إزالة الصورة من الطباعة

جمعة الغضب .. بداية أم نهاية؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

شهدت الأيام الماضية، عقب مَجازر فضّ اعتصاميّ رابعة والنهضة، تراجعاً شديداً في زخم التظاهرات المضادة لحكم الكفر العسكري السيسيّ. وذلك التراجع له بلا شك ما يبرّره من البربرية الوحشية التي تمارسها قوات الغدر والإلحاد العسكريّ ضد الشعب المصريّ المسلم، مما يجعل أولئك الذين يخرجون في تلك الأيام أبطال يُشهَد لهم بالشجاعة والإستعداد للتضحية بالنفس في سبيل دينهم.

لكنّ هذه الأعداد التي رأينا في الأيام السابقة لا يمكن أن تُغير واقعاً على الأرض، إلا عند الحالمين المُفْرِطِين في التفائل. فإن الآلة العسكرية لا تأبه لمثل هذا العدد من المعارضين، إذ إن هذه التظاهرات لا تمثل خطراً عليها بأيّ درجة من الدرجات.

ويجب هنا أن نؤكد على عدة حقائق لا يمكن أن نفهم الواقع إلا باستيعابها:

النصر في مواجهة مثل هذه الحقائق الواقعة على الأرض عزيز غالٍ له ثمن يجب أن يُدفع كاملاً غير منقوص.

شروط خمسة لا أحسب، والله تعالى أعلم، يمكن أن يتنزّا علينا نصر من الله سبحانه إن تخلّف أحدها:

إن النصر لا يأتي إلا من بعد الأخذ بالسبب قدر الإستطاعة البشرية، كما علّمنا ربّ العالمين في غزوة أحد، والتي كان يقودها أفضل البشر عليه الصلاة والسلام، أنّ النوايا الحسنة والأمانيّ الوردية، مع الأفعال الناقصة لا تأتي بنصر لكائنٍ من كان.

فاخرجوا إذن، وحققوا تلك الشروط، كاملة غير منقوضة، يأتكم، بإذن مولاكم، مَدد منه سبحانه لا يقف في وجهه شئ.

ولقاؤنا صباح السبت إن شاء المولى، لا يوم الجمعة، لنرى فيه استمرار الثورة على الكافر المستبد.

حماكم الله ورحمكم وأيّدكم بنصره واصطفى منكم من يستحق الشهادة.