فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الناس معادن

      عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال "تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"

      فمقياس الناس عزيز لا يُحسن ميزانه إلا من خبرهم، فطالت خبرته بهم، سفراً وحضراً، حزناً وفرحاً، غنى وفقراً، عطاءً ومنعاً، تصدرا وتقهقرا، وكل ما في حياة الناس من تقلبات، فتقوم بهم الدنيا وتقعد.

      أمر الناس يرتبط بخصائص مميزة، لا ينتجها الدين إنتاجاَ من عدم. بل يصقلها ويهذبها، ويصححها ويوجهها، لكنها جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد، في جاهلية أو إسلام ..

      فكم من مسلم جبان مهان، وكم من جاهلي عزيز مقدام ..

      كم من مسلم بخيل قتور، وكم من جاهلي سخي بذول

      كم من مسلم يفر من خياله خوفا، وكم من جاهلي يقدم حيث يحجم القوم رعبا

      العزة، والهيبة، والكرامة، والسخاء، والإقدام، والتواضع القوي، والخفض الأبيّ

      ويأتي الإسلام، فيجد تلك الذخيرة مهيئة معدة للصقل والفتن، فيعمل عليها ثم بها.

      لذلك المعنى قال المعصوم ﷺ تلك القولة من جوامع الكلم. من كانت فيه تلك الخلل، وهو في جاهلية فتفقه، صار من خيار الناس في الإسلام.

      لذلك تجد أبا بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف، رضي الله عنهم كانوا رؤوسا في قومهم قبل الإسلام، فصاروا رؤوسا لقومهم في الإسلام.

      هو المعدن الذي صيغت من شخصية المرء .. لا التصنع الزائف، ولا التورع البارد.

      فلا تغرنك لحى وعمائم، إنما هي الأصول والمعادن     

      د طارق عبد الحليم

      16 أبريل 2019 – 11 شعبان 1440

      (اضغط لتحميل الملف)