إزالة الصورة من الطباعة

يا أصحاب السلمية .. أفرحتم بما حدث في الفتح!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

سبحان الله العظيم .. يا مُثبت العقول والقلوب ثبّتنا على نهج نبيك وصحابته، ولا تجعلنا من المفتونين ..

لقد انقسم شعب مصر اليوم أربعة أقسام، أولها الخائنون الكافرون العلمانيون والعسكريون. وهم أسّ البلاء وأصل الكارثة.

والقسم الثاني، هم المُغيبون المنافقون ممن لا عقل لهم البتة، ومن يسيرون وراء إعلام السيسيّ، ويعتقدون أنّ الإخوان هم من يقتل الناس في الشوارع! وهؤلاء لا حديث لما معهم فهم في مرتبة الحيوان من ناحية العقل والتصور. يقول بعضهم أنّ المتظاهرين هم من تسببوا في قتل أنفسهم بخروجهم، ولو قعدوا مثلنا لما ماتوا! سبحان الله هذا قول منافقي المدينة حين قالوا "يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ وَقَالُوا۟ لِإِخْوَ‌ٰنِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ كَانُوا۟ غُزًّۭى لَّوْ كَانُوا۟ عِندَنَا مَا مَاتُوا۟ وَمَا قُتِلُوا۟ لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذَ‌ٰلِكَ حَسْرَةًۭ فِى قُلُوبِهِمْ ۗ وَٱللَّهُ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌۭ"آل عمران 156. سبحان الله نفاق الأمس هو نفاق اليوم، ونفاق كل يوم.

ثم القسم الثالث، وهم أصحاب السلمية، وغالبهم من بقايا الإخوان، الذي أدى بنا عجزهم زهورهم زوضعفهم وديموقراطيتهم إلى ما نحن فيه اليوم، ثم من عجز عقله عن استيعاب المتغيرات على الساحة.

فسبحان الله العظيم! أية سلمية تلك التي تتحدثون عنها؟ وأي نتيجة تنتظرون منها؟ أي عقلٍ ذلك الذي تدعونه؟ أفقدتم البصر والبصيرةمعاً؟ ألا ترون العدو يضرب بكل ما يمكنه ويقتل كل من يقف أمامه بالفعل لا بالقول؟ أستصلون إلى نتيجة من خلال الجري في الشوارع بعد أن تفرق جمعكم عدة رصاصات وعشرات من القتلي؟ أتطنزن أنّ أبناء سوريا لو جعلوها "سلمية" لتوقف بشار عن قتلهم؟ أو انتصروا بقضيتهم؟ ما هذا الغباء المتفحش؟

والله لقد كتبتم فشلكم بأيديكم يا أصحاب السلمية، كما كتبه محمد مرسى والإخوان على أنفسهم حين تردّدوا في الإجهاز على الخائنين، حين كان الشعب كله محتشد في الميادين. سمعنا منكم وقتها نفس الأعذار المتهافتة عن الموقف الدولي، وصوت العقل والحكمة .. سبحان الله في عقلكم وحكمتكم التي أوردت شبابنا موارد الهلاك دون نتيجة على أرض أو نكاية في عدو.

يقول أحد "حكمائهم" "منذ بدأت الثورة ضد الانقلاب العسكري، والتمسك بالسلمية يقلص خيارات الانقلابيين كثيرا، حتى لم يبق لهم إلا القمع الدموي" وماذا كانت خيراتهم من قبل يا حكيم الأمة؟ التنازل؟ تقاسم السلطة؟ إعادة محمد مرسى؟ والله لم تدفعهم السلمية إلى أي شئ جديد، بل كان خيار العنف الدموى هو خيارهم في مواجهة أيّ لون من ألوان المقاومة.

ثم يقول صاحب العقل هذا "وما حدث في ثورتي ليبيا وسوريا مختلف، لأن الرايات كانت متمايزة، وحكام البلدين توافقت أغلبية الشعب على الخروج عليهم"، وهل لا تري الرايات متمايزة يا عاقل؟ هل لديك شك بعد فيمن هم أصحاب الحق وأصحاب الباطل؟ إن كان ذلك كذلك فلا خير فيك أصلاً لعماك عن تمييز الرايتين.

ثم يستمر الحكيم "أعرف جيدا أن القلوب جريحة، والنفوس مشحونة، لكن لابد أن تبقى العقول متزنة"، ووالله إن العقول المتزنة التي ترى وتسعفيد من تجاربٍ لم يمض عليها إلا أسابيع وشهور هي التي تملى رفض السلمية، لا الإستمرار في طريقٍ ثبت على الأرض فشله المحقق. ثوب حكمة.

إن كان يرضى أصحاب السلمية سلميتهم، فعليهم بها، لا يجبرهم أحدٌ على أن يكونوا رجالاً، فليخرجوا عاري الصدر ليقتلوا عبثاً. وإني والله الذي لا إله إلا هو قد ظللت أدرس شريعة الله أصولاً وفروعا مدى أربعين عاماً، أصدرت فيها اثني عشر مؤلفا في أصول الفقه والعقائد والفرق، ولم أر في فقه المسلمين ما يدل على أن الخروج بصدر عارٍ لمواجهة رصاصٍ محقق مشروع للمسلم، بل هو حرامٌ على وجه القطع واليقين، إن كان يجد له بديلاً من ردّ للصائل.

لقد أصاب أدعياء السلفية المخانيث حين تبنّوا هذا الرأي في عدم الخروج لمواجهة الرصاص، وضَلوا في ترك البديل وهو الجهاد المسلح.

وأصاب أصحاب السلمية حين تبنّوا الخروج والحشد في وقته وموضعه، لكنّهم ضلوا في ترك البديل وهو الجهاد المسلح.

وتوسط أهل السنة، فرأوا الخروج والحشد حين وقته، ثم رأوا المقاومة حين خرجت جيوش الكفر تقتلهم بلا هوادة.

ترى من يخاطب الله سبحانه في قوله "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"؟ أي قوم هؤلاء المخاطبون بهذا؟ أهل المريخ؟ إن لم يكن للقوم الملايين الذين هم تحت هجوم مباشرٍ مسلحٍ كثيف، فأخبرونا من هم؟

لقد تفوقنا عليهم بالعدد، ولكن بقيت عقيدة الجهاد ميتة في قلوبكم يا أصحاب السلمية ويا فلول الإخوان.

لقد قتل هؤلاء 3600 شهيدٍ في سبعة ساعات، فماذا تنتظرون يا أصحاب السلمية؟ أهناك عنف أشدّ تخشون منه؟

ارفعوا أيديكم وكلماتكم التي تزينون بها الموت للشباب دون نكاية في عدوٍ أو حتى محاولة دفاعٍ عن النفس.

ويا شباب الإسلام، دعكم من أصحاب السلمية، فهؤلاء لا يفهمون سنن الله في الأرض. بل هم من أضاعوا الفرصة التي وهبهم الله إياها بتلك الأفكار المسمومة من السلمية والديموقراطية.

انهضوا لجهاد أعداء الله وأعدائكم، وليخرج عارى الصدر من يشاء، كيفما يشاء، وليلق ربه كما يشاء.