إزالة الصورة من الطباعة

خطاب مفتوحٌ ..إلى فضيلة الشيخ وجدى غنيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

خبر تناقلته الصحف اليوم أدخل السرور على قلوبنا جميعاً، وهو خبر السماح لفضيلتكم بالعودة إلى أرض الوطن. واسمح لي أن لا استخدم ذلك التعبير البارد الذي تستخدمه الصحف، "العفو"، فالعفو لا يكون إلا عن جرم اقترفه المرء، ولا نعرف لك جُرماً، ولا لأولئك النفر الذين شملهم هذا القرار، والذين لم يشملهم، إلا مناهضة الحكم البئيس الملحد الذي ناء بكلكله على بلادنا فروّع ساكنها وأحرق زرعها وجفف منابعها ونهب ثرواتها، ستين عاماً كاملة.

ومع فرحتنا بهذا الأمر، إلا إننا يجب أن نتساءل هنا، وأن تتساءل معنا شيخنا، عن هؤلاء الذين لم يشملهم "العفو". فأما عمن شملهم كأمثال الداعية السعودى عوض القرنى، وإبراهيم منير، القيادى الإخوانى المقيم فى لندن، ويوسف ندا، مفوض العلاقات الخارجية السابق بالجماعة، وإبراهيم فاروق محمد الزيات، رجل الأعمال الإخوانى المقيم فى ألمانيا، والدكتور توفيق الواعى، القيادى الإخوانى، والداعية فتحى أحمد الخولى (متوفى)، والمهندس على غالب محمود همت (سورى الجنسية) الموجز، فإن جلهم كما تلاحظ، من القيادات الكبرى بالإخوان، أو الإخوة العرب، وممن لم ينم ليلة واحدة على برش السجون، ولم يضرب علقة في "استقبال"، ولم يعذب ولم يُصعق في أماكن حساسة من جسده. بل إن غالبهم من أصحاب الملايين، الذين يعيشون في بيوتٍ فارهة كبيرة لا ينقصهم فيها إلا حنين إلى الوطن، بل إن منهم من انتقل إلى جوار ربه بالفعل.

لكن أين أولئك الذين لا يزالوا يقضون عقوبات سجنٍ شرس منذ عشرين عاما، كالأخ أحمد سلامة مبروك المتهم غدراً في قضية العائدين من ألبانيا ، ويسري عبد المنعم وقضى 23 سنة، محمد مصطفى، جمال عبد العال وقضى 25 سنة في قضية الأزهر، أنور حامد عباس، وجمال حسين، وسعيد إبراهيم محمد، وأحمد سعد أحمد شعلان، وأكرم فوزي، وثلاثين ألفا مثلهم بالداخل، أو مثل أخونا الشيخ المحاهد الدكتور هاني السباعي في الخارج، وهو الرجل الذي اتهم غَدراً في قضية العائدين من ألبانيا، ويعلم الله، وتعلم أنت وأنا، إنه لم تطأها قدمه لحظة، بله أنه عائدٌ منها! من يذكرهم ويدافع عن حقهم؟ وليسوا من جماعة الإخوان، ولن يكونوا، وليسوا من الجماعة الإسلامية التي "وفّقت أوضَاعها" مع النظام الحالي؟ أيعنى هذا، في عُرف الحكم اليوم الذي يراد لنا أن نعتقد أنه رشيدٌ، أن ليس لهم حق يُحفظ أو حُرمة تراعى؟

إن حقيقة أن محمد مرسى قد ترك أمر العفو لأمن الدولة، بعد أن اختار من يشاء ممن يحقق له كسباً سياسياً، أو كسباً في أوساط جماعته، لهي حقيقة أمرّ من العَلقم في حلق البرئ المظلوم، القابع وراء الشمس في بلاد الغربة، لا يعلم إلا الله كيف تسير أمور حياته اليومية، أو المفترش أرض زنزانات في مصر تعاف الفئران والحشرات الحياة فيها. وأمن الدولة الذي لفق لهم تهمهم، هو اليوم من يحكم مَنْ منهم ثبتت التهم في حقه ومن منهم لم تثبت في حقه، فهم الخصم والحكم (انظر الموجز في الوصلة باسفل المقال)!! ثم يراد لنا أن نصدق أن هذا حكم عمر بن الخطاب، قد بُعث من جديد!

شيخنا وجدى، هذا والله ليس عدلاً ولا إنصافاً ولا ثورة ولا بِرّاً ولا تقوى. بل هذا، من محمد مرسى، عملٌ سياسيّ بحت لا محل لرضا الله تعالى فيه.

ونحن نعلم عنك الشجاعة في القول والعمل، ونسأل الله أن يثبّتك عليها بعد عودتك المرتقبة إن شاء الله، ولنا أملٌ أن يكون هذا الأمر مما تخطّط للحديث عنه، وكشفه وإلقاء اللوم على المَلوم فيه دون وجلٍ أو تقصير.

هكذا عهدناك، فهل على هذا تُعاهدنا؟

مُحبكم في الله

د طارق عبد الحليم

http://almogaz.com/politics/news/2012/07/31/349663