إزالة الصورة من الطباعة

عِبَر السقوط العثمانيّ .. للثورة المصرية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

تعتبر الدولة العثمانية، بمرحلتيها في السلطنة والخلافة، كنزاً لمن أراد أن يتأمل صعود وسقوط الدول التي تنتمى لدين الإسلام، وهو ما يجب أن يَتّخذ اهتماماً خاصاً في ايامنا هذه التي يصارع فيه نظام فاسد أن يسقط، ويحاول فيها نظام جديد أن يبزغ.

وما يهمنا هنا، الآن، أن نرى عوامل سقوط الخلافة العثمانية، في بداية مراحل ضعفها، بعد حكم سليم الأول، وسليمان القانونيّ، ثم بدء الضعف العثمانيّن إذ نرى في هذه العوامل مشتركات مع ما نحن فيه، على بعد الصورة بين دولة مصر اليوم، وبين دولة العثمانيين آنذاك. لكن اسباب الهزيمة تظهر أنها واحدة متشابهة على كل حال.

فمن أسباب هذه الهزيمة وذاك السقوط:

من هذه النقاط، نرى عبرة التاريخ التي لا يغفل عنها إلا واهمٌ أو مُغرض. فإن عسكر مصر قد وقّعوا معاهدات الإستسلام مع العدوالصهيونيّ والصليبيّ، وواعدوه على المعاونة ضد المسلمين في غزة، أو أي منطقة مسلمة ترفع بالكرامة رأساً. ثم إنهم، لما فرغوا من أمر الحرب، استداروا ليديروا أعمالاً أبعد ما تكون عن روح العسكرية والقوة، وأقرب ما تكون من روح التَخنّث والوَداعة، إلا على أبناء وطنهم. فأنشأوا المصانع والفنادق، واستولوا على الأراضي والمزارع، وفرضوا على الأمة الإستعباد، بعد أن أغرق الحكام في السرقة والنهب والترف، فكانوا شركاء السرقة وإخوان النهب. ثم إنهم سمحوا للأقليات القبطية أن تتوحش وتقيم لنفسها دولاً داخل الدول، على أن يسلموا لهم قياد الدولة دون تدخل.

ثم يأتي من لا معرفة له بتاريخ، ولا فهم له بأحداثه، فيقنع من هؤلاء بكلمات، ويسلمهم قياد الشعب المغلوب على أمره، دون العبرة مما قص الله علينا قصص الواقع المشهود، بعد أن قصها علينا في القرآن المقروء.

"لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌۭ لِّأُو۟لِى ٱلْأَلْبَـٰبِ" يوسف 111.