إزالة الصورة من الطباعة

الدعوة السلفية تعلن عدم مشاركتها في مظاهرات الجمعة القادمة، وتطالب بوقف سياسة التثوير!! (الدستور)

الدعوة السلفية تعلن عدم مشاركتها في مظاهرات الجمعة القادمة، وتطالب بوقف سياسة التثوير!! (الدستور)

جاء في الخبر: "ووصف تلك المظاهرات بأنها تضر أكثر مما تنفع و من ثم تعلن عدم المشاركة فيها باى صورة من صور المشاركة وعلل عدم مشاركتها لعدة أسباب في مقدمتها، أن اتفاق القوى السياسية على أن تسليم الحكم إلى حكومة مدنية منتخبة هو الحل الوحيد للوضع الراهن، يقتضى تهيئة المناخ العام للانتخابات بإشاعة حالة من الهدوء التى تمكن المرشحين والناخبين من خوض أول دعاية انتخابية نزيهة، وهو ما يتنافى مع سياسة  "التثوير" التي تنتهجها بعض القوى." كما جاء فيه " أنه ليس من الضروري التمسك بحرفية الستة أشهر التي أقرها الإعلان الدستوري مقابل الإسراع في إجراء عملية الانتتقال السلمي، كما قالت أن مطالبة البعض بالتمسك الحرفي بالستة أشهر التي أعلنها المجلس العسكري والمطالبة بإسقاطه لصالح ما يسمونه بالمجلس الرئاسي المدني الذين لا نعرف كيف سيتم اختيار أعضائه وبأي مشروعية سوف يحكمون". كذلك " نؤكد رفضنا لتفعيل قانون الطوارئ رغم وعد حكومة شرف بعدم استخدامه إلا في حالات البلطجة وندعو جميع القوى السياسية إلى مراقبة التزام الحكومة بهذا الوعد لحين إسقاط قانون الطوارئ بطريقة قانونية". جاء هذا على لسان عبد المنعم الشحات، حسب جريدة الوفد.

السّلفيون .. المُخَلّفون الجُدد

لا أجد وصفاً يليق بما أعلنته جماعة السلفيين - إن صدق الخبر - بشأن "خيار السلام" الأبدى مع العسكر، إلا إنه جاء متناسقاً مع توجهات هذه الجماعة العقدية والسياسية. فهؤلاء يؤمنون بالولاء المطلق للحاكم، مهما كانت توجهاته، ويدينون بإرجاء كامنٍ مستترٍ بغيضٍ، أحب أم أسميه "إرجاء الواقع". لا أدرى والله أهذا عَبطٌ موروثٌ أم مُكتسب؟ أهي غفلة دائمة أم موقوتة؟ أهو غيابٌ عن فهم التاريخ والحاضر، أم تغييبٌ مقصودٌ لفئات من الشباب، عِمالةً وممالأة؟

تسليم الحكم إلى حكومة مدنية منتخبة لن يحدث يا عباقرة السلفية برضا العسكر، ولا في حالة الهدوء التي تحلمون بها! ترى هل حدث في عهد مبارك الهادئ لأكثر من ثلاثين عاما؟ ألديكم أعين لا تقرؤون بها، أم آذان لا تسمعون بها، أم قلوبٌ لا تفقهون بها؟ أليس إعلان استمرار حُكم الطوارئ منبئٌ عما يجرى؟ أمشروعية المجلس العسكريّ هي التي نعرف مصدرها، يا عقلاء جماعة السلفيين ومشايخها؟ ألا يزال غائبٌ عن أفهامكم أنّ هؤلاء يحكمون بشرعية مبارك، بل أسوأ منها؟ أليست سياسة التثوير هي التي جاءت بكم إلى الميكروفونات، بعد أن تخّلفتم في المرة الأولى، ثم ظَهرتم، بعد أن أتت سياسة التثوير أكلها، وكأن بكم قوة حقيقية، ثم عدتم إلى التخلف مرة أخرى؟

إن لم يكن لازماً التمسك بما أعلن العسكر، ثم راح يرواغُ فيه، فما الذي تتمسّكون به إذن يا دُعاة التباطؤ والتواطئ ؟ أتتمسكون بسَنةٍ أخرى؟ بعشر سنواتٍ أخر؟ ما هو حدّكم الفاصل، إن كان لكم حدّ تفصلون به بين الحق والباطل؟ أتتخذون سياسة محمد عباس ميرزا رائداً لكم في رفض ما ترون باطلاً، كقانون الطوارئ وشجبه؟ ومن يهتم برفضِكم يا عباقرة الجماعة السلفية؟ ألا ترون أن المَجلس العسكري يُخرج لكم، وللكلّ، لسانه؟ ألم تتعلموا شيئاً من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تدّعون إتباعها؟ أيرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخنوع والإستكانة للباطل، تحت فهم مريضٍ للواقع وللأدلة الشرعية على السواء، فيترك الكفر يَحكم ويتحَكّم في رقابِ المسلمين من غالب شعب مصر، داعياً للهدوء، والإستسلام للذبح، مع الرفض والشجب؟ 

ما أشدّ فرح العسكر اليوم بعبد المنعم الشحات! ووالله إنه وأمثاله عندى لممن اصطف مع، ووالى، معسكر الضلال والإضلال، مهما إدعى. لا ادرى كيف تحول 180 درجة بعد أن ظهر منه بعض فهم لما يجرى؟ وماذا كانت تلك التظاهرة الضخمة التي خرج فيها السلفيون من قبل؟ ماذا كان هدفها؟ ولماذا لم يراعوا الهدوء والإستقرار وقتها؟ أيظن هؤلاء البهاليل أن العسكر قد مدّوا قانون الطوارئ بسبب التظاهرات؟ يا حسرة على العقول والقلوب الشاردة التائهة.

ووالله إني لآعتذر أننى طنني لفترة أنّ هؤلاء قد يتوبوا ويرجعوا عما هم فيه من باطل، لكن، الظاهر أنه لا أمل في من فيه داء عَقَديّ.

لا أجد ما أقول إلا الحوقلة والإسترجاع! ولك الله يا شيخ حازم أبو إسماعيل، فهؤلاء بعض من كنت تعوّل عليهم.