إزالة الصورة من الطباعة

إلى مجاهدي مصر .. مشاهد من سورة الأنفال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا شك أنّ المأزق التاريخيّ الذي يعيشه المسلمون اليوم سببه البعد عن القرآن، والهجر لهديه وتوجيهه، فهو سبَبُ كلّ هداية وأصل كل نجاح وتقدم. وأسوأ ما في هذا الهجر هو هجر المعاني والمبادئ أكثر من هجر التلاوة. فإن الله قد تعبّدنا بإتباع ما يدل عليه الوحي وما يتبعه من أقوال وأفعال فيها النصر الأكيد.

ومفهوم الجهاد وما يدور حوله من تصوراتٍ لا يسع المسلم إلا أن يحياها ويرتبط بها فهماً وتطبيقاً، هومن أهم ما هجرنا. فأذلنا الله وضرب بلادنا بطاعون الصهيونية في فلسطين الحبيبة وجراثيم العلمانيين في سائر أنحاء بلادنا.

والقرآن، فيه شفاء للناس ورحمة "وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٌۭ وَرَحْمَةٌۭ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا خَسَارًۭا" الإسراء 82. فالقرآن شفاء للمؤمن من هواه، ورحمة له من الفشل والخسارة. وهو الخسارة كلّ الخسارة على الكافر المكذّب المُعاند. من هنا وجب أن يعرف المسلم أنّ التصورات التي يدعو اليها القرآن فيها النجاة وحدها، وأنّ ادعاء المصلحة في عكسها، أوالمفسدة في اتباعها، ولو باسم المصالح والمفاسد والأمر الواقع، الذي بات دعاة الخسارة والتخنث يتخذونهما أصناماً فقهية، هو ادعاءٌ باطلٌ وتحريفُ لكلام الله سبحانه عن مواضعه، وتبديل لآياته، وإلحاد في كلماته، هكذا بلا مواربة أو تنطّع.

ولننظر في بعض مشاهد سورة الأنفال، والتي بدأت بسؤال من الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما كانوا يسألونه إلا لماماً، عن الأنفال، أي غنائم القتال. وسنختار بعض مشاهد السورة لندرك ما فيها من تصورات، لعلها تشفي قلوباً غلفاً وتفتح آذاناً صماً، وتبصر بها عيوناً عمياً.

"يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ زَحْفًۭا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلْأَدْبَارَ ﴿١٥﴾ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍۢ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفًۭا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍۢ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَىٰهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ ﴿١٦﴾" .

توجيه من الله سبحانه، أن إذا جاءت الظروف التي كتب عليكم فيها أن تقابلوا الكفار المعاندين لدين الله، الراغبين عن شريعته، الحريصين على إبعاد حكمه وشرعه عن قيادة مجتمعكم، فلا تتراجعوا، ولا تتخاذلوا، ولا تولّوهم الأدبار، بحجج باردة سقيمة، كأنهم أهلنا وليسوا أعداءً لنا، أو أنهم ليسوا كفاراً رغم استهزائهم بالشريعة ورفضهم الصريح الموثّق لها. هذه حجج تفتعلونها، كالمواطنة واتخاذ الإرجاء ديناً، لا تغنى عن حقيقة أنكم تولوهم الدبر. ولا يُستثنى من هذا إلا من كان قد عقد العزم على أن يأخذ وقتاً لإعداد العدة بالتربية واستكمال العدة، أو أن يلتحق بفئة مقاتلة أخرى يتقوى بها. وليس من التحرّف لقتالٍ أو التحيز لفئة أن تعلنوا صراحة أنهم مواطنون مثلكم لا يصح قتالهم، حتى بعد أن عاثوا في البلاد خراباً، وأنّ قتالهم حرام لأنهم مسلمون موحدون، وأنهم سواسية أمام هذا الصنم المعبود من دون الله الذي يسمونه القضاء، وهو كأصنام أمسٍ كانت من الفخّار، وهذه من الفُجّار المرتشين أجلسهم فرعون السابق في كراسيّ القضاء ليخربوا البلاد باسم العدل، والعدل منهم براء.

والقتال هنا هو القتال، هو ردّ المُحارب الذي يعيث في الأرض فساداً بقوة السلاح، ومواجهتهم بالقتال حتى تخلص الأرض منهم، ولا تأخذكم فيهم رأفة ولا رحمة، فهم ليسوا بأهل لكم، كما قال الله تعالى لنوحٍ عليه السلام عن ابنه وفلذة كبده حقيقة لا قانونا "قَالَ يَـٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيْرُ صَـٰلِحٍۢ ۖ " هود 46. ليس هو التفاوض والتعايش والذلة التي أنزلها بنا مدعي الإسلام من حكام اليوم، الراضين بأحكام مغايرة لشرع الله تعالى، الجبناء قولاً وعملاً، البعيدين عن دين الله ظاهراً وباطناً، إذ يقرر الله سبحانه معيار المؤمن حين يتمكن في الأرض "ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـٰهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ أَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُوا۟ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا۟ عَنِ ٱلْمُنكَرِ"[1]. وهؤلاء قد ارتضوا غير هذا النهج ذلك.

"إِذْ يُوحِى رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّى مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا۟ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ۚ سَأُلْقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُوا۟ فَوْقَ ٱلْأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُوا۟ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍۢ ﴿١٢﴾".

والله سبحانه يعد المؤمنين بالنصر، فإن له جُندٌ لا نراها، يؤمن بها المؤمن، ويكفر ويكذب بها الكافر المُعاند. وتثبيت الله هو حقٌ لا ريب فيه، سواءً بالملائكة الكرام، أو بالتوفيق والصبر والتمسك بالحق "وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ وَأَقَامُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ" الأعراف 170. فالنصر حقٌ لا يشك فيه إلا جاهل بدينه أو كافرٌ به. وقد قال الله للمومنين أنه سيلقي الرعب في قلوب الكافرين المقاتلين، فما للمؤمنين يخافون من هؤلاء المرتزقة الذين يعيثون فساداً في الأرض، ولا يبتغون إلا وجه الشيطان، وجوه كلهة عليها غضب من الله[2]. بل فرض الله عليهم أن يضربوهم ويشيعوا فيهم القتل بكل صورة من الصور، فما هم إلا حشراتّ وأنعام تفسد في الأرض، لا ذمة لها ولا كرامة. فما لهؤلاء القوم لا يرون ولا يفقهون.

 "إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُنفِقُونَ أَمْوَ‌ٰلَهُمْ لِيَصُدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةًۭ ثُمَّ يُغْلَبُونَ"

إن هذه الأموال التي ينفقها هؤلاء على هدفهم في أن يغلبوا دين الله، لن يفلح. لن يفلح، لن يفلح. هذا تأكيد من الله سبحانه، أنهم ينفقون المال في الصدِّ عن سبيل الله وعن إقامة شرعه وإعلاء كلمته، فنعم سينفقونها، فهؤلاء المرتزقة يعملون بالأجر لحساب عصبة الكفر. إن هذه العصابات التي تريد بمصر شراً هي مأجورة لا ثبات لها في وجه المؤمنين حقاً، لكنها ستكون عليهم حسرةَ. حسرةً من كل وجه. حسرة خسارة المال وحسرة فقدان الهدف، ثم فوق هذا وذاك سيغلبون، وسيقتلون ويُشَرِدُ بهم المؤمنون. هذا تأكيد من الله ووعد لا خلاف عليه،  لكن السؤال: أين هم الؤمنون حقاً؟ أين هم المجاهدون صدقاً؟

"فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَآءً حَسَنًا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌۭ ﴿١٧﴾ ذَ‌ٰلِكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ ٱلْكَـٰفِرِينَ"

وهي آية نظر فيها كل المفسِّرين من جهةٍ خلق الأفعال وما إلى ذلك من أمورٍ تتعلق بصفات الله سبحانه، لكن الأصل فيها أنها تردّ الأمر لله، وتزيد المؤمنين أمَنة وطمأنينة، أنهم ليسوا من رَموا وليسوا من قَتل، بل هو الله سبحانه، فكيف ترى بعصابةٍ يرميهم الله ويقتلهم نفسه، لا أنتم؟ أهناك أكثر من هذا بعثاً للطمأنينة والثبات؟ هو الله الذي يرمي وهو الذي يقتل، وما نحن إلا أيدٍ يَستخدمها سبحانه، فلمَ تخافون ومِمّ ترتعبون؟ هي حقيقة تجعل المؤمن يُبلى بلاءً حسناً ويقف في وجه الكافرين بلا تردد ولا خوفٍ. بل، إن الله لا يعين المؤمنين فقط، بل هو يوهن كيد أعدائهم ويقلل من أثره، ويحبط من خططه، ويزيف نتائجه، ويخرب عليهم توابعه. ومَنْ أفضل من الله يكيد للكافرين كيداً؟ "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًۭا ﴿١٥﴾ وَأَكِيدُ كَيْدًۭا ﴿١٦﴾ فَمَهِّلِ ٱلْكَـٰفِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًۢا ﴿١٧﴾" الطارق. ما أروعها من طمأنينة للمؤمن، أن الله لا يعينه على النصر فقط، بل يوقع عدوه في شرّ عمله ويرد كيده في نحره، فهو سبحانه يعمل على الجِهتين، سلباً وإيجاباً.

"إِن تَسْتَفْتِحُوا۟ فَقَدْ جَآءَكُمُ ٱلْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا۟ فَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا۟ نَعُدْ وَلَن تُغْنِىَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْـًۭٔا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٩﴾"

ثم ها هو الله سبحانه يستهزؤ بالكفار ويتهكّم عليهم، أن قد سألتم أن تروا بأسنا فجاءكم ردُّنا، فتحٌ ونصرٌ للمؤمنين، فهل يبعثكم هذا على أن توقفوا هذا العَبث، وتنهوا عمّا أنتم فيه من تخريبٍ ودمار؟ لكنّ هذه العزة وهذا التأييد لا يكون إلا في حق من اتبع كلمات الله وقاتل المجرمين قتالاً حقيقياً، ولم يتمحك بمواطنة ولم يتوارى وراء ديموقراطية، ولم يخش أمريكا، روم العصر الحديث، ولم يَخش إلا الله.

فإن عاد الكفار إلى فعلهم من التآمر والتخريب[3]، نعد إلى الفتح مرة أخرى، ونعيد عليكم الكرة مرتين، وثلاث ورباع، على أيدي المؤمنين، لا أيدى المُتخنّثين المُتخاذلين. ولإن ظننتم أنكم أكثر عددا وأقوى نفيراً وأوفر مالاً، فأعيدوا النظر[4]، فإن فئتكم مقهورة بقوة الله وبوعده، وأعيدوا النظر يا مجاهدي مصر ومؤمنيها في سلبيتكم وتخاذلكم وعدم أخذكم الكتاب بقوة "خُذُوا۟ مَآ ءَاتَيْنَـٰكُم بِقُوَّةٍۢ وَٱذْكُرُوا۟ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"البقرة 36.

"يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوْا۟ عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ﴿٢٠﴾ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ قَالُوا۟ سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾ ۞ إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿٢٢﴾ وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًۭا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا۟ وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾"

ثم يعود القرآن إلى التنبيه على التوحيد، والسمع والطاعة، لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والكفّار يَسْمَعون، لكنهم لا ينصتون، بل منهم من يدعى الإسلام، وهو لا يُصلى ولا يؤمن بأن القرآن هو كلمات الله الخالدة خلود الأبد، الباقية بقاء السرمدية، ولا يؤمن بالغيب ولا بالملائكة ولا بالآخرة. هؤلاء هم العلمانيون، وإن ادّعوْا غير ذلك، فدعواهم مردودة عليهم، برفضهم لدين الله، وهو شرعته ومنهاجه وأحكامه، ذلك هو دين الله. من قَبِلَ به كاملاً غير منقوص، وسمع لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأطاعهما فهو المسلم، ومن لم يقبل به ولم يطع الله ورسوله، فقد كَفَرَ، قولاً واحداً، وإن أنكر ذلك المُرجِفون من أهل البدعة.

"يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱسْتَجِيبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَقَلْبِهِۦ وَأَنَّهُۥٓ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٢٤﴾ وَٱتَّقُوا۟ فِتْنَةًۭ لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مِنكُمْ خَآصَّةًۭ ۖ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴿٢٥﴾"

والإستجابة لله ورسوله هي الحياة، هي الكسب والنصر، هي النجاة في الدنيا والآخرة، وبدونها فهي حياة كالموت، ليس فيها أملٌ ولا اليها داعٍ ولا منها فائدة. ثم إن الله سبحانه يعرف ما في قلوب البشر، فيمدّ لهم في كفرهم، ويحول بينهم وبين أن يروا الحق، ولو صرخ به صارخٌ في وجوههم. وسبحان الله العظيم! يتحدث المتحدثون عن الإسلام، وتتلى آياته ليل نهار سراً وجهراً، بالغدو والآصال، لكن هؤلاء الكفرة لا يستمعون، حال الله بينهم وبين قلوبهم، وجرّدهم من نعمة الفهم والوعي، لذلك قد وصفهم بالحيوانية في كثير من آياته، قال تعالي في أمثالهم "كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"الأعراف 176، ووصفهم بأنهم أنعام بل أسوأ "أُو۟لَـٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ" الأعراف 179. وما أخوفها من آياتٍ ترتعد لها فرائص المؤمن، أن يجد نفسه واقعاً تحت مشيئة الله الكونية التي تحول بينه بين الخير، لعناده وكفره.

ثم سبحان الله العظيم، حذر الله المؤمنين أن يتقاعسوا ويتقاعدوا عن أداء واجبهم في التصدى للكفار، والوقوف في وجوههم بالقوة حتي تتم الغلبة، إذ في ذلك التقاعس والتخاذل والتخنث مصيبة تصيب كافة من هم على أرضها، لا تتجاوز المؤمن وتصيب الكافر، لا والله، بل تصيب الكلّ، الكافر بكفره، والمؤمن بتخاذله وتقاعده وتراجعه عن اتباع السنن الإلهية والتمسك بدينه. وما أشده من عقاب وما أردعه من تحذيرٍ، لمن عقل عن الله.

فيا شباب مصر، ومجاهديها، أين أنتم من سورة الأنفال؟ اين أنتم من دعوة الله سبحانه للنصر؟ أين أنتم من افتراء العلمانيين من كفرة مصر، وتهجّم الصليبيين فيها؟ لئن قعد بكم دعاتكم ومشايخكم وقياداتكم وحكامكم عن جهاد الكفار، فيجب أن يقوم بكم كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما يحييكم، ويحي دينكم وإسلامكم.

إن دعاتكم ومشايخكم يضعونكم في "ثلاجة الديموقراطية"، ويسحبون منكم كلّ قوة وحياة وغضب لله ولدينه، ويَعِدونكم ويُمنُّونكم، بأنهم يعرفون الخير، وأنهم هم المصلحون، وأنهم هم الأذكى والأحكم، حكمة باردة مثلجة معلبة، لن تغني عنكم من الله من شئ يوم يقوم الحساب.

لن يغنى عنا محمد بديع وإرشاده، ولا محمد حسان وملايينه ومسرحيات بكائه، ولا محمد عبد المقصود ولا الياسر البرهاميّ أتاه من الله ما يستحق. فانتبهوا، يرحمكم الله، فإن اليوم حديث ثم عمل، وغدا حساب ولا عمل.


[1]  الصلاة والزكاة هنا هي كناية عن إقامة الشرع كله، وإلا أفيصح أن لا يأمروا بالحج والصيام!؟ وقد أجملها الله سبحانه بعدها في قوله "وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر"، وهي جملة الشريعة كلها، فافهم.

[2]  انظر يا رعاك الله إلى وجوه أمثال الأسواني والبرادعي، فلا ترى إلا كلاحة ومقتا وضعه الله علي وجوههم.

[3]  وصرف الأموال على بلطجية الشوارع

[4]  أعد النظر يا برادعيّ، ويا صباحيّ ويا دومة الكلب، ويا إعلام الإجرام، فإن فئتكم مقهورة ولا محالة، مع أموالكم وبلطجيتكم.