فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      استشرافات في الساحة العربية

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

      يحاول الباحث الدؤوب دائماً أن يعيد النظر في معطيات الواقع وأحداثه ودلالاتها وآثارها، ومن ثم يعيد تقييم ما يراه ممكنا أن يخرج من رحم تلك الأحداث الجارية ليكون منذرا مخلصا ورائدا مجديا لتوجهات قومه .. إن فقهوا!

      والغالب الأهم اليوم هو وجود السيسي على قمة الهرم الحاكم في مصر. فإن هذا أشد ما أصاب ذاك البلد من كابوس، وحطّ عليه من ناموس، منذ سقيت أرضه بماء النيل!

      والظاهر، حتى لا نضيع وقتاً في الأخذ والرد في معرفة ما كان ولم كان، فقد أصبح ذاك في متناول العقول كلها، صغيرها وكبيرها، الظاهر أن السيسي باقٍ إلى أجلٍ غير مسمى، مما يتخذه من احتياطات ويسنه من قوانين. لكن صدق الله "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، فإن الظالم الطاغية لم يعرف يوما حداً يقف عنده ويخفف وطأته عن شعبه ليتجنب مصيره المحتوم. وهذا النجس ليس بدعا في ذلك. وقد رأينا هتلر يستمر في ضغطه على العالم كله حتى أدى إلى أن تحطم وتحطمت دولته بشكل غير مسبوق!

      السيسي أداة في يد الغرب، أداة ناجحة جدا، اتخذ سياسية القهر المستمر حتى يضمن ألا يرتفع رأسا في يوم من الأيام. فلا تخفيف للضغط على الشعب، ولا توقف عن إفقارة وإذلاله في نفس الوقت ليكون اليأس تاما عاما شاملاً. وما يريده الغرب حقا هو "صفقة القرن" التي ستتوسع بموجبها إسرائيل بما لم يكن في خيالها في القريب العاجل، وتخترق الدول الثلاثة المحيطة بها وهي مصر والسعودية والأردن، وتنتهي من موضوع القدس ومن حق العودة للفلسطينيين بترحيلهم لسيناء وبالسيطرة على منافذ البحر الأحم من خلال تيران وصنافير. صفقة القرن حقا لذلك الكيان اليهودي السرطانيّ. لكن أيّ سرطان لا ينتشر؟!

      متى تحقق هذا الغرض فسيصبح السيسي عبئا على الغرب، كما أصبح السادات عبئا عليه بعد توقيع كامب ديفيد، سواء بسواء. وقتها يترك الغرب السيسي لمصيره، بل ويعطى الضوء الأخضر لأحد المواليت له (الغرب) من جانب السيسي أن ينفذ عملية اغتيال له، يأتي بعدها وجه جديد في الحكم، حاملاً أملا موهوما للشعب.

      ومما يعزز هذا النظر أنّه لا يمكن للغرب أن يدع السيسي يسير في خطة القتل والقهر إلى ما لا نهاية، فإن في هذا خطر وجود فوضى في مصر، ليست لمصلحته ولا مصلحة الكيان الصهيوني، ولا مصلحة أوروبا، التي سيغزوها عشرات الملايين هربا من مصر، ولن يردعهم حاجز عن ذلك مهما كان. فيأتي الوجه الجدي فيخفف الوطأة الأمنية، ويفرج عن كتاكيت السلمية من السجون، ويقلل الأسعار قليلا، فتهدأ الأوضع، ويرضى الشعب المصري بما كان!

      هكذا أتوقع أن تكون نهاية السيسي ... !

      فإن عدنا إلى دولة الأعراب أل سعود، فالأمر قريب من ذلك، فسيتم إعطاء الضوء الأخضر، بل والمساعدات لبقية العائلة السعودية للإنقضاض عليه، ومن ثم قيام حرب داخلية ينقسم فيها الشعب، معطياً أمريكا المبرر للإستيلاء على منابع النفط في الشمال الغربي "لحمايتها من الشغب" .. ولينتظر ملوك العرة والمهانة فلساً واحدامن دخل ذاك النفط أبداً.

      نهاية مأساوية بكل الأبعاد، من حيث الضحية الأولى هي الشعوب. لكن الناموس الإلهي قد فرض أنه "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" لا أن يغيره لهم الغرب بتآمره وتوحشه.

      د طارق عبد الحليم      شوال 1439