فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      ليست مناظرة بل مجزرة .. هلاك الحايك!

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه

      فقد استمعت، واستمتعت، بما أسموه مناظرة، وأسميه مجزرة، جرت على يد الشيخ أبي قتادة الفلسطيني، للمتصنع بما لم يعط في علم الحديث خالد الحايك.

      وقد انتهى الأمر إلى ما ذكرته منذ عامين عن الحايك، من أنه مجنون بالغرور، مذهبه نقد الغير ليظهر نفسه وكأنه صاحب علم حقاً. إلا إنه في هذه المرة رمى بنفسه في موقد مسعّر فأهلكها، وبان للناس خفّة مكانته وضعف عدته. وهذه بعض تعليقاتي على ما سمعت.

      رمي البخاري بقبول روايات كاذبة من مرسلات أهل الشام كما أسماها، وفي هذا تكذيب لبعض مرويات البخاري التي صححها ولم يعلقها كعادته في بعض ما روى .. ثم ما هذا عن أهل مصر وأهل العراق و في الحديث عن أفضلية أهل الشام؟ أهكذا يُنقد متن حديث؟ ثم ما تتبعه هذا المغرور في كل تلك الشواهد والمعاني، والتي هي في الأصل ترد لتعضيد الحديث لا لإثباته ابتداء، فإن كثرتها بمجموعها له ميزة يتخصص بها جمعها، فهي كما قال أهل الأصول أنّ "للإجتماع قوة ليست في المتفرقات" ومن هنا أصل قوة دليل الإجماع، والتواتر، وأصل استخدام الشواهد والمتابعات. والرجل، كما قلت من قبل، صناعته إسقاط من يتحدث عنه، ويرى هذا من ينظر في أبحاثه، فإذا هي كلها، سرق هذا، وأخذ هذا من ذاك ..." حتى ما رمى به أبا غالب من وضع، وأصرّ عليه، بل لعنه به، ثم إذا به يتلاعب في تعليقه يقول "لعنت واضعها – أي الرواية – لا راويها" ثم يقول " والرسول صلى الله عليه وسلم يقول من زذب علي متعمداً .. الحديث" وهذا مع إثباته أنّ راويها، الذي هو عنده واضعها، هو أبو غالب، فيكون لاعنا أبي غالب، رغم عدم التيقن والاجماع عند أهل الحديث على كذبه ..

      والرجل من غروره يعتبر أن ما أخذه على الإمام مسلم ثابت متحقق لا ريب فيه! لا رأي طالب علم متعجرف متأخر، لم يسمع به إلا بعض تلامذة في الأردن، لا خارجها! وهذا ما يجعل ما يقول هذا الرجل أو يكتب لا يؤخذ مأخذ الجدّ، بل مأخذ التندر على مواقف من قتله الغرور ..

      ثم انظر يا رعاك الله .. في تعليقه بأنه لا يُعلّ الرواية بالصحابيّ، بل يبحث فيمن وراءه .. ثم يقول في السياق نفسه إنه يريد أن يعصب الجناية رقبة أحد الرواة !!" وما الجناية في نظر الحايك؟ هي علة في المتن، كما استشهد بقول الذهبيّ! لم يعجبه المتن، فرأي أن يبحث عن علة فيمن وراءالصحابي .. هكذا !! سبحان الله على هذا من منهج ..

      ثم يسقط الحايك، ابن أمس الأول، أبي حاتم وابن حبّان من دائرة علماء الرجال، لقولة قالها ابن عقدة، ولو أخذنا مذهب الحايك لقلنا ابن عقدة فيه كلام عن أبي جعفر الطوسي وعن ابن عدي وغيرهما، بل رُمي بالتشيع، ولو خفّ. فهل يصح إسقاط علمين من أعلام الجرح والتعديل، ورميهما بالتقليد المحض للبخاريّ، حتى فيما أخطأ فيه البخاري!! هذا رجل منكود صاحب بدع وضلالات ..

      فالرجل يخطّئ ويلتوى ويسقط ويجرّح كما يشاء، انتصاراً لما يراه في أحاديث الخوارج، دفاعاً عن تلك الجماعة المنحرفة المجرمة .. ويلبسها ملبس "الصناعة الحديثية" وهي صناعته الرديشة الملفقه بلا شك.

      والرجل، كما ذكر أبي قتادة، شئ اللسان متجرأ على رواة الأحاديث، بمجرد حكمه الضعيف، باللعن والتقبيح، وقد نسي إنه رفع كلّ مجرور في حديثه من أوله إلى آخره!

      الرجل مداره على الشذوذ والإغراب، حتى ولو دفعه ذلك إلى أن يتجرأ على البخارى ومسلم، بعذر العلم! وهذا مذهب المتجردين من الدين بذاته، ومن تعلق فيه من المعتزلة ومن سار سيرهم كمحمد عمارة وأضرابه.

      وقد أخذت على الشيخ أبي قتادة أنه قد وضع هذا الرجل على خريطة أهل العلم حين حاوره، والأمر كان أهون من ذلك، في فضح جهله وإلزامه محله.

      د طارق عبد الحليم

      17 ذو القعدة 1437 – 21 أغسطس 2016