساندة، ولا شيء فيه تكافؤ على الإطلاق. حتى من يساندهم كانت دولة الرفض الكافرة المجرمة المحتالة، التي ترى قتل السنة فرض في دينها، والتي كانت مصلحتها الأولى في اشغال الكيان بمشكلة محلية لصرف انتباهه عن استهدافها!

فحماس قد خسرت ورقتها الأساسية في توازن القوى منذ اليوم الأول في العدوان، وتدحرجت كرة الهزيمة والفشل بعد ذلك دون توقف. ولا نحسبها ستتوقف قريبا، فليس هناك من سبب ولا داعٍ لتوقفها.

قيادة حماس تعلن، بكل غباء، أنها جندت آلافاً واستعادت قوتها! فلماذا يقف الكيان اليوم دون تدمير العشرة بالمائة الباقية من غزة وقتل نصف سكانها، للقضاء على الآلاف المجندين الوهميين، الذين أفرزتهم عقلية مريضة ساذجة لا تعي معنى ما تقول!؟

لم يعد لحماس أي وزنٍ في إدارة المعركة (لو صح أن نصِفَها بمعركة أصلاً!) منذ الثامن من أكتوبر، بعد أن قرر الكيان حرق ورقة الرهائن. وما ضلالات الجزيرة وتخرصات الدويري إلا حلقة في عملية التخدير العامة التي مارسها العدو المخفي الرافضي، لمزيد الزجِّ بأهل غزة تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية الغاصبة!

اليوم، بعد القتل والإبادة والتدمير والتشريد والاحتلال الشامل، صارت الرهائن ورقة في يد قيادة حماس، تلعب بها لصالح وجودها كحركة، بأي أيديولوجية كانت سلمية أو استسلامية أو فتحاوية أو بهلوانية! فإن لم يقبل العدو بذلك، وهو الظاهر الغالب، فإنها تكون ورقة إنقاذ رقاب القادة لا غير، ولا أبعد من ذلك.

فورقة الرهائن، قد انعدمت قيمتها بالنسبة لغزة وأهلها منذ اليوم الثاني للعملية الفاشلة!

د طارق عبد الحليم
17 يوليو 2024-10 محرم 1446