إزالة الصورة من الطباعة

أحداث وزارة الدفاع .. وإجرام العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

الأحداث التي تقع في محيط وزارة الدفاع اليوم تظهر إجرام العسكر في التعامل مع الإعتصامات السلمية، التي تطالب بالثورة الحقيقية وبتحقيق أهدافها، وبتطبيق شرع الله في الأرض.

المعتصمون هم مجموعة من المسلمين الذين رأوا أن الثورة قد وئدت، وأن خيانة الإخوان وأدعياء السلفية قد مهدت لهذه الخيانة العظمى التي تُقترف في حق مصر وشعبها المسلم. ليس لهؤلاء علاقة بحازم أبو اسماعيل ولا بغيره. بل هم مجرد نواة الثورة الثانية إن شاء الله.

ويجبن الجيش أن يستخدم جنوده بزيهم العسكريّ، خوفاً من بطش الشعب بهم أجمعين، فيأتي ببلطجيته المأجورين، الذين كان يطلب الإستقرار للقضاء عليهم! ويمولهم بالمال والسلاح والبرشام المخدر، ليهاجموا المعتصمين ويضربوهم بالخرطوش الحيّ، وبالآلي، وبالمولوتوف. بل وصل الأمر أنهم يتصيدون أي من الإخوة المسلمين، حتى خارج نطاق الإعتصام، فيذبحونهم، كما فعلوا بأخين كانا متوجهين للعمل في المترو! وبالطبع فإن خونة القيادات العسكرية يخشون أن يحدث تمرد بالجيش إن صدرت أوامر صريحة بقتل المعتصمين، فلجئوا إلى البلطجية الذين هم من قواتهم الإحتياطية أصلاً، للقيام بالدور النجس الخسيس.

وقد جاء عن شبكة رصد الإخبارية أن "المتظاهرون يعثرون على وجبات تابعة للقوات المسلحة ( دار المدرعات ) بحوذة البلطجية أثناء الإشتباكات بميدان العباسية فجر الأربعاء". وحتى كتابة هذه السطور فقد جاءت التقارير بمقتل ثمانية من المعتصمين، وثمانية من البلطجية، عدا مئاتٍ من الإصابات. وقد اشتركت قوى سياسية علمانية كحركة 6 أبريل في الإعتصام والصدام، وقتل لهم سبعة أفراد حتى هذه اللحظة.

وبالطبع، فإن التعتيم الإعلانيّ الذي يصاحب هذه الأحداث لم يسبق له مثيل. إذ لا تتحدث عنه أي من الصحف الرسمية أو غير الرسمية، ولا تأتى قناة الجزيرة ولا غيرها بأية أخبار عنها، حتى يبقى الشعب في الظلام، بالداخل والخارج.

الأمر قد تعدى أي إحتمال، وجاوز كلّ الحدود. لقد أرادها الشعب سلمية، لا استسلامية. وقد امتنع الإخوة عن إستخدام أي سلاح ضد هذه القوات، حرصاً على أن لا يكون ذلك سببا للمزيد من سفك الدماء. لكن، الله سبحانه لا يطلب من الناس أن يتجاوزوا فطرة الدفاع المشروع على النفس، حين تتعرض للقتل دون سبب، إلا الإعتصام السلميّ الذي يُفترض أنها مشروعة بعد الثورة.

لا أدرى ما أقول في هؤلاء الخونة من أعضاء مجلس الشعب. يا كتاتني، أتقابل قادة العسكر القتلة لتتحدث معهم عن أزمة الدستور وأزمة الحكومة المفتعلة، التي هي من صناعتهم، وعن بقاء مجلسك الخبيث والحفاظ على كرسيك الوثير. والله إنى لأدعو الله عليك وعلى من هم معك، ليل نهار، لينتقم الله منك ومن خونة حركتك.

الواجب على المسلمين أن ينصروا هؤلاء المعتصمين المسالمين، المطالبين بتحقيق أهداف الثورة، سواءً منهم المسلمين أو العلمانيين من أيّ حركة أخرى. إذ الهدف هنا قد توحد في ضرورة إزالة سلطة العسكر التي أصبحت أنكى وأشد على الشعب من مبارك.

إن نصرة المظلوم واجب حقٌ على كلّ مسلمٍ، بل وعلى كلّ حرّ ذى فطرة سليمة. وهاهم سادة قريش، في كفرهم، كانوا ينصرون المظلوم ويذودون عن الضعيف. ألا والله إن إصبع الرجل من كفار قريش، على كفرهم، تساوى رقاب مجلس العسكر كله، لا نصفه.

انصروهم بالمال والغذاء، وأعينوهم بأنفسكم وأموالكم، ولا تتركوهم نهبا لهؤلاء الكلاب المسعورة، فإن في ذلك شهامة ورجولة قبل أن يكون ديناً وإسلاماً.