إزالة الصورة من الطباعة

جيشُ الإحتلال المصريّ .. حربٌ على الإسلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخطوة الأولى في تحقيق إنتصارٍ ما هي تحديد العدو، حقيقته، حجمه، ضراوته وكلّ ما يتعلق بتاريخه وحاضره. والإسلام له أعداءٌ كثيرون، داخل أرضه وخارجها. لكنّ أعداء الداخل كانوا وسيظلوا، أشدّ شراسة وأكبر خطراً من أعداء الخارج. ذلك لأنهم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. يستعملهم عدو الخارج، فيوفرون عليه ويلات الإحتلال العسكريّ الباهظ مادياً وبشرياً. هذا ما حدث منذ أن ظهرت معالم الإستعمارية الحديثة، عقب الحرب العالمية الأولى.

من هذ المنطلق، فرضت قوى الغرب علي بلاد المسلمين حكاماً لا يؤمنون إلا بأنفسهم، ودنياهم، ولا يوالون إلا من يمهد لهم من أمر معايشهم ويحفظ عليهم عروشهم وكراسيّ حكمهم أطول ما يمكن. ثم احتاجت هذه العروش الغاشمة الباطلة قوى عسكرية تحميها، وتحمى مصالح الغرب أن يمَسّها أذى من قوى شعبية أو إرادة قومية، فكان أن نشأت جيوش عميلة تربّت على أعين هؤلاء الحكام، ولاؤها لهم ولأسيادهم، ممن يعطيهم مِنْ سَلَبَهُم ما يريدون، ليحفظوا عليهم مصالحهم، أياً كانت هذه المصالح. وكانت أن تربّت هذه الجيوش على عقيدة واحدة، هي الولاء المطلق للسيد الحاكم، وترعرع أبناؤها على كره الإسلام وأهله ودعاته، من حيث يهددون ما يملك هؤلاء. وقد عرفت مثل هذه الجيوش بجيوش "المرتزقة".

هذه العقيدة وهذا الموقف من الإسلام ثابت منتشرٌ بين كافة أفراد كلّ جهة عسكرية أو أمنية كالشرطة، من قياداتها إلى أصغر مجنديها. ولعل قائلٌ يقول، بل هي عقيدة صفوة القيادات، وهو خطأٌ مُرْدٍ، يجعلنا لا نفهم كيف تعمل الجيوش، خاصة المرتزقة منها كالجيوش العربية، وعلى رأسها وأقواها جيش مصر من المرتزقة النظاميين.

وسبب هذا الخطأ هو أنّ المرتزقة من أبناء هذه الجيوش، هم أبناء وإخوة وأقارب العديد من الناس، فكيف يظنون بهم هذا الشر الآثم الرجيم؟ وأقول، إنّك إن كنت ممن له منتسبٌ للجيش المرتزِق، أو الشرطة الفاجرة في عائلتك، فأنت من هؤلاء المرتزقة ابتداءً، ولن تسمع لما أقول أو يقول غيرى عن حقيقة هذه الجيوش. وإن لم تكن، فعليك أن تعيد النظر فيمن تعرف، وستجد أنهم، كلهم بلا استثناء، فُلولٌ موالون للنظام الحاكم الذي يمهد لهم من سبل العيش ما هو إثمٌ وسُحتٌ وباطلٌ ، يأكلونه ناراً في بطونهم. فالتعميم بهذه السذاجة تضليل لا تحليل، فكن من المدققين الواعين.

ثم إنّا قد رأينا أنّ من أبناء القوم من يعادى بقيتَهم، جلباً لمصالحه، ورأينا أن الحرب العقدية تقع بين أبناء الوطن الواحد، مؤمنيه وفجاره، ورأينا الأب يحارب ابنه، والإبن يقتل أباه، في سبيل عقيدة يدافع عنها أحدهما، ويدفعها ويعاديها الآخر. أنسيتم قريشاً وأهلها؟ ألم يكن أبو جهل وأبو لهب أباءَ وأعماماً وأخوالاً وأشقاء؟ أم إنّ هذا تاريخ ليس له مثيل على الأرض؟ لا والله، بل هو هو ما نحياه، حذو النعل بالنعل.

هذا هو الجيش المصريّ المرتزق. فدعوكم من قولة أنّ أبناء الجيش هم أبناؤنا. لا وألف لا، هم أبناءُ آبائهم، الذين هم على شاكلتهم، إلا من رحم ربك، وهم عدو للبقية الباقية من أبناء دينكم ووطنكم "إن فرعون وهامان وجنودهما"، فاعتبروا وافهموا سنن الله في كونه.

إن جيش مصر العميل يعمل لحساب الصهاينة أولاً وأخيراً، بوساطة أمريكية، يحمى حدود الدولة الساقطة في فلسطين، ويمنع عنها أيّ جهادٍ تتعرض له على مدى العقود الستة الماضية. هذا أمرٌ لا يغفل عنه إلا أعمى البصر والبصيرة معاً. ولهذا لم نرى رصاصة واحدة أطلقها على اليهود منذ 73، أي أربعين عاماً كاملة! بينما قتل السّاجدين صبراً دون مبالاة لأحدٍ، وقتلت الشرطة غدراً آلافاً مؤلفة من المعتقلين على مدار ستين عاماً كاملة.

الجيش المصري، جيشٌ خَسيس عميل، بكل أفراده، صنعته أيدي الغدر، لا يقف في وجه أعداء الأمة، كما يروّج أمثال سيف الدين عبد الفتاح وبقية مُحللي الجزيرة العملاء، من حيث هم "مُحللون" أيّ يُحلون الحرام مقابل المال، بل هو جيش مستعبدٌ للصليبيين والصهاينة، يدل على ذلك كلّ فعل يفعله، ويشهد عليه بذلك كلّ عملٍ يعمله، إلا عند أعمىً أو عميل.

الواجب، إن انتصرت قوى المسلمين هذه المرة، أن تقوم بتسريح هذا الجيش بكامله، وإعادة طلب تجنيدٍ لجيشٍ يبدأ بدايةَ ولاءٍ لدينه وأهله. ولا يخشى الناس على وطنهم وقتها، فإنّ اليهود سيكونون، دون وجود هذا الجيش يحميهم، في أشد محنة يواجهونها، ولذلك هم يريدون جيش السيسي المرتزق، لا جيش المسلمين الأطهار المجاهدين.

إنْ رَوَّجَ أهل منصة رابعة العدوية لأنّ الجيش جيشنا، وأنهم أبناؤنا، فهم إما يفعلون ذلك سياسةً، لدرء خطر أن ينقض عليهم المرتزقة بكامل أسلحتهم فيمحونهم من على سطح الأرض، أو إنهم مغفلون واهمون، وهو الأرجح، إذ هم من قادة الإخوان عامة.

يجب أن يتم تسريح هذا الجيش بكافة ألويته وأفراده، وتسريح الشرطة بكافة أشكالها وتنظيماتها، ساعتها ستكون الشوارع والحدود أكثر أمناً للمصريين المسلمين. وساعتها يجب إنشاء حرسٍ ثوريّ قويّ، ستجد له مئات الآلاف من المسلمين يتطوعون فيه، ويعملون لصالح دينهم ووطنهم، يقوم في أقل من أسابيع معدودة.

لكن، المصيبة، مصيبتنا، هم الإخوان، فهم من التغفيل والتضليل ما لم تشهده الساحة المسلمة في تاريخها القريب أو البعيد.