إزالة الصورة من الطباعة

هذا الرجل لا أحبه .. في الله!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا أدرى ما يُصيبنى حين أرى وجه هذا الرَجل على التِلفَاز، أو على صفحات الصُحف الإلكترونية! أشعر بنوع من الغثيان، وإرتفاع ضغط الدم، و"النكد" بشكلٍ عام.

وليس هذا بسبب أن الرجل يتحدث بإسم قيادة مُؤسسة فرضَت نفسَها وَصيّة على المَرحلة الإنتقالية دون أي تفويضٍ حقيقيّ من الشعب، بل قامت بإنقلابٍ أزاح السُلطة المدنية الفاسدة، ورفض إعادتها إلى سلطة مدنية حقيقية مؤقتة.

وليس هذا بسبب أن الرجل يعمل على إعطاء صبغة قانونية تبرر السُلطة المُطلقة التي أعطتها قيادة هذه المؤسسة لنفسها، حين تخطت كلّ القوى والطوائف المدنية، بل وقوى الثورة الشعبية ذاتها، التي أطاحت بالنظام الفاسد، ثم إذا بها تصبح وكيلا عن الثورة وعلى متطلباتها دون أن تطلب منها الثورة هذا الدور.

وليس بسبب أنّ هذا الرجل يتغطرَس في حديثه وكأنه إله من دون الله، وكأن صورة السيفين اللذين وضعهما على كتفيه تمنحُه الحق في التسَلط على الناس ومَعاملتهم وكأنهم حُمر مستنفرة والعياذ بالله، وكأنه هو العالِم الذى لا يُخطئ، ويشهد على ذلك مداخلته مع الإعلاميّ يسرى فودة، حين تحاور على الهواء مع حَسن نافعة وجمال زهران، فكان مثالاً للعنجهية العَسكرية، والعَصبية المُتعالية، حيث راح يردّد أنّ المجلس العسكرىّ عليه ضغوط كثيرة وأعمال جليلة يجب أن ينتبه لها بدلا من "لعب العيال" الذي يتحدث عنه فودة وزهران ونافعة، وكلّ ضيوف البرنامج ممن هم أكثر علماً وأعلى قدراً من هذا الرجل. والسؤال: من الذي نصّبَك، يا صاحب السُمو العَسكرىّ، مسؤولاً وحمّلك ما لا تقدر على حمله؟ مؤكدٌ أن الشعب لم يفعل ذلك، فمن إذن؟ ولماذا تحمِل هذه المسؤلية إن كنت تعلم أنك غير مشكورٍ ولا مأجور؟

وليس بسبب أن الرجلَ قد منّ على الشَعب المصريّ، علناً، أن قيادة مؤسّسته لم ترق دماء الثوار، ولم تفعل ما فعل مجنون ليبيا الذى ضرب شعبه "زنجه زنجه!"

وليس بسبب أنّ هذا الرجل قد نسِىَ، بل تناسى أنه يتقاضَى راتبه من أبناء هذا الشعب، ويحمل سِلاحه بتفويضٍ من هذا الشعب، وتستثمر قيادة مؤسسته أموال هذا الشعب بعيداّ عن طائل الميزانية العامة للدولة، وأنّ أبناء مؤسّسته، من الرجال الأوفياء، هم أبناء هذا الشعب وآبائه وإخوانه، وهم لم، ولن يطيعوا أمراً بقتل اهليهم وزويهم، فهؤلاء ليسوا كمرتزقة جيش القذافيّ، ولا عَلوية جيش الأسد. هؤلاء أبناء وطننا وأهله، الذين أقسموا ليحمونه ممن أراد به سوءاً، سواء من الخارج أو من الداخل، وهو ما يعلمه هذا الرجل وقادته.

وليس لأنه استهزأ بعقلية المِصريين كافة حين خرج يُبرر إلغاء دستور 71، الذي أُجرِى الإستفتاء لتعديل بعض مواده، حيث أصرّت قيادة مؤسّسته على تجاهل الإستفتاء بشكلٍ كاملٍ، كأن لم يكن، ثم إخراج إعلان دستورىّ بديلاً له.

أمرٌ في وَجه الرَجل، يجمع هذه المَعايب كلها، وأكثر، يصيبنى بهذا الشعور الذي عبّرت عنه بالكَراهة، صدقاً وصراحة. وسبحان الله، فإن هذا الرجل لا يتمتع بتقدير أحدٍ ممن حصل له "القرف" بالإستماع اليه قارئاً لبيانٍ أو رادّاً على سؤال.

لعل السبب في كراهتى للرجل هو أنه يعيد إلى الذهن، في اللاشعور، السٌلطة المُطلقة البغيضة التي عانينا منها دهراً، فلم نعد نطيقها ولو شهراً! وأنّ شخصيته ولهجَته تعين على تأكيد هذا الشعور. ترى هل عَرَفَه القارئ الكريم؟