فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ما الذي يراد بالإسلام ..؟

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

      ذكرنا في المقال السابق[1]، أن التصور الجديد للشرق الأوسط على تجميع السلطة والمال في أيدي حفنة تُعدّ على أصابع اليد الواحدة، تخضع لها كل القطاعات السيادية، بل وغير السيادية كما في مصر، وتسيطر على كافة ما يدور بالبلاد استعباداً لأهلها عبودية كاملة تامة الشروط والأركان.

      كما ذكرنا أنّ من أدوات ذلك ووسائله هو القضاء على البقايا التي تحمل "الإسلام" كما نزل على محمد ﷺ صافياً رائقاً خالياً من الشوائب والشواغب، وإفراز إسلام جديد، صوفيّ بوذيّ هندوسيّ في شكله وموضوعه.

      وهذا الغرض لن يتم، كما كتبنا من قبل عدة مرات[2]، ولا نكل ولا نمل من إعادته على القارئ، إلا بإتمام المرحلة الحالية وهي مرحلة القضاء على الثوابت والمستقرات العقدية، وتشويه معطيات دينية بذاتها باسم الهمجية أو حقوف الإنسان، وتبديل معاني الكتاب، ومدلولاته والإغراق في تقديم تأويلات لا تخضع لمعايير الشرع، وتتبع منهجا باطنيا بحتا، يتقبله الكثير ممن تعششت الصوفية في عقولهم، وكراهة الارتباط بشكل محدد ومنهج ثابت في الحياة، وتحسين "الديموقراطية" المزعومة على أحكام الله بدعوى نبذ الثيوقراطية، ودغدغة الغرائز بالفسق والعري والعهر، وهلم جرا.

      ووسيلة إدراك ذلك هو الضغط العسكري الهائل، والقبضة الأمنية التي لا ترحم، والقتل الممنهج بلا حساب، وإزاحة كلّ اسم ارتبط بالإسلام من قبل، سواء من الموافقين أو المخالفين، من حيث يجرى إعداد طبقة جديدة كل الجدة من "رجال الدين" لا تعرف إلا الإسلام المحرّف المبدّل، ولا غيره.

      قلنا من قبل إن الوسيلة المتاحة اليوم هي الحفاظ على الثوابت والمستقرات العقدية، والعضّ عليها بالنواجذ، وتعليمها للأبناء والأحفاد. فإن الله تكفل بحفظ هذا الدين وكتابه، لكنه استخدم المؤمنين أداة للحفظ، لصالحهم لا غير، في الدنيا والآخرة.

      مفاهيم وجوب التحاكم لشرع الله، وأن تقنين غيرها كفر أكبر مُخرج من الملة، ولو كره مخرّبي الإخوان، من أصحاب العقائد الشاذة الباطلة، ومخبري حزب الزور من أصحاب الشرك الولائي.

      "وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ" المائدة 44 

      " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)المائدة 

      " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61) المائدة

      "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)" النساء

      مفاهيم الولاء والبراء، وتلاحم المسلمين شرقا وغربا، بما حباهم الله من التوحد على القرآن وبلغة القرآن، وأنّ المسلم للمسلم درعاً ووقاءً، مهما بعُدت الشقة، وتباين الموطن. وأن ولاء المشركين ضد المسلمين ليس بسياسة ولا مصلحة، بل هو كفر وشرك مُخرج من الملة. كما أنّ البراء من المشركين هو مقتضى التوحيد، الذي بدونه يسقط عقد الإسلام، ولو صلى فاعله وصام وادّعى أنه مسلم.

      "لا یتخذ المؤمنون الكافرین أولیاء من دون المؤمنین، ومن یفعل ذلك فلیس من لله في شئ إلا أن تتقوا منھم تقاة، ویحذركم لله نفسه"آل عمران28

       "الذین آمنوا یقاتلون في سبیل لله والذین كفروا یقاتلون في سبیل الطاغوت فقاتلوا أولیاء الشیطان إن كید الشیطان كان ضعیفا"النساء 76

       "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منھم أولیاء حتى یھاجروا في سبیل الله"النساء 89

      "الذین یتخذون الكافرین أولیاء من دون المؤمنین، أیبتغون عندھم العزة ،فإن العزة لله جمیعا"النساء 139

      "یا أیھا الذین آمنوا لا تتخذوا الكافرین أولیاء من دون المؤمنین"النساء 144

      "یا أیھا الذین آمنوا لا تتخذوا الیھود والنصارى أولیاء بعضھم أولیاء بعض ومن یتولھم منكم فإنه منھم، إن لله لا یھدي القوم الظالمین"المائدة 51

      "یا أیھا الذین آمنوا لا تتخذوا الذین اتخذوا دینكم ھزوا ولعبا من الذین أوتوا الكتاب من قبلكم أولیاء"المائدة57، "ولو كانوا یؤمنون بالله والنبي وما أنزل اليه ما اتخذوھم أولیاء"المائدة 81

      "والذین كفروا بعضھم أولیاء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبیر"الأنفال 73

      "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراھیم والذین معه إذ قالوا لقومھم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون لله كفرنا بكم وبدا بیننا وبینكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده"الممتحنة 4

      "یا أیھا الذین آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولیاء تلقون إلیھم بالمودة" الممتحنة 1

      "مثل الذین اتخذوا من دون لله أولیاء كمثل العنكبوت اتخذت بیتا وإن أوھن البیوت لبیت العنكبوت لو كانوا یعلمون"العنكبوت 41

      "ألا لله الدین الخالص والذین أتخذوا من دونھ أولیاء ما نعبدھم إلا لیقربونا إلى لله زلفى"الزمر 3،

      "لا تجد قوما یؤمنون باﻟﻠہ والیوم الآخر یوادون من حاد لله ورسوله ولو كانوا آباءھم أو أبناءھم أو أزواجھم أو عشیرتھم" المجادلة 22

      ثوابت التسليم لله سبحانه ورسوله، فيما جاء في الكتاب وفي صحيح السنة، واتباعهما

      "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا  (36)" الآحزاب

      "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)" المائدة

      ثوابت عقدية ينشأ عليها الجيل الجديد، بل، ويتعلمها منتكسي الإخوان والجماعة الإسلامية النفعية الشركية وخريجي حزب الغنوشي من العلمانيين المتأسلمين من الجيل الحالي.

      هذه هي سمات المرحلة الحالية والتي ستدوم ما دامت الشعوب مستغرقة في سباتها، ناسية لربها، غافلة عن دينها "وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)" النحل.

      د طارق عبد الحليم      10 نوفمبر 2017 – 20 صفر 1439


      [1] http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-73149

       [2] على سبيل المثال  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-73147 & http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-73140 http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-73135