إزالة الصورة من الطباعة

إذا سَاء فِعلُ المرءِ .. سَاءت ظُنونُه

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

الجماعة العلمانية/الليبرالية جماعةٌ تؤمن بالأرض، وما عليها، ولا تؤمن بآخرة ولا ثوابٍ ولا عقاب، ومن ثم فأهلها باحثون عن المال، أينما وجدوه زحفوا وراءه. وهو ما نراه اليوم من فضائح تخرج علينا بما كنا نعرف بالغيب، الرشاوى، والتمويل الصّليبيّ الصّهيونيّ للصحفيين والكتاب العلمانيين، والجمعيات التي يسمونها مدنية، والصُحف المُوالية للفكر اللادينيّ، الخائن لله وللوطن.

وقد عرفت أمريكا موطن الضعف في أتباعها، فألقت لهم بعَظمَةٍ يتنافسون عليها، ملايين معدودة، يتقاسمها هؤلاء السّاقطين الخونة، الذين لا هدف لهم ولا غاية في الحياة إلا إشباع رغباتٍ لا يملكون كفاءة ذاتية لإشباعها دون اللجوء للخيانة وتصيد المال الحرام.

ترى هؤلاء، في حُللهم، متأنقين للحديث، يتحاورون عن الحضارة والمساواة والعدالة، وداخلهم خرابٌ يبابٌ، صدق فيهم قول الله تعالى "وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا۟ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌۭ مُّسَنَّدَةٌۭ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَـٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" المنافقون 4.

ولمّا انكشف أمرهم، وظهرت علامات خيانتهم وبيعهم وطنهم بالمال الحرام، في قضايا التمويل الأجنبيّ، خاصة من سفارة الصليبيين في القاهرة، كان لابد للصحف الموالية لأعداء الله والوطن أن تمزُج هذه الخيانة، بأخرى افتعلوها، بلا ضميرٍ ولا خُلق، من إدعاء تمويلٍ سعوديّ للحركة الإسلامية في مصر، فتكون الخيانة مقسّمة بين ما يسمونه "القوى السياسية"، ويضطرون الحركة الإسلامية عنوة، تحت هذا المسمى، ليصيبهم بعض ما أصاب الجماعة العلمانية/الليبرالية من خيانة وعمالة، إذ لا يصح أن تنفرد الجماعة العلمانية/الليبرالية وحدها بالفضيحة، بل يجب أن يُزّجُ بالمسلمين فيها ولو بالباطل.

وهؤلاء الملاحدة، من أنصار العلمانية/الليبرالية، يعتمدون في قذفهم الحركة الإسلامية، على سقوط بعض رموزها، التي لَعب برؤوسها المَال، كما فعل بمحمد حسان، وغيره من أصحاب المشروعات الإسلامية الفضائية الإثرائية، لدرجة وصلت إلى الوقوف بجانب القذافيّ، صفاً واحداً، أمام الكاميرات، من أجل تَمويل مشروعاتهم الفِضائية المُليونية. كانت هذه السَقطة الشّنيعة من "إسلاميين"، هي الذّخيرة التي يستعملها الإعلام الخَسيس لتصوير أنه ليس أنصار العلمانية/الليبرالية فقط هم المُلوّثون بالمَال الحَرام. وبالطبع، فهؤلاء يشيرون إشارات غامضة، غير مدعومة، إلى تمويلٍ سعوديّ لإقامة دولة "وهّابية". والذي يغفل أو يتغافل عن حقيقة أن الدولة السعودية نفسها ليست دولة "وهابية"، أي إسلامية، بل هي دولة – بحسب حُكامها - غربية السّياسة، ليبرالية الهوى، تتصرف مع الإتجاه الإسلاميّ – المُتكامل - تصرّف غيرها من الدول العربية، بشراسة وعداء، وإن كانت التغطية على ذلك أكثر حِرفية وتكتّماً، الذي يغفل أو يتغافل عن هذا، ماكرٌ مغرضٌ، ليس للحقّ في قوله نصيب.

الأمر، أنّ هؤلاء، لخَساسةِ طبعهم، ومادّيتهم المتأصلة في لُبّ مذهبهم، يصوّرون الناس، كلّ الناس، على أنهم ملطّخين بما هم فيه من تلوّثٍ وقذرٍ، وصدق الشاعر

إذا سَاء فعلُ المَرءِ سَاءت ظُنونُه         وصَدّق ما يَعتادُه من تَوَهُّمِ