إزالة الصورة من الطباعة

فائدة: .. بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ

قال تعالى في وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم "عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ1 حَرِيصٌ عَلَيْكُم2 بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌۭ3". تلك صفات ثلاث وصف بها الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم، "عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ" يؤلمه ويعز عليه ويشق على نفسه ما يعنتكم وما يؤلمكم ويسبب لكم الحرج والمشقة. "حَرِيصٌ عَلَيْكُم" فهو صلى الله عليه وسلم حريص على أن يجلب لكم كل منفعة ومصلحة، ويدفع عنكم كلّ مضرة وسوء، من قتل أو تعذيبٍ أو جوع أو مرضٍ. "بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌۭ رَّحِيمٌ" وهي الصفة الثالثة الجامعة، الرأفة والرحمة بالمؤمنين، لا يسعى لقتلهم، بل لحمايتهم، لا يسعى لتشريدهم بل لإيوائهم، لا يتصيد لهم الأخطاء، بل يتصيد لهم الأعذار، تسبق رحمته الشدة وتغلب رأفته المؤاخذة.

فأين هذا من صنيع حرورية ابن عواد؟ أين هذا من تهديد الكاذب المبهت العدنانيّ للمؤمنين بشق الصدور وفلق الرؤوس وحزّ الرقاب؟ أهذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خالف ولاية مزعومة؟ أي دين عليه هؤلاء؟ وأيّ رسول يتبعون؟ أين خوف الإعنات وهم يشرّدون قرى بأكملها لأنها أبت اتباعهم، وكأن اتباعهم هو الإسلام، ومخالفتهم هي الكفر؟ أين الحرص عليهم وهم يحاصرون مخالفيهم من أهل القبلة السنيين، محاربي النصيرية والمجوس؟ أين الرأفة والرحمة وهم يتباهون بقطع رؤوس المجاهدين واللعب بها، لا رؤوس النصيرية ولا الروافض؟ لا والله ليس هذا بدين محمد صلى الله عليه وسلم ولا شرعه ولا هَدْيه. هذا دين إبراهيم عواد وشرعه وهَدْيه.

والله قد والوا البعثيين والنصيرية وناصروهم على المسلمين، وهم يعلمون. ما الفارق بينهم وبين يهود الذين يقتلون المسلمين في غزة؟ ولو تابعهم أهل غزة لرضوا عنهم. هم كيهود حذو القذة بالقذة. فالله برئ منهم وملائكته ورسوله والمؤمنون، كلهم منهم برآء.

د طارق عبد الحليم            

21 يوليو 2014 – 23 رمضان 1435