إزالة الصورة من الطباعة

المشير يرفض تحديد موعد لإنهاء الطوارئ - من هو هذا الرجل؟

المشين طنطاوى يرفض تحديد موعد لإنهاء الطوارئ - الدستور

من هو هذا الرجل ..؟

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

شَخصياتٌ عجيبة تلك التي تفرزها الأحداث في مصر، لتطفو على السطح، كما يطفو السَّمك الميّت، من القاع إلى السطح، رائحةٌ عفنة وشكلٌ كريه!

من هو الطنطاوى هذا؟ ماذا قدم لمصر من خدمات يستحق بها أن يجلس على كرسي حُكمها ولو لساعة واحدة؟ ماذا يحمل من مؤهلات تجعله يتحكم في مصر، برلمانها وإنتخاباتها ووزائها وميزانيتها، وكلّ قراراتها، ولو لساعة واحدة؟ ما هي دلائل وطنيته، أو علمه، أو خبرته، أو بصيرته، أو أي شيئ يتمتع به، عدا الطعن في السن، يجعله مناسباً للتحكم في أمر مصر، ولو لساعة واحدة؟

لم يكن هذا الرجل معروفاً لعامة الناس قبل حِراك يناير، إلا للأقل. فهو مجرد عسكريّ تخرج من الكلية الحربية، وشارك في هزيمة 67، ثم شارك، كمئات الآلاف من أفراد الجيش في حرب 1973.

ومن ساعتها ولم يُسمع له صوتٌ ولم تشمَمُ له ريحٌ، إلى أن تولّى المَخلوع الحُكم. ثم إذا به يتدرج في الرتب من خلال معرفته بالمخلوع، حتى تتوّج سجله العميل حين عينه المخلوع رئيساً للحرس الجمهورى، أي حرسه الشخصيّ. وكانت هذه هي أعلى إنجازاته، أن يتولى خدمة وحماية المخلوع. ثم شارك الطنطاوى في حرب الخليج الأولى، جنباً إلى جنب مع الأمريكان عام 1990-1991، وكان نتيجة ذلك أن عيّنه المَخلوع وزيراً للحربية في مايوعام 1991. ثم وزيرا للدفاع والإنتاج الحربيّ، مسؤولاّ عن إنتاج الثلاجات والسخانات لحساب الجيش، إلى أن وقعت أحداث 25 يناير 2011، والتي عينه فيها المخلوع رئيساً للمجلس العسكريّ، ليتولى حمايته ويضمن استمرار نظامه.

ليس في تاريخ الطنطاوى أي ميزة مدنية أو عسكرية تجعله يستحق أكثر من معاش لواءٍ متقاعدٍ، بله أن يَحكم مصر كلها. ولو نظرت في سجل تلك الأوسمة والأنواط التي يُثقل بها صَدره لإنفجرتَ ضاحكاً من الهزل. هذه الأوسمة هي:

 

الرجل إذن لم يكن في تاريخه إلا ولياً تابعاً لحسنى مبارك. لم يكن له وجودٌ مستقلٌ على الخريطة العسكرية منذ تخرّج من الحربية، عام 1956، حتى وقع عليه إختيار المخلوع، بعد ثلاثين عاماً قضَاها في الظِّل، ليكون قائداً لحرسه الجمهورىّ. فما الذي رآه المخلوع في الطنطاوى، ما يؤهله لهذا المنصبِ الحسّاس، الذي واجبه الوحيد فيه هو حماية رقبة المخلوع ونظامه؟

ذلك هو سِجل الطنطاوى الحَافل بالإنتصارات والخدمات الجليلة لشعب مصر! وذلك هو تفسير "ذات أنواط" التي يحملها على صدره، يوهم بها العوام من الناس.

لا أدرى والله، كيف يهان الشَعب المِصري لهذه الدرجة، التي يقبلُ فيها لمثل هذه الكفاءة أن تَحكمه؟ ولو أنّ الرجل عرف قدر نفسه، والتزم بما أُلقىَ على عاتقه من مسؤوليةٍ، تقتصرُ على تسليم الحُكم لمن هم أهل له، لكان أولى أن ينسى الناس تاريخَه غير المُشرّف في خدمةِ المَخلوع ونظامه، لكنه أتبَع نفسه هَواها، وتابع رفاق السوء من حوله، عَنان وشاهين وشلتهما، من المنتفعين بمال الجيش، وحَرَص على ولائه لسيده المخلوع، ولسيد سيده، الغرب الصهيونيّ، وراودته نفسه أن يكون رئيساً! ولم لا، وقد كان من قبله ثلاثة من العَسكر، لا يتميّزون عنه بشئ إلا بالبدلة المدنية؟ فليلبِس البَدلة المدنية، تماماً كما لبِسها من قبلِه عبد الناصر، والسادات، والمخلوع، وليأمل في حكم مصر عقدٍ من الزمن، أو قدر ما يتيح له ملك الموت.

كلُّ ما يعتمد عليه الطنطاوى هذا، في حكم مصر، هو أنه يرأس الجيش المصريّ، بتعيين المَخلوع له، لا بحق. فهو يتحَكّم في قوةٍ ضاربة يُخيف بها المَدنيين، سياسيين، ونشطاء، إسلاميين وعلمانيين. كما إنه يملك، شخصياً وعسكرياً، مصادر مالية واسعة من التجارة والإستثمار والعقارات، منحَها له المَخلوع على مدى ثلاثين عاماً، يدبر بها ما يمكنه من إحكام قبضته على عنق مصر، وأهلها. هو إذن قانون البلطجة والقوة، على طريقة فتوات الحسينية، لا قانون الحق والدستور. ثم يراد لنا أن نثق في تقديره ورَشَدِه!!

مهزلة مضحكة مبكية، لا يجب أن تستمر، مهما كان الثمن.