إزالة الصورة من الطباعة

فائدة: نفسية مُفَوِّضة البغدادي وأتباعه .. في ضوء تصرفاتها

عرفنا أنّ النرجسية الدينية، وحب الذات، وإرادة السيطرة المطلقة، هي صفات البغدادي النفسية، لا ينكرها إلا جاهل أو أعمى. وأنت لا تجد نرجسياً يقول نعم أنا نرجسيّ، هذا لا يكون، لكن أفعاله وتصرفاته لا تخطؤها عين الخبير. فماذا عن صفات أذنابه؟ أذكركم أنّ هؤلاء الأتباع قد عاشوا حياتهم كلها، هم وآباءهم وأجدادهم تحت ظل نظم ديكتاتورية، صدام وحافظ الأسد ومبارك وهلم جرّا، نفس البيئة التي نشأ فيها شعب السيسي، وبقية الشعوب المستسلمة سواء بسواء. وأمر البروفايل النفسي لا علاقة له بأيديولوجية الفرد. فقد يكون عبداً نفسياً لكنه يعتنق الإسلام دينا، أو الشيوعية أو النازية أو الفاشية أو حتى الديموقراطية. يجب أن ننتبه لهذا الفرق. فالبيئة التي عاشتها هذه الشعوب أنشأت نفسيات عبيد، بمختلف الأيديولوجيات، كأتباع هتلر وموسوليني وعبد الناصر. يأبون إلا أن يتبعوا من يرونه قويّ يضرب أبشار الناس من حولهم، فيشعرون أنه يمكن أن يملأ الفراغ النفسيّ المُحَطم داخلهم، ويكفيهم عبأ التفكير ومسؤولية المحاسبة.

فنفسية هؤلاء من أتباع البغداديّ لازالت نفسية عبيد مثلها مثل نفسية شعب السيسي، لكنّ أولئك كفار مرتدون، وهؤلاء مبتدعة ضالون، أقرب للكفر منهم للإيمان. فالمحصلة أن زعيمهم تأثر بنموذج القادة كعبد الناصر وصدام والأسد، دون شعور منه، ووجد أن طريقتهم هي الطريقة المثلى، في النفسية اللاشعورية، وإن أظهر بغضهم شعورياً ليوافق الأيديولوجية الإسلامية التي يتبناها. وأتباعه تأثروا بنفس المؤثرات البيئية التي أخرجت شعب السيسي وبقية الشعوب المستسلمة، فرضوا بنظرية الإحلال، إحلال ديكتاتور محل ديكتاتور،لكن الثاني على الأيديولوجية التي تبنوها كذلك.كلهم بعضهم من بعض.

د طارق عبد الحليم

7 يوليو 2014 – 9 رمضان 1435