إزالة الصورة من الطباعة

رسالة إلى إخواننا المجاهدين في القوقاز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله صلى الله عليه وسلم وبعد

الإخوة الأحباب، الذين اصطفاهم الله سبحانه لنصرة دينه ورفع لواء توحيده، في تلك الأصقاع من الأرض، التي وإن بعد محلها، فقد قَرُب وصلها. فأنتم والله قريبون على بعد، بعيدون على قرب. وصلنا بكم دائم، ودعاؤنا لكم قائم.

الإخوة المجاهدين الأحباب:

وصلنا أن مصيبة الفرقة المارقة من الحرورية العوادية قد حلّت بدياركم، فحاولت شق الصفّ بطلب بيعات لخليفة المسخ العواديّ، الذي شق جهاد المسلمين في الشام وأحلّ أتباعه دار البوار، فكان نحسه على الشام كنحس "أحمر عاد" على قومه، وليت شِعرى، قد أحسن زهير في وصف الحرب، وما أليق هذا الوصف في وصف بدعة "أحمر عوّاد" ونحسه.

وقد حاول العوادية أن يلعبوا هذا الدور في اليمن والمغرب وليبيا ومصر من قبل، لكنّ الله دحرهم، فكشف ألاعيبهم وردّ بيعاتهم، وأعلنت كافة الجماعات الجهادية عن تبرئها منهم، ورفضها لخلافتهم التي مزقت شمل الأمة بدلا من أن تجمعها.

وقد علمنا أنّ من هؤلاء من حاول أخذ بيعات لابن عواد السامرائي من بين جنودكم، بل هناك أمير بايعهم بالفعل. لكنا نحذركم من أن تتهاونوا مع هذه الظاهرة المقيتة، أو أن تتحدثوا عنها كما تحدث غيركم من منطلق "أخوة المنهج" أو "وحدة الصف" أو مثل ذلك من ترّهات. فهؤلاء خوارج أجلاد لا يراعون في مسلم سنيّ إلّا ولا ذمة، يذبحونه مبتسمين مستبشرين كما يذبح الحاج ضحيته. فهم أشباه أزلام وأعلام إجرام، فلا تأخذكم بهم رأفة في دين الله، فوالله لولا إنهم يستحلون الدم الحرام ما قلنا فيهم ما قلنا، لكن رسول الله صلى الله عليه سلم قال فيهم كلمته "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" وقال "لإن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد".

إلا إن لأميركم الأخ المجاهد الصابر علي أبي محمد الداغستاني في رقابكم بيعة. ألا وهي بيعة حق وصدق، فلا تخفروها فيذلكم الله بخفرها.

ألا فكونوا يداً واحدة على عدوكم من الملاحدة، وعلى من شق صفكم سواء بسواء، فكلاهما عامل على القضاء على شوكتكم وإنهاء جهادكم "إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِهِۦ صَفًّۭا كَأَنَّهُم بُنْيَـٰنٌۭ مَّرْصُوصٌۭ"الصف 4.

واعلموا إنّا لكم ظهراً وردءاً ما استطعنا، نحرض المؤمنين على الإخلاص في بيعتهم لكم وملازمة صفكم، فوالله ما خاب من حفظ العهد، وما أفلح من خانه.

حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم

أخوكم في الله

د طارق عبد الحليم

7 يناير 2015 – 17 ربيع أول 1436