إزالة الصورة من الطباعة

فائدة: احتمالات التدخل العسكري الغربي في الشام والعراق

بادئاً ذي بدء، فإنه لم يثبت حتى الساعة وقوع أيّة غارات في سوريا عن مصدر موثوق فيه، بل الثابت هو أنهم يحرسون الآن شمال العراق ويضمنون سلامة الدولة الكردية المنتظرة. وثانيا، فإني، والله أعلم، لا أتوقع أن تتعمد الضربات الجوية القضاء على العوادية الحرورية بالكامل الآن، إلا بشرطين، التأكد من عودة الصحوات بعد تكوين الحكومة الجديدة في العراق، وقوة المعارضة العلمانية التي أثبتت خوارها حتى اليوم.

ذلك أنّ القضاء التام على العوادية الداعشية يعنى إفساح المجال للجهاد السنيّ، ووقف نزيف الدم ضده في سوريا، وهو ما لا تريده أمريكا، إلا بالشروط التي ذكرنا. وعودة الصحوات يكفي أمريكا شرّ التدخل البريّ، كذلك قتل مجاهدي السنة من كافة الكتائب على يد العوادية الداعشية الحرورية، يوفر عليهم مهمة برية خطيرة.

فلا أرى وقوع غارات مكثفة حالياً، إلا بعد تكوين حكومة العبّادي الرافضي، واختبار مدى نجاحها في ضم السنة وإعادة ترتيب صفوف العشائر. وحال فشلها، ستتعقد الأمور لدرجة كبيرة، ولكن في كلتا الحالتين، فإن الخيار هو توسيع عمليات القصف الجويّ، لتحجيم المقاومة الحرورية في العراق، وتأخير سقوط الروافض، وإعطاء المجال للعشائر للعمل من خلال تنظيمات غير حكومية، ومحاولة دعم المقاومة العلمانية قدر الإمكان.

أمّا الخيار البريّ فلا أراه مطروحا على الإطلاق، اليوم على الأقل. أما في سوريا، فسيكون الخيار الأوحد هو التعاون مع بشار، إن فشلت المعارضة العلمانية وفشلت عملية ضخ الأموال والأسلحة لها في إعادتها للحياة.    

د طارق عبد الحليم       

22 شوال 1435 – 18 أغسطس 2014