إزالة الصورة من الطباعة

كلمة محمد مرسى .. تحليل وتفصيل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

جاءت كلمة محمد مرسى في وقتها الحرج، وإن جاء متأخراً. جاءت مصيبة في بعض نقاطها، في مواجهة الواقع الحاضر، ومخيّبة لآمال الكثير ممن ينتمى للسُنِّية الإسلامية. ولننظر في كليهما.

فمن إيجابيات الخطاب، أنه قرر الوقوف في وجه الفلول والخونة وكفار مصر، وأنه لن يستسلم لتهديدات السيسي الخائن، أو طلبات الصليبيين وكفار "تمرد"، وهو ما يعنى الوقوف في وجه تمدّد وسيطرة العلمانية الصريحة الواضحة، إلى حين.

كذلك فإن كلمة محمد مرسى عن أنه يبذل دمه ثمناً للوقوف في وجه الفاسدين، تعكس رسالة غير مباشرة للإسلاميين أن اثبتوا وقاوموا ولو بدمائكم ضد هجمة الفساد والعلمانية.

لكن سلبيات الخطاب، من وجهة النظر السُنِّية الإسلامية، بل ومن وجهة النظر الديموقراطية، كثيرة كذلك.

فمن هذه السلبيات الديموقراطية، أنه لم يتخذ أية قرارات في صَدد إيقاف قوى الشرّ والفساد الإعلاميّ والشرطيّ. كذلك لم يشر بإصبع الإتهام إلى خيانة السيسي الواضحة، وانحياز الجيش والشرطة إلى قوى العدوان والكفر والبغيّ. وقد يبرر هذا أنه لا سلطة لديه على الحقيقة، لكن هذا مدفوعٌ بأنّ تمسكه بالشرعية الديموقراطية أيضاً ليس لديه ما يحميه فيها إلا قوى الشعب المتجمّع في رابعة العدوية والجيزة ومدن الصعيد. فكان من الأولى أن يسير مسافة الميل الأخير، ويفضح الجميع ليكون الأمر "على بياض" كما تقول العامة بحق.

من الضروريّ أن يقدّم السيسي، ورؤوس الفتنة العلمانية من سياسيين علمانيين وإعلاميين من الكفرة الفجرة، إلى محاكمات ثورية فورية لردع تلك الثورة المضادة العلمانية. ولعل هذا يكون من قرارات المستقبل القريب، إن كان فيه أملٌ.

أما السّلبيات من وجهة النظر السُنِّية الإسلامية، فهي تصميمه على تبنِّي النَهج الديموقراطيّ، وإعطائه مساحة للكفر والصليبية يتحركون فيها جنباً إلى جنبٍ مع الإسلام. ثم إنّ مرسي لم يرفع شعار الإسلامية واضحاً، رغم أنّ الصراع بات واضحاً بين دينين، الإسلام والعلمانية. كان من المفترض أن يعلن أن الشّريعة هي الأصل في حكم مصر، وإن كان حديثه يعكس التزاماً بالإسلام من حيث خطابه المُسلم الواضح. إلا إنه قد يكون من الصعب أن يعلن مثل القول في هذا التوقيت، من حيث تربص جميع قوى الشر في الداخل والخارج لمثل هذا الخطاب، فلعله يعود إلى الصواب، وأن يُعلن الحق، بعد أن تهدأ الأمور.

الرسالة التي نريد أن نرسلها للإسلاميين اليوم هي أن تمسَّكوا بالشرعية الإسلامية، وافهموا أن الخيار الحاليّ في حكم محمد مرسي، مع اعتراضاتنا المدونة عليه، هي الخيار الأفضل اليوم بلا شك. وإلا فخيار الجيش أو البرادعيّ هو خيار الخراب للإسلام والمسلمين اليوم، فكونوا على وعيٍّ بفقه الواقع، وبفقه المصالح الحقيقية، لا البدعية، التي توازن بين خيار البدعة وخيار الكفر.

اثبتوا في الميادين دفاعاً عن دينكم وعن شرعكم، من خطر الفناء على أيدي الصليبيين والعلمانيين الكفرة الفجرة. تسلحوا بكافة الأسلحة تردّوا بها عدوان الشرطة الكافرة المتعاون مع سيسي "الكلب" الذي يبارك ويدير موقعة الجمل الجديدة عند جامعة القاهرة، وفي كل مكان.