إزالة الصورة من الطباعة

العصيان المدنيّ .. وآخر الدواء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

نعم، أقف في صفِ العصيان المدنيّ، وقد دعوت اليه منذ قبيل التحرك الشعبيّ في 25 يناير 2011. وقد دعا اليه أكابر الناس من قبل كالمستشار البشريّ. لكن يقف في سبيله معاونو العسكر ومساعدوه في البرلمان، الإخوان، الذين يعرف القاصى والداني اليوم علاقتهم بالعسكر وحرصهم على مصالحه والقيام بحق صفقتهم معه. كما يقف في سبيله عدد من منافقى السلفية وأبطال الفضائيات، ومعهم المفتى وشرخ الأزهر! ولا عجب أن يتماثلوا ويتواطئوا في مغنمهم هذا.

لمن، ألا يستدعى الأمر عصيانً مدنيّ؟ أليس العصيان ضد الطاعة؟ أتجب الطاعة اليوم للعسكر الذين يعلنونها صراحة أنهم لن يسمحوا بدستور إسلاميّ مهما حدث الأمر، وأنهم حُماة الديموقراطية العلمانية، وضَامنيها في مصر؟ أليس هؤلاء هم من يريد أن يضع مواداً دستورية ترسخ سلطتهم وتجعلهم دولة داخل الدولة؟

إن حاول أولئك المتواطئين مع العسكر إيهامنا أنهم يفعلون ذلك التنازل ويقبلون بذلك العار حماية لمصر، فما الذي تجدد إذن في مصر، بعد أن ظلوا على هذه الذلة والصغار منذ أيام المخلوع؟ ثم أين يتوقف التنازل؟ أله حدٌ معلوم؟ أيكون الرضا بدستورٍ توافقيّ "شركيّ" ورئيس توافقيّ "مشرك" هو الحد الذي يقبله أولئك المتواطئين مع العسكر؟ أم إنه يفعلون ذلك التنازل ويقبلون بذلك العار لأنه دينهم الذي يدينون به، أنّ مبادئ الشريعة كافية، وأنّ أحكامها هي إختيار الناس لا فرض من السلطان؟ ثم أيكون هذا دين الإسلام الذي يدين به من آمن بالله واليوم الآخر حقا وصدقاً؟

ثم ألم يعترض هؤلاء على استخام العنف والتظاهر، فلم يتبرؤون اليوم من عصيان سلميّ لا مواجهة فيه ولا دم؟ أيكون الأمر أنهم لا يريدون أن يسببوا أي حرجٍ للعسكر حتى يصلوا إلى ما يريدون من سلطات كاملة يحكمون بها حقيقة، ويكون الإخوان لهم "خيال المآته"، في البرلمان، يصرخ فيه سعد الكتاتني "فتحى سرور المعدل"، في وجه التلامذة من الأعضاء، ويوجه الطلبات والقرارات لما في مصلحة العسكر، كما أدرك اليوم كلّ من تمتع بثمالة من عقلٍ؟

لا والله، نحن اليوم أحوج للعصيان المدنيّ من يناير 2011. نحن اليوم أحوج إلى ثورة حقيقية ترفع الكابوس الحقيقي الذي سيقبع على صدر أمتنا أجيالا قادمة بشكل دستورى مزيف يقره خونة الإخوان، حتى يبقوا في البرلمان، جنتهم التي كانوا يوعدون.

نعم نحن نطالب بالعصيان..حتى تنتصر ثورة مصر ويرفع الإسلام شعاره الحقيقي، لا شعار الزيف والخداع الإخوانيّ.