الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما ذكرنا من قبل، الجيش المصريّ الحاليّ هو جيشُ إحتلالٍ بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. الواهمون ممن يعتقدون أنّ في هذا الجيش بقياداته وضباطه وجنوده، من ينتمي لدين أو عقيدة لا يعرفون حقيقة الإسلام، ولا طبيعة الواقع على الأرض.
ما يهمنا هنا هو ماذا يمكن أن يفعل الشعب في مواجهة هذا العسكر الخائن؟
لا أرى بديلاً هنا إلا بالسير في اتجاهين، أولهما الإستمرار في الإعتصام والتظاهر بشكلٍ مستمر لا يبرح ولا ينقطع. وثانيهما، هو بدء اتخاذ خطوات جادة في طريق الكفاح المسلح ضد هذا الجيش الملحد.
إن أسلوب السلمية المطلقة، كما ألمحت سابقاً، لن يصل إلى نتيجة مع قوة غاشمة، يمكن أن تغتال نصف الشعب المصريّ لضمان بقاء رأسها الغادر في السلطة. إن هذه السلمية المطلقة لا تفلح مع طواغيت من نوع السيسي وقادة جيش الإحتلال، بل هي تزيدهم ضراوة وشراسة، إذ لا يتوقعون من عدوهم مقاومة ولو أقلها.
أتفهم ولا شك وجهة النظر التي تتبنى السلمية المطلقة، إذ إن فتح باب العنف المسلح، يعطى مبرراً لجيش الإحتلال أن يضرب ضربات قاتلة واسعة النطاق، يبيدُ بها الآلاف دفعة واحدة. لكن الأمر أمر مخاطرة، فإما سكوت ومسالمة دون نتيجة على الأرض، أو المجازفة بالصراع المسلح، إذ من الممكن ساعتها أن يأتي هذا الصراع بنتيجة عكسية، فيدفع للحلّ بشكلٍ أسرع. ولا يجب أن ننسى أن الأمر كله مجازفة، من أوله إلى آخره.
والله ثم والله، لو احتشد خمسين مليونا من الناس في الشوارع يهتفون بسقوط السيسي الخائن شهوراً متطاولة، ما تزحزح السيسي عن الإسطبل الذي يقبع فيه بين بقية بهائم الجيش، يوجهون الغنم المجندة من كفارهم لضرب الناس.
إن المثل القائل "لا يَفلّ الحديد إلا الحديد"، لم يردّده الناس عبثاً، بل هو حصيلة قرونٍ من الخبرة الإنسانية تراكمت وثبتت صحتها بتواتر لم يعد من ورائها شك. وقد قال شوقي محقاً
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعاً وإن تلقه بالشر ينحسمِ
ومن قبل هذا وذاك قال تعالي "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
هذا التوجه، يجب أن يكون واضحاً للناس، فالتصعيد في الكمِّ البشري لا أهمية له بل يجب أن يكون التصعيد في طرق المواجهة ووسائلها، وإلا فسينصرف العمر في رابعة ونحن لا نزال ننتظر أن يتحرك مشرك آخر من مشركي قيادات جيش الإحتلال ليحل محل السيسي.
لقد رأينا اليوم فزع جيش الإحتلال من أن يتوجه الناس إلى مقر وزارة الإحتلال، أو الحرس الخائن أو أن يسير أي تجمعٍ في صلاح سالم، فألقى منشورات عبيطة يهددون بشكلٍ عاهرٍ جموع الشعب، ان انجوا بانفسكم. ونتساءل، ننجو من ماذا؟ من نار الأسلحة التي حملتوها ضد الشعب الذي اشتراها لكم من قوته؟ ألا ما أفجركم وأكفركم. هذا ما يخيفهم. أما مجرد التجمع في الميادين، فهو أمر يمكن لجيش الإحتلال احتواءه ولو بعد حين.