إزالة الصورة من الطباعة

اللهم أحصهم عَددا واقتلهم بَدَدا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

سقط القناع عن هؤلاء النفر من الخونة، يعلم الله أنه كان ساقطاً في نظرنا منذ قبل تنحية مبارك، منذ أن خرجوا بالدبابات لتحمى ماسبيرو، علمنا أنهم يد الكفر الباطشة بالحق، وقدمه الساعية بالظلم والفسق.

يجب أن يعلم القارئ أن استعمالنا لكلمة الكفر هنا، تعنى الكفر بكل ما في هذه الكلمة من معان بغيضة قميئة مقزّزة.

فالكفر هو غَمط الحق، وإنكاره على من هو أهل له. ولذلك فإن الكفر العقديّ، هو إنكار ألوهية الله وحقه الأصيل، كخالق رازق مصور، في أن يُطاع وَينفُذ أمره. وهؤلاء الخونة بهذا المعنى، يمارسون الكفر بالله، بواحاً كفاحاً، بلا مواربة. يريدون أن يرسموا عقدا إجتماعياً، تسميه حضارة الغرب الدستور، يجعل الإسلام، والقرآن، أمراً لا وجود له في المنظومة الإجتماعية المصرية، بل يريدون أن يجعلوا إجتماعنا وولاءنا منعقدٌ على خزعبلاتٍ ملحدة، كالأرض، والمواطنة، والتوافقية، وما شئت من مثل هذه المعان الإلحادية، التي لا يراد منها إلا التفلت من شَرع الله سبحانه، ليسهل عليهم السلب والنهب.

ثم الكفر هو سلب الناس حقوقهم التي جعل الله لهم يوم خلقهم، من حرية، وكرامة، وعدالة، ومساواة، وإرادة حرة، وحق في العيش الكريم، بطريقة قانونية الشكل شيطانية الجوهر، منظمة، مرتبة مبرمجة. وهؤلاء الخونة هم، بهذا المعنى، أكفر خلق الله. إذ هم يسلبون هذا الشعب المسكين حقه في أن يختار لنفسه، وأن يمارس حريته وكرامته، ويشيع بينه العدل والمساواة. وكأنه طفلٌ يتيم وقع بين براثن ولي أمرٍ غاصبٍ متعدٍ، جارَ على إرثه، وأكل حقه، ونهب ثروته، ولم يكتف بهذا بل راح يبطش به، يمينا ويساراً لا يرعى له إلّا ولا ذمة.

أمن العدل أنهم يَرِدون الماء   صَفوا وأن يكدّر وِرْدى؟

الكفر هو أنْ تسرق الشعوب بطريقة قانونية الشكل شيطانية الجوهر، منظمة، مرتبة مبرمجة. وهؤلاء الخونة، في هذا الباب، هم أكفر خلق الله، إذ هم يمتصّون دم الشعب، ويسرقون أكثر من 40% من دخله العام، يوزعونها بين أنفسهم، ويرشون بها الرتب العليا والوسطى، مكافأة ولاء للشيطان، مال حرامٌ، حرامٌ، حرام.

الكفر هو أن يشيع الظلم بين الناس، بطريقة قانونية الشكل شيطانية الجوهر، منظمة، مرتبة مبرمجة، باع فيه القضاء ذمته، واستبدل فيه المال بكرامته، فضاعت الحقوق ضياعاً عاماً، لا خاصا، وصارت ساحة القضاء كساحة المزاد، من يدفع أكثر يرجع بالفوز، خيبهم الله من قضاة، والخونة من ورائهم، فعن بريدة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار" صححه الأربعة والحاكم. فأي من هؤلاء فاروق سلطان وحاتم بجاتو وعبد المعز ابراهيم و(اللواء)عادل مرسى، ومن هم على شاكلتهم. لعنهم الله بما قدموا.

الكفر أنْ تسخّر هذه العصبة من الخونة سحرة الإعلام وفجرته، بطريقة قانونية الشكل شيطانية الجوهر، منظمة، مرتبة مبرمجة، ليسحروا أعين الناس، ويبيعوهم الوهم والكذب والإفتراء، ويغرقونهم في الفسق والعهر والبغاء، وإشاعة الفواحش ما ظهر منها وما بطن، لتضيع في أنفسهم معاني الحق والعدل والكرامة والحياء والرجولة الحقة والأمومة النظيفة، وتمّحى فيهم قيم الإسلام التي هي الحق والعدل وإحترام الوالدين، وبغض الفسق والزنى والمخدرات والعربدة.

الكفر هو الولاء المَحض التام لأعداء الله من الصليبيين والصهاينة، وإرساء قواعد الإستسلام والخنوع، والتآمر على مصالح البلاد مع أعدائها، بطريقة قانونية الشكل شيطانية الجوهر، منظمة، مرتبة مبرمجة. وهذه العصابة من الخونة، في هذا الباب، أشد الناس كفراً وخيانة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللوطن، خيانة عظمى لا تجدى معها توبة ولا إسترجاعاً.

الأمر ليس أمر تكفير جماعة من البلطجية الذين يرتدون زياً يسمونه عسكرياً، إنما هو أمرُ كشفٍ لحقيقة عصابة مسلحة سيطرت على الأمة بليلٍ، وخضع لها الناس ستة عقود كاملة، يحكمونهم بقوة السلاح ليس إلا.

الكفر، إخواني، ليس كلماتٍ تقال، كما أنّ الإسلام ليس كلمات تقال. إنما كليهما، الإسلام والكفر، أقوال تصاحبها أفعال، إما أن تصدقها أو أن تكذبها. الكفر مواقف والإسلام مواقف، الكلمات عنوانها لا حقائقها، والأفعال حقائقها وعنوانها. الكفر، أحبائي هو ما وقر في القلب مما يصدقه العمل وتكشف عنه المواقف، وتثبته القرارات والأفعال. الكفر ظاهرٌ ممنهج يكشف عن باطن خبيث عفن.

الإسلام، أحبائي، ليس عقيدة تُختزن في القلب، وتُختزل في كلماتٍ يلوكها الفم مراتٍ في اليوم. بل الإسلام هو العدل السارى بين الناس، والمُساواة بين خلق الله، والعمل الجَاد المُثمر، والكرامة المحفوظة، والحرية المَصونة لكل خلق الله. الإسلام هو كلّ تقدم ونهضة ورخاءٍ، بحق الله وبتوجيهاته، فإن الله يعلم ما يُصلح حياة الناس، في الدنيا الآخرة، وما يسعدهم وما يأتيهم بالرغد والبركات من العيش، من بين أيديهم ومن خلفهم "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" الأعراف 96، والكفر هو عكس ذلك على الإطلاق. هو ما نعيش فيه اليوم بشكل جماعي مُنظم، يرتبونه كقوانين ودساتير، تحفظ عليهم كفرهم، وتنزع منا إسلامنا وحقنا في الحياة الكريمة.

من هنا، فإن الله سبحانه لا يرضى لعباده الكفر، ولا يريدهم أن يستسلموا له، أو أن يخضعوا لعصابته، تحت أيّ تأويلٍ، مهما استدل المستدلون ممن يوالى هؤلاء الكفرة الشياطين، حباً في الدنيا ورغبة في المصلحة. ولهذا جُعلت الشهادة، وجُعلت كرامة الشهيد، وفُرض الجهاد ومقاومة الظالم بالوقوف في وجهه وتحدى قراراته، ثم الصمود والثبات، حتى النصر، فإن كيد هؤلاء هو يبور.

اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا