إزالة الصورة من الطباعة

يا شباب الإسلام .. لا تتراجَعوا ولا تنكُصوا!

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

الحراك الذي يجرى على أرض مصر اليوم هو الحلّ الأخير والوحيد والشرعيّ للخروج من أزمة الحكم الإستبداديّ الذي لم ينتهى منذ ستة عقود، والمدخل الأمثل للإسلامية الدولة المصرية، والتي هي هوية شعبها ودين أهلها.

إستمرار نظام العسكر، هو كارثة بكل المقاييس في سياق تحقيق هذين الهَدفين الضَروريين. فلا هم يسمحون بحرية وعدالة، ولا هم يسمحون بالإسلام، إذ الإسلام هو الحرية والعدالة.

من هنا، فإن الواجب هو ما كررنا ولا نزال نكرر، الصمود في وجه العسكر، وعدم مغادرة الميادين لأي سبب من الأسباب. الأمر الآن لم يعد أمر احتجاجات، يعود بعدها المحتجون إلى منازلهم. الأمر اليوم هو أمر نصرة دين وحياة شعب وبناء أمة. ليس أخطر من هذا الأمر على وجه الأرض شئ. ونحن نعيش في أيامٍ من أيام الله، نمتحن فيها، كل فرد يمتحن، صغيراً وكبيراً، قائداً وتابعاً. فالحذر الحذر من أن يرسب أحدكم في هذا الإختبار، فهو رسوب الأبد وخسارة الدنيا والآخرة.

القوى السياسية، كما يسمونها، لا غرض لها إلا تحقيق مصالح ذاتية، لأحزابهم وتكتلاتهم، والتي تعود مرة أخرى إلى مصلحة شخصية ذاتية لا محل لشعب فيها ولا لأمة.

يستوى في هذا من يطلق عليهم إسلاميون، كالإخوان البرلمانيون، أو التلفيون، الذين يتراوحوا بين مغفلين ذاهلين عن الحق كالتلفيين، وبين براجماتياتٍ مصلحية تلعب على مشاعر الناس وتستغل دينهم وتتاجر بأصواتهم، كالإخوان البرلمانيين، ومن هم من العلمانيين الكفرة، مثل السيد البدوى ومحمد البرادعي وأمثالهما. أو مثل من هم بلا جذور ولا فروع كسليم العوا وعبد المنعم عبد الفتاح. والحمد لله أن الكثير قد كشف زيف أمثال العريان والبلتاجي ومحمد يسرى وياسر برهامي ومحمد عبد المقصود، وغيرهم من تلك القيادات المزيفة التي لا ترى إلا تحت قدميها، ولا تبالى بالعبث بحياة أمة بسبب تأويلاتٍ بدعية أو أنانية ومصلحية.

إن ممثلي هذه القوى، الذين يتفاوضون مع العسكر اليوم في مقر قياداتهم، هم من الخونة الذين سعوا للتفاوض مع عمر سليمان من قبل، في فبراير، ذات الوجوه الشائهة، وذات النفوس الخربة، وذات الإرادات الواهنة.

عارٌ لن تمسحه الأيام عن جبين هؤلاء الخونة المتآمرين ضد إرادة الأمة وهويتها.

الواجبُ الشرعيِّ اليوم أن يلزم المسلمون، كُلُّ المسلمين، بلا استثناء، ميادين مصر، وأن لا يُغادروه إلا بالحُرية، وبمجلس مدنيّ مُتوازن، من مُرشحى الرئاسة، وأن تُنتزع السُلطة من العسكر، بلا رجعة.

وعلى الشباب الذين ينتمون لأيّ من هذه التحزبات الضيقة، أن يخرجوا من قُمقم الجماعات، ويعلموا أنهم يعيشون في مجتمعات، وأن ولاءهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أكبر وأعمق من ولائهم لقيادات عتيقة تتعرضُ لأهواءٍ ولمخاوفَ متراكمة، وغير ذلك من عَوامل التخذيل والتثبيط.

أقول للشباب، لا تلقوا بأيديكم في التهلكة، وهي كما بيّنها ابو أيوب الأنصارى، التولىّ عن نصرة الله ورسوله في وقت المُواجهة، كما كان وقتها في معركة بأرض الروم(الترمذي)، سواءا بسبب الحرص على المال، أو الحرص على تكتيكات من باب الوسائل لا المقاصد كالإنتخابات، قبح الله من يلهث وراءها.  

يا شباب الإسلام، أنتم أمل الأمة، فلا تخذلوها، أنتم يد الحق فلا تبتروها، أنتم ضمير الجماهير فلا تخونوها.

سيروا وراء الشيخ حازم أبو اسماعيل، الرجل الذي أثبت أنه رجل الساعة ورجل الميدان ورجل الحق والصدق، الذي لم يقبل التنازل والتهاون في حق الأمة من أجل مصالحه كما يفعل كل هؤلاء المؤتمرين الآن في إجتماعاتهم مع خونة العسكر.

سيروا على بركة الله، ولا تنتكسوا وترتكسوا، وصححوا العزم والنية، ولا تترددوا، ففي التردد الهلاك، هلاك الدنيا وخسارة الآخرة.