فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      بين فسطاطين

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه

      لم ينجلى غبار الجهاد في الشام نهائيا إلا بعد أن انقسم الناس إلى فسطاطين

      (1)

       فسطاط نصر مبادئ خرّجها أحد أصحاب العلم في الساحة، باجتهاده، على رأسها:

       تخطئة كلّ أصحاب العلم والخبرة ومن له باع في الساحة الإسلامية الجهادية، إلا نفسه، واعتبارهم لا يعون مصالح الأمة ولا يرون حقا، ولا يفقهون قولاً، بل هم أطفال ابتليت بهم الأمة جميعاً، ومن ثم يجب الانصراف عنهم بالكلية.

      1. وأنه يجب تسليم القيادة للشباب من "مسلمي الفتح" والله أعلم من هم المقصودون!" تحت اسم "جهاد الأمة". وسارت وراءه جوقته من الطفيليين المطبلين، الذين وجدوها فرصة سانحة للظهور واعتلاء المنابر. وتحمل هذه الدعوة، جاءت تطبيقات معينة
      • عدم نقد المنحرفين وأهل البدع السائرين بالفسق، والآمرين بما يؤدى إلى الكفر ذريعة، بدعوى "جهاد أمة".
      • السير في طريق الإخوان وقبول الساقطين عقدياً، لأنهم من الأمة، طالما ينتقدون العلمانيين (رفيقه فيه عائلة الزمر وجوقتهم)
      • تجريم "القاعدة" وتسفيه قياداتها ومنتميها، من حيث هم بلاء على الأمة، (رفيقه فيه الطرطوسي والقرضاوي ومحمد الحصم ..الخ)
      • اعتبار أن فلسطين وعزة بالذات هي معيار الإسلام والكفر، والرضى عمن دافع عنهما ولو قال بأشد عقائد المرجئة غلواً
      • التجريح في أئمة الدعوة النجدية تجريحاً مُسقطاً (رفيقه فيه محمد المسعري)
      • اعتبار الحديث عن التوحيد، والمداومة عليه، غلواً لا يفعله إلا الغلاة المُضِلّون الأطفال.

      وهذا المنهج لا يقوم إلا بأحد أمرين

      • أن يتحرك جهاد الأمة بلا رئاسة علمية، إلا من قيادات عسكرية شابة، وبعض أنصاف المتعلمين كمن تبعه من شرعيي الهيئة، ثم جوقة الطفيليين الذين يذكرونه بالتمجيد والاستعلاء ليلا ونهاراً.
      • أو أن يقود هو شخصياً هذا التيار الواعي الجديد، الذي اهتدى له بين ظلمات الجهل الذي أشاعه أقرانه، بل وسابقيه، في نصف القرن الماضي على الأخص، حتى أخرج الناس من تيه الجهل إلى بصيرة القرضاوى والغرياني والمسعري .. الخ.

       (2)

       الفسطاط الثاني، وهم من يدعون إلى:

      • أن ازدراء أهل العلم والخبرة ورميهم بأوصاف الطفولية والجهل، بإطلاق، هو غرور مخلٌ بأداب الإسلام في التواضع لأهل العلم والمؤمنين، إلا من خرج عن الجادة، ولا سبيل أن يكون الكلّ خارجاً آعنها إلا واحداً فريداً وحيداً.
      • أن التجارب الي عاشتها الأمة يجب الاستفادة منها وتطويرها، وأداة ذلك التطوير هو في يد المخضرمين فيها، يبذلون خبراتهم، ويعلمون مواضع صوابهم من خطئهم، ولا يدّعون أنهم لم يخطئوا أبداً منذ وعوا ولم يرجعوا عن رأي ولم يغيروا قولا.
      • أن عدم إنكار المنكر وإبانة البدعة، والانحراف، في قول كائن من كان، هو بدعة مذمومة أخطر على الأمة من بدعة الخروج، إذ هي تدع الفساد والانحراف العقدي يتسلل في جسد الأمة، فوق ما تسلل، بدعى التوحد وجهاد الأمة.
      • تجريم طرق الإخوان ومن سار مسارهم كحماس دون غلو ولا تفريط، من حيث أن أثرهم التخريبي واقع معاش مرير.
      • أنه يجب التفرقة في النظر إلى القاعدة بين الفكرة والمنهج وبين التطبيق، والقاعدة، وهي تتميز بصفاء فكرها ونهجها العقدي مما لم يتغير في أصوله أبدا، أما التطبيقات فمنها الصحيح ومنها ما انتقده بعض منتسبي هذا الفسطاط، مثل شخصنا الضعيف. لكن أن تنسف نسفا، فإن مجرد القول بهذا إجرام وتجن على من هم أفضل من كل من دعى هذه الدعوة.
      • أن غزة وفلسطين كلها هي الفلب من قضايا المسلمين، لكن هناك قضايا لا تقل عنها أهمية في حياة المسلمين، واعتبارها دلالة إسلام وكفر هو من الغلو بما يكاد يضارع غلو الحرورية.
      • أن قضية أئمة الدعوة النجدية هي قضية اجتهادية، تعود إلى البحث والنظر والاجتهاد وفحص أقوالهم وأفعال من تولاهم وعرضها على الكتاب والسنة، لمن له القدرة، وليس أحد بمعصوم. ومرة أخرى لا نقول بنسف دعوات لا يزال أثرها الطيب في غالب عقول أصحاب العلم اليوم، بما فيهم رأس الفسطاط الأخر
      • أن التوحيد هو عماد الأمة وغرض الدعوة، والدعوة اليه هي صلب الدعوة وقلبها، يأتي قبل كل شئ وبعد كل شئ، رغم أنف الغرياني وجوقة الطبل والزمر.
      • أن منتسبي هذا الفسطاط لا يقبلون بغلو بينهم، بل يصفونه ويردونه عن منهجهم.

      د طارق عبد الحليم       12 فبراير 2018 – 28 جمادي الآخرة 1439