فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مشكلتي مع الهيئة ..

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

      ليست مشكلتي مع الهيئة في اتخاذ قيادتها لمسار سلميّ سياسيّ، بديلا عن المقاومة المسلحة الهجومية. فقد سبقتهم لذلك جماعات أخرى، منها الإخوان، والسروريون، والجماعة الإسلامية بمصر، وحركة النهضة بتونس، وحركة التوحيد والإصلاح بالمغرب. وقد تواجدت كلها في الساحة لفترات تتراوح بين ثلاثة أرباع قرن كالإخوان، وآخرها التوحيد والإصلاح في المغرب والتي أعلنت انفصالها عن العدالة والتنمية في العام الماضي. وقد باءت كلها بالفشل وعدم تحقيق الهدف الذي يعتقد الناس أنها قامت من أجله، ألا وهو تطبيق الإسلام، أو بمعنى آخر القضاء على الفساد والمجون والفسق، وتحرير القرار من السيطرة الغربية.

      وليست مشكلتي مع الهيئة في تصرفات كثير من أمرائها، بالظلم والتعدي والتعذيب في بعض الأحيان، والتكبر واستغلال السلطة للصالح الشخصي، وتسليمها القرار للأتراك، فقد سبقتهم لهذا، وأكثر منه، كافة حكومات العرب وطواغيتها، فسرقوا ونهبوا وعذبوا وسلموا القرار للغرب، الأمريكي على وجه التحديد.

      إنما مشكلتي مع الهيئة هي التدسس بأهدافها والتدليس فيها، مع الاستمرار في رفع شعارات مختلفة تماما عما تعلنه من استمرارية الجهاد ضد بشار، وعن ضرورة تطبيق الشرع وتحكيمه، وعن وصف الجماعة ومنهجها بالإسلامية، وغدر قادتها وبراجميتهم، مع ضعفهم في الجانب السياسي والعلمي على السواء.

      مشكلتي مع الهيئة هي ما ظهر من عبثيتها في تعاملها مع المهاجرين، سواء في المعاملة المالية أو السلطوية. فقد ظهرت النزعة القومية العنصرية السورية، كأبغض ما تكون، في تلك الساحة. ولا أبالي، بفردين أو ثلاثة من مصر أو فلسطين، كأبواق شرعية، فإن هؤلاء اختاروا أن يبيعوا أنفسهم برضا الهيئة والجواز التركي. كما لا يغرنك احتضانهم للتركستان، فهي شراكة إلى حين اتخاذ قرار اخراجهم.  

      هذا ما يجعلني أتساءل، هل عادت الهيئة حركة "إسلامية، مسلحة، مستقلة، تعمل على إعادة الشعب السوري لحكم إسلاميّ"، أو بمعنى أخر حكم عادل، نزيه، غير عنصري، حر القرار، ولو داخل سوريا، بله رفع شعار "جهاد الأمة"!!!؟

      الإجابة تظهر واضحة جليّة، لا معنى لتردادها. فقد خسرت الهيئة مصداقيتها، بتكرارها للكذب والمخادعة، والعنصرية، والانحراف عن المبادئ الثابتة، مع انكار كل ذلك، فصاروا بذلك حفنة من المنافقين، تعدوا الإخوان وغيرهم في السقوط، إذ من ذكرنا من جماعات أعلاه، تتحدث عن مذهبها ووسائلها بصدق، ولا تنكرها، شاء من شاء وأبى من أبى. أما الهيئة فقد اختارت التدليس والنفاق وخداع العناصر والمشايخ الذين، بتغفلهم ردحا، ظنوا أن "تحت القبة شيخ" كما يقول المثل!

      قصة سقوط وانهزام أخرى، تضاف إلى سلسلة الهزائم المتلاحقة والمستمرة منذ سقوط الخلافة إلى اليوم.

      أما عن أسباب ذلك، فموضعه مقال آخر إن شاء الله تعالى

      د طارق عبد الحليم

      2 أبريل 2014 – 26 رجب 1440