إزالة الصورة من الطباعة

تعليق عاجل على كلمة العدناني الأخيرة – هل من جديد عندك يا متحدث العوادية؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

لا إله إلا الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والله لقد أعرضت عن الحديث عن كلمة المبهت الكاذب العدناني الأخيرة، التي روج لها مهرجو تنظيمهم، وكأنها تنزيل من التنزيل، أو قبسٌ من الذكر الحكيم! لكنّ هؤلاء لا يعرفون قدرهم ولا يقيسون قاماتهم. فعدت إلى ما قال، فوجدته كماء في غربال، لا يمسّك به من أراد تحصيلا ولا يقنع إلا من أراد تهويلا. فراغ ملئ بحروف مرصوصة، يجهل عنها السامع قبل أن يبدأها، ويجهل عن قصدها بعد نهايتها. فالسامع للرجل بين جهلين، جهل بما سيقول، وجهل بما قصد به.

وقد قمنا من قبل بتفنيد كذبه وبهتانه، بعد نشر كلمته المخزية عن عقيدة قاعدة خراسان، وافتراءاته التي لم يستح أن يتلوها على الناس وأصحابها أحياء، وكلماتهم مسموعة منشورة. فرددنا عليه سطراً سطراً، وخسفنا به وبكلمته الأرض[1]، ولم نسمع لهم ركزا بشأنها إلى اليوم، يدعون أن لا وقت لديهم، وكذبوا كعادتهم، بل نزلت عليهم كصاعقة أفحمتهم، وألجمتهم، فعيوا عن الرد.

والرجل يبدأ حديثه بكلمات فخمات، وآيات كريمات، إيهاما للسامع أنّ ما سيأتي بعدها له معنى معتبر، كما أن تلك الكلمات والآيات لها معنى معتبر، وكذب. فحديثه كله من بعد خالٍ من المعنى، عريّ عن الصحة.

ولننظر كيف اشتملت كلماته في صرخته ألمه الأخيرة، التي استجدى فيها واستعبر، واستعطف ثم تكبّر، فهدد وتوعد، ورغى وأزبد، ثم كان حصاده هشيما، وخراجه لا تأكله إلا بهيمة.

        ما حققتهم حققتم لأنفسكم، وأجنادكم الذين أغدقتم عليهم من مال المسلمين الذين سلبتم وغللتم، فعلكم فعل السيسي  وآل سلول، أشحة على الناس، كراماً على الأجناد. فبئس للظالمين مثلاً مثلكم.

"الفقير إلى الله العدناني"، هكذا يصف نفسه، نعم هو فقير إلى الله، فقير إلى العدل والرحمة والصدق والتوبة، فقير إلى الاستقامة والرجوع عن البدعة. ولن تغنى عنه مثل تلك الكلمات، التي يتناقض فيها، فيستعطف تارة ويهدد أخرى، ويصف المجاهدين بالأهل والعشيرة تارة، وب"الذين أشركوا" أخرى. لو أن تلك كلها أخطاء، فما هذه الدولة التي شاع فيها الخطأ حتى أصبح أصلاً مُقعّداً ومبدأ مُمَهّداً، دون إنكار أواعتذار؟ ألا ما أخزاها من دولة إذن. والله لقد دعا أسلافكم من الحرورية إلى نفس ما تدعون، تحكيم كتاب الله وشرعه، وكذبوا وكذبتم، إنما هي دعوى عريضة، تطبقونها على هواكم، لا على الشريعة.

هذا والله ما رأيته ودونته مما سمعت من حديثه على عجالة، وفي حديثه سقطات أكثر كثيرا مما ذكرت، لعلى أعود اليها. وعذراً، فلما لم أجد تفريغها كتابة، اضطررت أن أسمعها، وهو ألم يكفيني ما عانيت منه الساعة الماضية، فإن نبرة صوت الرجل فيها رنة مزعجة، تجعلك تريد أن تنتهي منها قبل أن تبدأها!

د طارق عبد الحليم

28 ذو القعدة 1435 – 23 سبتمبر 2014


[1]  هؤلاء روؤسكم .. فاقطعوهم - الإعلام ببهتان العدناني  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72587#

[2]  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72584

 http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72748 [3]