إزالة الصورة من الطباعة

فتنة القبط .. ودولة نظير جيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أمر الأقلية القبطية في مصرـ وعلاقتهم بالغالبية المُسلمة، أمر محيّر للباحث. فبينما هم يعرفون أنهم أقليّة ضَعيفةٌ، إشتهر عن أبنائها الجُبن منذ قرون، حتى أصبح وصف القبطيّ مقترنا بالجبان في العرف اللغوىّ العاميّ، تراهم قد استشرسوا وتطاوَلوا على حقوق الأغلبية المُسلمة، بل وهدّدوها وإختطفوا المُسلمات من بناتها، كما فعلوا مع وفاء قسطنطين وكاميليا شحاته وغيرهن، بل وقتلوا من جرأت على إعلان إسلامها كسلوى شهيدة الإسلام.

وقد تكون هذه الظاهرة مفهومة مُبرّرة في عهد مُبارك، إذ إن ذاك الفاسق قد اصطلح مع زعيم القبط نظير جيد (الموسوم بشنودة)، الذي يتقوى بقبط المهجر الخائنين لوطنهم، على أن يعينه على إمرار مشروع التوريث مقابل أن يجعله، وعبيده، يفعلون ما يريدون من هجوم على القرآن، وإتهامه بالتحريف، إلى خطف العفيفات من المُسلمات المُهاجرات إلى الله، وتسليحٍ لميليشيات مسلحة، وتكديس أسلحة تنبؤ عن سوء نية مبيّت. إلا إنه من غير المفهوم، بعد أن إنهدم النظام على رأس صَاحبه، أن يستمر المَوقف القبطيّ يحاول أن يفرضُ  ممارساته التي تصور له أنه دولة داخل الدولة. على ماذا يعتمد هذا المخبول نظير جيد وأتباعه؟ كيف وقد رأوا بأم أعينهم الملايين التي ركعت لله في كافة ميادين مصر، وهؤلاء القبط قابعون في جحورهم بأمر سيدهم ومعبودهم نظير؟ كيف وقد اسقط هؤلاء الشباب نظام مبارك بشراسته وقوته؟ أيظن هؤلاء أن المُسلمين غير قادرين على إيقافهم عند حدّهم؟ إذا خابوا وخسروا.

وما وصلت اليه العَجرفة والعنجهية القبطية سببه، إلى جانب ما ذكرنا من دَعم النِظام الفاسد، هو ما كان من ضغط عنيفٍ لنفس النظام على المسلمين، وعلى كلّ من ينتسب له لصالح الكفار من اللادينيين الليبراليين أو من القبط، على حدٍ سواء. وقد رصد هذا التصور عدد من المحللين ومنهم القبطيّ، مثل الدكتور رفيق حبيب المعروف بنزاهته ودقته فيما يكتب.

والغريب كذلك، أن مفهوم المواطنة المزعومة والوحدة الوطنية المشبوهة، لا يجدا من نصير لهما إلا الليبراليين واللادينيين ممن يحمل اسما مسلما أو انحدر من نسلٍ مسلم، أو من "المفكرون الإسلاميون" الحاملون لجراثيم الليبرالية! بينما لا تجد قبطياً من رؤوس الكنيسة يدعو إلى هذه الأمور، وكأنها لا تعنيهم! بل نجدهم يحرضون شبابهم المخدوع نحو مطالبات محدّدة كبناء الكنائس. في حين أن رؤوس الدين الإسلاميّ الرسميون كمفتى الجمهورية وشيخ الأزهر يعاملون من قِبَل الكنيسة كأنهم ذبابٌ نجسٌ لا يُسمح له بدخول هذه الكنائس.

أمر الأقليِة القبطية التي لا تزال تعيش فترة ما قبل مبارك في مصر، رغم أنه محيرٌ لمن يبغى منطقاً، إلا إنه سهل ميسورٌ حله. وهناك كثيرٌ من الخيارات المَطروحة، والتي تعتمد على جِدية المسلمين، ومدى تكافلهم ووحدة هدفهم بهذا الصدد.

1.        المرحلة الأولى: وهي الدفاع السلبيّ السلميّ: أن يوقف المسلمون تعاملهم بالكامل مع أي عملٍ أو صيدلية أو طبيبٍ قبطيّ، في كافة قطاعات الحياة، وعلى رأسها إستعمال شبكة ساويرس للإتصالات، بطريقة منظمة ممنهجة، عن طريق لجنة للمقاطعة تتولى التنسيق والمتابعة، مع المسلمين في كافة أنحاء البلاد.

2.        المرحلة الثانية: وهى الدفاع الإيجابيّ التحذيريّ: أن يوجه لهؤلاء تهديداً صَريحاً، ومحدداً ومؤقتاً بموعدٍ محدد، لتسليم الأخوات الأسيرات، مع الإعداد الجاد بالتعاون مع كافة الإتجاهات الإسلامية العاملة، ممن لم يستلموا للخوف والرعب بعد، لعمل تحرك مليونيّ في مواقع محددة، ككنيسة العباسة، حيث يقبع نظير، وحول الأديرة التي يُعرف وجود الأخوات فيها.

3.        المرحلة الثالثة: مرحلة التأديب والإصلاح: وفيها يتم التحرك لتحرير الأخوات، وإعطاء القبط درساً لا ينسوه.

ولعل المجلس العسكريّ أن يعرف مدى حساسية هذا الأمر وخطورته، في هذه المرحلة الحَرجة من تاريخ مصر. ولعله أن يتعامل مع هذه المسألة بحكمةٍ وسُرعة، وأن يراعي أن المَسألة تتعلق بدين الغالبية، وبشرفها وبِكرامتها، فمن ذا الذي يَسمح أن تُختطف ابنته وتُحبس من قبل مُجرمين قبط دون أن يُحرّك ساكناً؟ ولعله أن يُعامل نظير جيد كما عامله أنور السادات، وأن يضعوه في موضعه داخل إطار القانون، لا أعلى منه، وإعلامه أن القبطَ، بالإضافة إلى يحي الجمل، هم وحدهم من يمكن أن يُقبّل يديه، ويستمع إلى لغوِه بإذن صاغية.

الغطرسة القبطية لم يعد لها سندٌ إلا فئران المهجر، ونصارى الغرب المتطرفين كستيفن هاربر رئيس الوزراء الكندين الذي اجنمع مع قبط المهجر في تورونتو هذا الأسبوع، وصرح لهم أنه متفهمٌ للقمع الذي يلاقيه أبناء طائفتهم في مصر، وأنه متعاطف مع مطالبهم، وأن حكومته ستعينهم بكلّ الوسائل لبناء ما يريدون من كنائس!

السكوتُ على أمر هذه الطَائفة، هو من بابِ الخِيانة العظمى، الخيانة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والخيانة لدين الله. يجب على كل من لله ورسوله محبة في قلبه أن يوجه طاقة قلبه وعقله ويديه على تغيير هذا المُنكر البَغيض، وهو أن يسْتعلى من وَضَعَ الله عليهم الصَغار، في مصر المسلمة، وبين أبناء عمرو بن العاص رضى الله عنه. لا والله لن نُعطَى الدنيّة في ديننا، ولن نقبل بدولة قبطية داخل وطننا، تُحكم من العباسية (إلا أن ينتقل نظير جيد إلى الشارع المقابل فى العباسية، والمشوار غير بعيد!). الإسلام، إن جَهِلَ هؤلاء الكفار من أصحاب التثليث، هو دين الأمة، والعربية لغتها، وإن سمحنا لهم بذلك النهيق الذي يُسمونه تراتيل في معابدهم بتلك اللغة الميتة، فهو في إطار ما وجهنا اليه ديننا من حق أهل الذمة في أن يقيموا شعائرهم دون إعلان.

ليس لهؤلاء القبط إذن إلا وجهة واحدة، إن أرادوا أن يعيشوا على أرض مصر، أن يقبلوا بعقد الذمة، إذ ليس فيه إلا الخير لهم. ولا ادرى ما الحَساسية من هذه الكلمة المفردة، وكأن إنعدام الذمة في العقود السابقة ألقى بظلالٍ كثيفة على الكلمة ذاتها! الذمة، فى لغتنا الجميلة، هي الكفالة والعهد، وجمعها الذِّمام، أي الحرمات التي يُلام مُنتهِكها. فعقد الذمة، إذن، تقع مسؤوليته على طرفه الأصيل، وهم المسلمون، وهو عقدٌ بذمة الله ورسوله، لا يحلّ الإخلال به، أو التلاعب بنصه أو بروحه، كما يحدث في العقود الوضعية.

ليس من الذّمة أن يَسكت المُسلمون على نِساءٍ عفيفاتٍ أن يُختطفن ويُسجنّ ويُعذّبن! هذا والله لا يحدث إلا في العُصور المُظلمة الأوروبية، لا في زمننا هذا الذي يحبّ بعض الناس أن يُسميه عصر "حقوق الإنسان"! ولا أدرى ما تقول جمعيات حقوق الإسلام في هذا الخطف والترويع الذي حدث تحت سمع الدولة الفاسقة وبصرها، ويستمر الآن تحت سَمع المجلس العسكريّ وبصره.

لا يحلّ السكوت على هذا الوضع، ليس فقط أمر كاميليا وأخواتها، فهو أمر ليس فيه مراجعة، أن يخلى سبيلهن بالقوة إن لم يكن بالخيار، ولكن أقصد وضع القبط بشكلٍ عامٍ، من محاولة لتكوين دولة تعشش بيننا وتنشر الكفر والتثليث باسم المواطنة وحرية التعبير، وكل هذا الهراء الذي ينشره ذرارى المسلمين من اللادينيين ، ومن "مفكرى الإسلام" كفهمى هزيدى وسليم العوا، أنصار المواطنة.

أيها المسلمون، هبوا طال نومكم، وإن لم يرض القبط عن إستعادتكم سيطرتكم على بلادكم، فليهاجروا إلى جنوب السودان، فهناك متسعٌ لصلبانهم، وشماعاتٍ لقبعاتهم!