إزالة الصورة من الطباعة

تكملة التعليق على بيان الشيخ الظواهري في رد اسئلة الشيخ السباعي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد

سبحان الله العظيم، صدق فيك والله أيها الشيخ الجليل قول المتنبي

أنام ملئ جفوني عن شواردها      ويَسهر الخلق جرّاها ويختصم

وقد اضطررت أن أكتب عجالة هذا الصباح، توجهت بها أساساً لأتباع الحق من الخلق، أبين بعضا مما قصد فيها الشيخ الجليل، لا لأتباع الغواية من الحرورية كلاب أهل النار، كما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن هؤلاء لا يجدى معهم كَلَم، ولا يغير من التواء أفهامهم حِكَم.

والعجيب أن من هؤلاء من ضلّت بصيرته، وحمق فهمه لدرجة أنه ظنّ أن كلمة الشيخ الجليل د أيمن الظواهريّ نصرة لدولة الوهم التي يعيشونها، ووالله هذا أعجب العجاب، فكيف طريقك مع من هم بهذا المستوى من الفهم، لكن عذرهم أنهم من الدهماء أتباع كلّ ناعق.

وها أُكمل ما بدأته في هذا الباب، إذ إنّ فهم الكلام عامة يحتاج إلى معرفة ظروف قائله، وطبيعته، ثم حكمته في القول وإعداده لما بعده. وقد عزم فضيلة الشيخ د هاني السباعي، أن يستوعب الحديث في الأمر غدا إن شاء الله، فهو المعني أصلاً بهذا الأمر، إذ الكلمة كانت ردّاً عليه لا علينا.

فأقول وبالله التوفيق:

* إن هذا التسجيل قد تمّ قبل أن يصدر العدناني، مجهول الاسم والرسم، ببيانه الذي فضح فيه عقيدة تلك الجماعة الحرورية، كما بيّنا في مقالنا، ثم أصدرنا مع الشيخ الفاضل د هاني السباعي بيان البراءة والمفاصلة. ودلالة هذا هي أنّ الشيخ تصله هذه الاصدارات بعد مدة ليست بالقريبة، إذ ها هو يصدر رده على أسئلة الشيخ السباعي بعد قرابة شهر ونصف، حين وصله التسجيل!

* فإن قال قال قائل أنه سجّله قبل ذلك، في أوائل جمادى الثانية، قلنا إذن، هذا أدعى أن يكون حديثه قبل إصدار العدناني، مجهول الاسم والرسم، ببيانه. فهم في هذا بين الاثنين، التسجيل والإصدار، لا مخرج لهم من أحدهما.

* أنّ جزء الشهادة من البيان، إثبات لكلّ ذي عقلٍ أن البغدادي، قد نقض بيعة الشيخ الظواهري، وبيعته للقاعدة بعامة. فلماذا يندب هؤلاء على الجولاني أنه نقض بيعته؟ وعلى أقل تقدير، فقد نقض الجولاني بيعته لمبتدع، بيما نقض البغدادي بيعته لمشايخ السنة، مبتدعا في حروريته. والفرق بينهما شاسع، في الأصل والنتيجة.

* ثم لا تزال تعجب لعدد من مجاهيل "معرّفات" تويتر، ينافشون هذه المسألة بعد، بأدلة وتساؤلات أقل ما يقال فيها الجهل، أو الغباء الشديد، أو قصر النظر، اختر لنفسك ما شئت. فالشيخ الظواهري قد كان يكرر القول الدّال على بيعة ذاك المنخلع المُبتدع، مرتين، لا مرة واحدة، الأولى ليفهم العاقل، والثانية ليعقل الحمار .. ولا مؤاخذة! وقد جاءت أقواله بالتواريخ والأرقام.

* وقد نقل لي بعض الإخوة تعليق أحد هؤلاء الغرّ المجاهيل قوله أنه متى كانت مراسلات القاعدة "السرية" تنشر هكذا على العلن"؟ ولا أدرى معنى هذا الغباء؟ فإن أمر البيعة تلك بالذات لم يعد سراً يُكشف، ثم إن الشيخ د الظواهري قد أتي بوثائق هي بين يديّ الاستخبارات الامريكية ابتداءً، فما هو دليل الاستغراب، من هذا الغراب؟

* والعجيب، بل الأحرى أن أقول الطبيعي بالنسبة لعقول رجال الحجال هؤلاء، أنهم تمسّكوا بما رأوه مدحاً لبغداديهم هذا من الشيخ الظواهريّ! والله لم أر أغبى ولا أعجب من هؤلاء في حياتي التي امتدت ما يقرب من سبعة عقود، رأيت فيها كثيرا من أمثال هؤلاء من أشباه القرود، لكن لم يصل أحد ممن قابلت إلى هذه الحدود! فأقول:

* ثم ما أتي في حديث الشيخ الظواهري من لين وتلطفٍ وكلمات طيبة، نقول، يا إخوة، هذا الرجل، الشيخ الجليل، من أطهر القلوب وأعف الألسنة وأحسن الخلق، ليس بفحاشا ولا لعاناً، ولا نزكي على الله أحداً، فهو لا يقتص لنفسه ولا يغضب لشخصه. وإن كنا نرى أن غضب الحليم مطلوب، وشدة الخطاب في محلها أمر مرغوب، سواءً في الكلمات أو التوصيفات أو التصرفات. فكلّ لائق في موضعه. وما أراه في هذا هو ما سِرت عليه، من شدة وقسوة على أصحاب البدعة، إذ هذا ما يحتاجون من كَيّ، وهو مقتضى الشرع فيهم، أن يصفهم بما وصفهم به من إنهم "كلاب أهل النار"، وما قاله السلف من ضرورة إهانتهم وإذلالهم وعدم توقيرهم، ولو بالضرب على القفا والقتل. فهذا التلطف من الشيخ الجليل، في حق المبتدع إنما هو محاولة درء أذى، كمن يتلطف مع قطاع الطرق وزعماء العصابات، لمنع الفساد الناجم. والشيخ الجليل يهيأ بذلك "الأمر" الذي وجهه للبغدادي، بصفته أميره لهذه الساعة، بالرجوع إلى بيعته، واحترام عهده وكلمته، وهو ما يعرف الشيخ أنه لن يحدث، فيكون له ساعتها مندوحة في تسميته بالخارجيّ والحروريّ، وغير ذلك مما فيه.

* ثم، والله هذه ثالثة الأثافيّ، ما يقولون عنه لا تبايع دولة تنظيما! كذب وتضليل أحلام وسفسطة! حديث خرافة يا أم عمرو، قل في هذا ما شئت، أية دولة يتحدث عنها خربي العقول؟ لا والله هم دولة في العراق ولا في الشام، لا أمير معروف، ولا حدود، ولا عاصمة، ولا مركز، إنا هو من قبيل  "لو يُعطى الناس بدعواهم ...". عدة أرتال من السيارات، ومراكز وحواجز يوجد مثلها مئات في أماكن تواجد كل جماعة مجاهدة في الشام. ثم والله إني لألوم جبهة النصرة أنها لا تطلق على نفسها "دولة النصرة في الشام"! فما أرخص التسميات، فدولة الحرورية هذه ليست حقيقة على الأرض، بل أحلام في أذهانٍ كليلةٍ مسكينةٍ، تعبت من ذل الطواغيت فاصطنعت لها في عالم الوهم دولة، ثم انحرفت بها لتقاتل من هم أصلاً مادتها واتبعت البدعة في منهجها، اتباعاً لبعض أهل الأهواء ممن اتخذوا من نسبهم ذريعة للبدعة، وتدليسا على عقول الببغاءات المتابعة.

* ثم، أخيراً، إننا نعود إلى القول بأنه انظروا إلى تدليس العدناني، المجهول اسما ورسما، على الشيخ الجليل الظواهري! لا يحرفنكم جدال هؤلاء الببغاوات المرضى عن أصل المسألة التي كشفت غطاء حرورية قياداتهم. فإنّ هذا العدناني، المجهول اسما ورسما، قد كذب كما لم يكذب أحد ممن انتمى لجماعة إسلامية من قبل، ودلّس وبهت على الرجل الطيب الكريم الخلوق الشيخ الظواهري كما لم يكذب أحد من كفار العجم عليه من قبل. وها هو كذبه وبهتانه رددنا عليه سطراً سطراً[1]، ففيم هربهم منه؟ ألا يفهمون العربية، ألا يقرؤون؟ أم على قلوب أقفالها؟

والله غالب على أمره

د طارق عبد الحليم

3 رجب 1435 – 3 مايو 2014


[1]  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72587 هذه رؤوسكم .. فاقطعوها - الإعلام ببهتان العدناني