الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يَعدُ اليوم مجالٌ لإنتظار أو تأنٍ أو تلكُّعٍ أو تَميّع. الأمر أمر الإسلام ذاته، فهو الذي على المَحكّ اليوم. يُصرّح المُرتَد أحمد شفيق بأنه سيفرض تدريس جُمل الإنجيل، جنباً إلى جنبٍ مع آيات القرآن، أو سيحذف أيات القرآن من المناهج الدراسية. يقول المرتد أحمد شفيق أنّ الشريعة لن تطبق في مصر أبداً. يقول المُرتد أحمد شفيق إنه سيقتل الإسلاميين ويسحق حركتهم. وأقصى ما نسمعه من "الدعاة" هو تجريمُ هذه الأقوال، كما زَعِم ربيب القذافيّ، الإخوانيّ صفوت حِجازى. ألا ما أجبنكم وأضيعَكم لدين الله. سبحان الله، أفي رِدّة هذا الرجل شكّ؟ إن كان فيها شَكّ، ففى إسلامكم شَكّ مثله، فاختاروا لأنفسكم.
الأمر اليوم ليس أمر تكفيرٍ أو غيره. ليس هذا مرادنا ولا مقصودنا. ولكنه إثبات حالةَ مَنْ يُرتّبُ عَسكر الكفر، بالتعاون مع العليا للتزوير، أن يُنصّبوه رئيساً. سيخسر المسلمون دينهم. وسيخسر الليبراليون العِلمانيون ما يظنّونه حُريتهم. وسيخسر المواطن العاديّ قُوتَه وحياته بلا رجعة، وسيخسر الوطن إستقلاله وكرامته وحريته.
لا أقوال اليوم، بل أفعال. اليوم يوم الملحمة. لقد زعم المجرمون من أدعياء السلفية أن التوجّه للصناديق هو الجِهادُ في سبيل الله، وهو الشهادة في سبيله. ونقول: كفاكم تضييعاً للدين واستهتاراً بحدوده. بل الخروج إلى الميادين، ومقاومة الظُلم والكفر، هو الشهادةُ الحقّة، لا شَهادة الجبن والخزى.
لا يريد الإسلام أن يرى ملايين المسلمين، كما رآهم في 29 يوليو 2011، يوم استعرض السلفيون قوتهم، فإذا بهم وسائد من ريش، حجمٌ بلا ثقل! لكنه هذه المرة يريد رجالاً، لا أشباح رجالٍ.
- أين أنتم يا شَباب الإخوان؟ أتريدون دليلاً أوضحَ مما رأيتم. خدعتكم قياداتِكم، وجرّت مصر كلها إلى هذا الموقف المُشين. لو صمدتم منذ فبراير الثورة، قبل أن يضع قوادكم أيديهم في يد عمر سليمان لكسب البرلمان، ما وصل المرتد شفيق إلى ما هو فيه اليوم. جرّوكم إلى ما نحن فيه بدعوى أنهم محنكين في السياسة، وأنهم يعرفون دخائل علومها، فإذا بهم لا يعلموا فيها أكثر من قواعد الإستنجاء في بحور علم الفقه!
- أين أنتم يا شَباب السَّلفية؟ ألا تزالون تنتظرون وَحي مشايخكم فيما يجب أن تفعلوه، في وجه هذا الكفر المباح؟ أتّخذتم أحباركم ورهبانكم أرباباً من دون الله؟ أيّ سلفية أنتم عليها؟ سلفية الجبناء؟ سلفية الأدعياء؟ سلفية الإرجاء؟ ألم تروا ما أدت اليه فتاوى مشايخكم من نتائج؟ هم اليوم يقولون بالجهمية، كما زَعم عميل أمن الدولة لواء محمد حسان، أنّ ما كان هو قدر الله، ولا بدّ من قبوله! ألا ما أبشعه من قول. هل هذا ما ستقابلون به الله سبحانه؟ أن تتركوا شفيق المرتد يحكم مصر، يقتّل أبناءها ويستحي نساءها؟ أهذا ما يريده الله من أوليائه، الجبن والتراجع، وإعتماد أحاديث صرفها جبناء أحبارهم عن موضعها، ليضمنوا سلامتهم وسلامة فضائياتهم، ألا سُحقاً لهم ولفضائياتهم.
إنفروا اليوم خفافاً وثقالاً. الميادين تدعوكم للخروج. أعدادكم هي سرّ قوتكم. لن يقف جيش في وجه الملايين منكم، أبداً، أبداً.
نحن نتحدث عن جهادٍ قائمٍ، جهادٍ ثبت جدواه في مِصرنا، وتبنّته جماهيرنا. الحَشد والخروج إلى الميادين، جميعاً، نحمل ما يمكن من إيمان وتصميم، وما يَصدّ عنا الأذى. الثورة الثانية، ثورة الإسلام، يا مسلمي مصر.
ثم لا تَركنوا إلى مرسى، فهو، كسائر إخوانه من الإخوان، متلّونٌ ثعلبانيّ، لا يُؤمِن بمبدإ. وها هو في مؤتمره أمس الثلاثاء مايو 29-2012، يعود القَهقرى، فيما زَعمه من قبل، من إسلامية الدولة، فتحَدّث عن توافُقية الدولة، وعن أنّ الأمة هي مصدر السلطات والشَعب هو صاحب السلطة، لا القرآن ولا السنة. عودة إلى ليبرالية إخوانية لا إسلامية.
ولا تظُنّن أنّ سيناريو حَمدين صَباحي ببعيد، إذ من أقرب القريب أنّ يزيل قانون العزل أحمد شفيق، وتجتمع أصواته مع أصوات أبو الفتوح وشَفيق معاً، ويَخرُج مرسى منْ السّباق المَوهوم، وتتشَكّل حكومة عِلمانية ليبرالية صِرفة، تشيع الفواحش وتنشر اليسارية والفسق، وتكون على مصر وبالاً ما بعده وبال.
أدعوكم، يا شباب مصر، أيا كان اتجاهكم، أو انتماءاتكم، أن تفعلوا ما هو من هَدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، من شجاعته، ومن إقدامه، ومن خُلُقه. لا تأتوه على حوضه وقد جبنتم وتراجعتم، وتعلقتم بوحي مشايخكم ممن فَنَتْ أعمارهم، فخَارت عزائمهم، ووهنت قواهم، ونامت ضمائرهم، فإنهم لن يمنعوكم يومئذٍ من الله شيئاً.
انصروا شريعة ربكم اليوم، لا غداً، وإلا فاحملوا وزر خذلانها إلى قبوركم.