إزالة الصورة من الطباعة

أين الله فى انتخاباتكم....؟؟؟

عندما ارى واسمع الجدل الدائر حول الانتخابات واللغط الدائر حولها، وهذا العرس الاعلامى المريب، أتذكر الحديث الشريف الذى رواه أبو يعلى عن ابن عمر  قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا مايحدّث عن أمرأة كانت فى الجاهلية على رأس جبل،معها ابن لها يرعى غنما،فقال لها ابنها يا اماه:منخلقكى؟ قالت الله.قال فمن خلق ابى؟ قالت الله .قال فمن خلقنى ؟ قالت الله .قال فمن خلق السماء؟ قالت الله.قال فمن خلق الارض؟ قالت الله.قال فمن خلق الجبل ؟ قالت الله .قال فمن خلق الغنم؟ قالت الله ..قال فأنى لا اسمع لله شأنا فألقى نفسه من الجبل فتقطع قال ابن دينار: كان ابن عمر كثيرا ما يحدثنا بهذا.......

1.     عن ماذا تصوتون ايها الناخبون ؟ وعلى ماذا تتصارعون ايها المرشحون؟ الاتستحون؟ غلام فى جاهليته يحدثكم عن معنى الخلق والامر كما قال تعالى (الا له الخلق والامر) فمن هول ما رأى من الجرم من انفصال الخلق عن  الامرلم يطق الحياة. وأنتم تريدون الحياة مستغنين عن "الامر" بل وتريدون موافقة الأمة على ذلك!

2.     أتظنون ان الله سيكلل جهودكم وخططكم بالنجاح وتحققون النهضة والامن وأنتم خارجون عن مقتضى امره ونهيه  اى عن شريعته اى عن مقتضى عبوديته...  ولله در ابو الاعلى المودودى و هو يقول فى كتابه الهام المصطلحات الاربعة فى القرأن وهو يتحدث عن معنى العبودية.....ان الشرح اللغوى لمادة(ع   ب   د ) ان مفهومها الاساسى ان يذعن المرء بعلاء احد و غلابته ثم يتنازل له عن حريته و استقلاله ويترك ازءه كل المقاومة و العصيان وينقاد له انقياد ..... ولذا كان اول ما يتمثل فى ذهن العربى بمجرد سماعه كلمة العبد و العبادة هو تصور معنى العبودية , و بما ان وظيفة العبد الحقيقية هى طاعة سيده وامثال اوامره , فحتما يتبع ذلك تصور الطاعة.....ويقول الطبرى فى التفسير فى قوليه تعالى ((وتلك نعمة تمنها على ان عبدت بنى اسائيل)) اى اتخذتهم عبدا لك  وفيه عن مجاهد قال قهرتهم واستعملتهم  وعن ابى جريج قال قهرت وعذبت  بنى ايسرائيل ويقول المودودى فى تلخيصا جيد لمعنى العبودية فكل دولة او سلطة وكل امامة او قيادة تبغى على الله وتتمرد علية ثم تنفذ  حكمها فى ارضه وتحمل عباده على طاعتها بالاكراه او بالاغراء  او بالتعليم الفاسد فاستسلام الامة لتلك السلطة وتلك الامامة و الزعامة  عبادة لتلك السلطة ، وكل ذلك منها عبادة للطاغوت .

3.     أتظنون ان تحقيق النصر لدين الله شراكة بينكم و بين الهكم و تدبيرا بينكم و بينه و قسمة بين عقولكم مع حكمة و علمه, فالله _تعالى _ ربط  بين النصر و الرزق فى كتابه و اوضح ان كلاهما من عند الله وحده ... يقول _تعالى _ " أمن هذا الذى هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا فى غرور. أمن هذا الذى يرزقكم ان أمسك رزقه بل لجوا فى عتو و نفور".

4.    هل أذن لكم الله أو سن لكم رسوله صلى الله عليه وسلم الانتخابات لتحكموا على دينه بالحق فى الحياة بين الناس او ان يظل محبوسا بين دفتى الكتاب و يظل مكانه على ارفف الكتب و مقدمة السيارات و افتتاحيات الخطب و سردقات العزاء ؟!... اهكذا تعاملون شريعة ربكم ؟! اهكذا تعاملون دين ربكم ؟! ... يا أمة ضحكت منها أعداؤها حتى الثمالة , هل رأيتم فى بلاد اعدائكم استفتاء على تطبيق المذهب الشيوعى فى دولة رأسماليه أو العكس ؟ّ! ....... "ما لكم كيف تحكمون".

5.      و أخيرا تدبروا قول شيخ الاسلام بن تيمية :- فليس حسن النية بالرعية و الاحسان اليهم ان يفعل الامام ما يبغونه و يترك ما يبغضونه و قد قال _تعالى _ " و لو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات و الارض و من فيهن"، و قال تعالى عن اصحاب رسوله _ صلى الله عليه و سلم _ " و اعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم فى كثير من الامر لعنتم " (ولست ادرى هل اخترنا العنت و المشقة ؟!) و انما الاحسان الى الرعية فعل ما ينفعهم فى الدين و الدنيا ولو كرهه من كرهه.  ولكن يجب أن يرفق بهم فيما يكرهونه . و فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم  انه قال " ما كان الرفق فى شئ الا زانه و لا كان العنف فى شئ إلا شانه ".

" اللهم انى اسألك حسن الخاتمة لا حزن الخاتمة "