إزالة الصورة من الطباعة

عقيدتنـــــا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم، وبعد

فهذه عقيدتنـــا. نشرناها منذ عقودٍ[1]، ثم أعدنا طبعها وتفصيل جوانبها مرة أخرى مع فضيلة الشيخ الدكتور هاني السباعي، لتكون عقيدة التيار السنيّ لإنقاذ مصر.

فلا يزايدن أحد علينا، فقد والله بيّنا ما ندين به قبل أن يضعها أحدٌ علي لساننا.

 

الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

اللهم إنا نبرأ اليك من الكفر والشرك بكل ألوانهما وأشكالهما، أكبره وأصغره، ومن البدعة وألوانها، عظيمها وصغيرها، ونستغفرك ونتوب إليك من المعاصي والذنوب كبيرها ومحقرها، لمَمها وعظيمها، براءة تنجينا من عذابك وتلجئنا إلى ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم " البخاري ومسلم بلفظ مختلف، ولكن البينة على من ادعى كما في أصول أهل السنة والجماعة. فنحن نبين ما نحن عليه وندعيه وبينتنا على ذلك أننا كتبناه وقيدناه ولا نقول أو نعمل بما يخالفه .

ونحن بعون الله وتوفيقه، نبين في هذا المقام ما ندين الله سبحانه به، وما نموت عليه ودونه، لا نعتذر عن عقيدة نعتقدها ولا نوارى ولا نحابي ولا نتخفى ونقتات بديننا؛ بل نعلنه واضحاً جلياً صريحاً ننتسب فيه لأهل السنة والجماعة، أصحاب الفرقة الناجية ، فلا نترك لأحد أن يفترى علينا دينا لا ندين به، أو أن يقوّلنا ما لا نقول، ولا يلزمنا بما لا نعتقد، فمن شاء أن يحاجنا أمام الله سبحانه، فليرجع إلى ما نثبته هنا فهو ما نحمله إلى قبورنا إن شاء الله لا نستبدله بغيره من دين أو دنيا، نعوذ بالله من الحور بعد الكور؛ فنقول، إننا نؤمن :

        ·أن الله سبحانه قد خلق الناس على فطرة الإسلام كالبهيمة الجمعاء لا نرى فيها من عوجاء ، ثم وهبهم العقل الذي يعرفون بنوره الطريق ويستهدون به في الظلمات .

        ·أن عبادة الله سبحانه هي ما تنبني على الإقرار بربوبيته، وعبادته تعنى الخضوع المطلق له في كافة شؤون الحياة ومناحيها

        ·ونؤمن بأن السنة المطهرة هي الأصل الثاني للشريعة، وأن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما أحلّ وحرّم من وراء ما أحل القرآن وحرّم . فالسنة مبينة ومكملة للقرآن الكريم، تخصص عامه وتبين مجمله وتقيد مطلقه .

هذه هي عقيدتنا ، في سطور قليلة ، ندين بها ونتولاها ، وإذ نعلن أن المخالفة طبع في النفس لا غلبة عليه إلا لمن شاء الله من ذوى العزائم، فنقول للمخالف المتجني :

        ·لسنا من الخوارج، هداكم الله، فنحن لا نكفر بذنب ولا معصية، صغيرة ولا كبيرة. ولا نتحرج في تكفير المعين إذا ثبت عليه الكفر بما فيه لنا من الله برهان واضح. وإجراء هذا الحكم له ضوابطه التي لا يُحْكِمها إلا العلماء. كما نتريث في مثل هذا الإطلاق، فإنه من أعظم البغي أن يُشهد على معين أن الله تعالى لا يغفر له ولا يرحمه بل يخلد في النار، فإن هذا حكم الكافر بعد الموت، ولأن المُعين يمكن أن يكون مجتهداً مخطئاً، مغفوراً له، ويمكن أن يكون ممن لم يبلغه ما وراء ذلك من النصوص، ويمكن أن يكون له إيمان عظيم وحسنات أوجبت له رحمة الله عز وجل.

        ·ولسنا من المعتزلة، الذين يقدمون العقل ويجحدون النصوص ، وينكرون السنن. ولسنا أيصاً من الأشاعرة الذين يسيرون على نهج المعتزلة وخصوصاً متأخريهم.

        ·ولسنا من المرجئة الذين يرون الإيمان في القلب، دون العمل، ويفرقون بين ما جمعت بينه الشريعة ووصله رسول الله صلى الله عليه وسلم، الظاهر والباطن ، ولا نجعل الإيمان هو مجرد تصديق الخبر بل نعتبره ركنا أو شرط صحة.

        ·ولسنا من الشيعة الذين تتبرأ منهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بافتئاتهم على صحابته الأبرار وأزواجه الأطهار، وبتخريب الدين ومعاداة المؤمنين والكذب الصراح تحت شعار التقية، فلعنة الله على الظالمين.

        ·ولسنا من المشبهة الأنجاس الذين يجعلون لله أعضاء كأعضاء البشر سواء بسواء.

        ·ولسنا من الصوفية أصحاب الرقص والنط والفط باسم الذكر والتسبيح ، والله منهم بري ورسوله.

        ·ولسنا " قطبية "، لمن أحب أن يلصق بالناس التسميات التي تنفر وتغشى على الحقائق. بل نحمل للشهيد سيد قطب ـ نحسبه كذلك ولا نزكيه على خالقه ـ العالم الأديب المفكر؛ كل إجلال واحترام وحب في الله، جزاه الله خيرا على ما قدّم للإسلام، ونقر بأنه ليس هناك من لا يخطئ في مسألة من المسائل، أو اجتهاد من الإجتهادات، وسيد قطب رحمة الله عليه ليس بدعا في ذلك، ولا نتابعه فيما قال في مسألة تأويل الصفات أو ما خالف السنة بشكل عام.

        ·ثم إن الإفتاء في شرع الله ليس من باب إبداء الرأي كما يحلو للكثير أن يتحايل به، إنما هو واجب على من حاز أصول العلم وتمرس به، وعرف الواقع ودرس جوانبه، ليجتمع له جانبا الفتوى؛ العلم بالحكم الشرعي، ومعرفة الواقع ومناطاته. فليتق الله ربه من يتقحّم الفتوى من كل جاهل متعالم، متكلف متخلف هو للعوام أقرب منه لطالبي العلم .

نحن والحمد لله من أهل السنة والجماعة الخلّص، ونحسب بفضل الله أن عقيدتنا الإسلامية لا تشوبها شائبة. ومن أراد أن يختبر هذه العقيدة أو أن يردّ أحد مفرداتها كما أوردناها فليرم بسهمه ، فسيرتد إلى نحره خاسئا بإذن المولى عز وجلّ.

وأخيراً فهذه عقيدتنا وما ندين الله بها، وننصح بها إخواننا من أهل السنة والجماعة من الحاملين لهم هذا الدين العظيم، فمن قبل فحظه أصاب من الخير إن شاء الله، ومن رغب عنها أو عن شيئاً منها فنعوذ بالله منه، ونقول كما قال أحد أنبياء الله تعالى (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) غافر آية 44.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الأمين العام للتيار السني

د. طارق عبد الحليم

الأمين المساعد للتيار السني

د. هاني السباعي

التيار السني لإنقاذ مصر

21 شعبان 1433هـ

11 يوليو 2012


[1]  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Section-9