إزالة الصورة من الطباعة

أسماء على أشلاء ...!

مما ينفطر له القلب، وتتحسر عليه النفس، ما نرى من اتساع نطاق الغرائب من الهرطقات، التي تصدر في شكل فتاوى، أو آراء كما يسمونها، من أسماء غريبة لا تمت لفقه ولا دين ولا شريعة بصلة، تضرب في أعماق ديننا، وصحة سنتنا، وإهانة علمائنا، وتخريب فقهنا، وتبديل شريعتنا، وكل ما يمكن أن يهدم إسلامنا، الذي هو أقوى وأعرف وأعظم من كل تلك الحشرات العاملة التي هي نتاج العبودية لحضارة الغرب المتهاوية، في القرن الخامس عشر بعد هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم.

تركي الحمد!! من هذا المخلوق؟! ما هي صفته ليعطي رأياً في البخاري، إمام الحديث في تاريخ المسلمين، الذي سلّم بإمامته عمالقة الفقه والحديث، بلا مخالف، على مدى ثلاثة عشر قرناً مضت. عقول لا يوازي ذاك المخلوق الحشريّ، بعائلته وأهله وعشيرته معا، ذرة تراب وطأها البخاري يوماً!

من هي تلك المرأة الأشبه بقرود الغاب، المسماة نادين البدير(!) التي ظهرت على الإعلام السلوليّ تؤيد رأي التركي اللعين، صاحب الجهل المبين!! ما هذه الحشرة المفترض أنها امرأة مسلمة، ولكن نظرة إلى وجهها ينبئك عن كونها صورة مشوهة لإنسانة غربية!

من هذه العميلة "توكل كرمان" المصنوعة بالإعلام العالمي الصهيوني، تبدي الرأي في الشيخ ابن باز، رغم خطئه في فتواه بشأن دوران الأرض لخروجها عن مجال علمه، لكن الأمر، من هي لتتحدث عن ابن باز، في أي موضوع كان، ولو كان في حجم (1+1 = 2)!

ثم ترى ذلك المخلوق المتخفي في صورة امرأة (متحجبة!!!) ترى في وجهها غضب الله متجليا، تسمي نفسها آمنة نصير، أستاذة العقيدة بالأزهر الأغبر! تفتي أنه لا مانع من زواج المسلمة بكافر كتابي! هذا حرامٌ إجماعاً منذ عصر النبوة، والخروج عن الإجماع المقرر، بعد العلم به، كفرٌ بواح كما هو مقرر في علم الأصول. وهي لا ترى غضاضة أن ينشأ أبناء هذا السفاح الذي تقترحه يهوداً أو نصارى! قال تعالى "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ" البقرة 219. وهي صريحة في منع زواج المسلمة من المشرك. المشرك أو الكافر، سيان، هو كل من ليس على الإسلام، كتابي أو غير كتابيّ، هكذا سماهم الله تعالى "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ" فأهل الكتاب والمشركين سواء، وهل هناك شركّ أشدّ من زعم أن الله له ولد!!؟ هذا هو الأصل والقاعدة، ثم استثنى الله منها زواج المسلم من الكتابية، وحلّ طعامهم. فالأصل أن الأمر يبقى على التحريم حتى يأتي نصٌ على الاستثناء، ولا نتجاوزه. والجملة التي جاءت على بلسان العلامة ابن عاشور، لم يقصد بها ما قصدت هذه المخلوقة المخلّطة، بل عني بها أنه لم يأتِ نصٌ خاص في القرآن بهذا الصدد، لكن، النصوص القرآنية المجامعة كما أنزلها الله سبحانه كافية في تقرير هذا الحكم، فإن هذا لا يمنع الجمع بين الأدلة القطعية، والفهم عن اللسان العربيّ الصحيح، أن نقرر حكم هذا الأمر، وابن عاشور جبلٌ في اللغة والتفسير والفقه والأصول[1]، فكيف له مخالفة إجماع علماء الأمة بلا مخالف! إنما هو تصيّد لكلمات وإسقاطها على مناطات لا تصلح لها، لوجود أدلة أخرى. ولكن طريق أهل البدعة وكفار المتأسلمين، كهذه المخلوقة، هو تصيّد الكلمات، ثم غضّ النظر عن بقية النصوص، وكأنها وردت في كتابٍ آخر غير القرآن.

وكثير غير هؤلاء الأراجوزات[2] ...

وقد يقول بعض المغفلين "هذا اختلاف في الرأي يجب احترمه" فنقول: ثكلتك أمك، هذا ليس محلّ آراء من غير المختصين. مواضع الإجماع ليست محل آراء. هذا محض

وما تعجب له هو تلك الأوصاف التي تصبغها وسائل الإعلام على أولئك الأراجوزات، مثل "الناشطة"، أو "المدوّن" .. الخ. وهي أوصاف لا نعرف لها أصلاً يمت لعلمٍ شرعيّ. وغالب هؤلاء، وغالب هذه الأخبار المَعيبة، تأتي من إعلام السلولية والصهيو-إماراتية، بالطبع، فهم قادة الكفر العالمي اليوم، وهم شياطين العرب الحاقدون على الإسلام وأهله.

لكن، المسلمون لهم بالمرصاد، وقد عاش الإسلام خمسة عشر قرناً، لم يغيّر من تاريخه وعظمته وسيطرته على نفوس معتنقيه، قول أمثال تلك الأراجوزات. فاخسئوا يا أهل الكفر والضلال.

د طارق عبد الحليم

18  أكتوبر 2020 – 3 ربيع ثان 1442

 

[1]  راجع بحثنا عن ابن عاشور https://tariq-abdelhaleem.net/ar/post/19036

[2]  Clowns