فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      راشد الغنوشي ... بين الإسلام الرباني والإسلام الغربي

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وعلى آله وصحبه وبعد

      "مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ" آل عمران  (179)

      فإن راشد الغنوشي رئيس جماعة النهضة التونسية، رجل قد تداولته المذاهب العقدية، في العقود الماضية، إبّان إقامته في فرنسا، ثم بعد عودته غير المباركة لتونس. وقد حار الرجل فيما يستقر عليه من مذهب. فانتحل أولاً منهج سيد قطب رحمه الله، ثم تدحرج ساقطاُ إلى المذهب الإخواني المنحرف على يد حسن الترابي المعتزلي المنهج. ثم، أظهر أخيرا عقيدته التي استقر عليها، وهي الانخلاع عن الإسلام الرباني بشكلٍ تام كامل، والإيمان بإسلام غربي قدمته النظرة الانجليزية والفرنسية والأمريكية منذ سنوات ليحل محل دين محمد صلى الله عليه وسلم في فرنسا وتوابعها.

      والرجل، الغنوشي، قد ارتد عن دين الإسلام بما ليس فيه مجال لشك، بأوضح الأدلة الساطعة، ولا مجال لمجاملة أو تنطع في هذا الأمر.  

      وقد سبق أن كتبت عن حركة النهضة واتجاه الغنوشي في عدة مقالات على مدى السين الأخيرة، منها مثلا، ما جاء في بحث "أهل الأهواء والبدع في عصرنا الحاضر" عام 2015 ما نصه "الغنوشيةوهي فرقة تنتسب إلى راشد الغنوشي التونسيّ، زعيم حزب النهضة. وهي حركة إرجائية تحمل الكثير من بذور العلمانية وتستقى معظم أفكارها من الإخوان، مع غلو في الإرجاء خرج بهم إلى الردة في كثير من فتاويهم. وهم، كالإخوان، يؤمنون بالديموقراطية الغربية المطلقة، ويدينون الجهاد، ولو دفعا للصائل، إذ بمفهومهم عن منظومة الحكم الإسلاميّ، لا صائل هناك، بل الحاكم هو صندوق الاقتراع ولو جاء بالكفر البواح"[1]. ونظلم إخوان مصر، والإخوان بشكلٍ عام، إذا قارنا إرجاءهم بما عليه الغنوشي من كفر بواح. كما بينت عواره في مقال عام 2012 "العلمانية التونسية .. والتّجربة المصرية"[2]، وفي مقال عام 2012 كذلك "الغنوشى يلتقى صباحى وينتقد الردة الفقهية للإخوان"[3]، ومقال "حزب النهضة التونسي والسقوط في الهاوية"[4] في نفس العام. وهذا النمط من الإسلام هو ما ارتضاه الغرب الأمريكي والفرنسي كإسلام مقبول لديهم، وإلا فتصنيف الإرهاب جاهز للتطبيق. ولم يحتج الغرب إلى إنفاذ أيّ من تهديداته مع الغنوشي، إذ هو ساقط أصلاً ومنحرف فطرة.

      فلسنا بغرباء عن فكر هذا المنحرف المعاند، بل قد فحصناه وقلّبناه على أوجهه، وعرفنا سمه الناقع وانحرافه الواقع وشذوذه الواسع. إلى أن خرج مؤخرا بطوامه الجديدة.

      طوام الغنوشي القديمة معروفة. إنكاره حدّ الردة، تصريحه بعدم تبني الشريعة في الحكم، " فالرجل من دعاة تبديل الدين (الخطاب الديني)، ومن قساوسة التجديد والحداثة، ومن رواد فكر إنكار "ما علم من الدين بالضرورة". فليس غريباً على حزبه أن يستمر على نهج سابقيه من العلمانيين، في طَرح الشريعة جانباً، وتبنى دستورٌ علمانيٌّ يقوم على أساس أنّ الله ليس هو المُطاع، بل مجلس الشعب، وفقهاء القانون الوضعيّ، هم المرجع في حياة التونسيّ الحديث المُطوّر المُعدل". ومن توابع هذا رفض الحجاب، والسماح بالمثلية في المجتمع سماحا "قانونيا" وليس شرعياً"! ولا ندرى ما معنى هذا التفريق؟ فهو معلوم من الدين بالضرورة أنّ الشرع لا يسمح بها، الأمر أمر القانون الذي يتحاكم له الناس حالياً. عبث في الكلمات لتبرير الكفريات.

      وقد انحرف به معلمه الترابي كأسوأ ما يكون الانحراف، حتى تفوق على معلمه أخيراً. فقد تقارب مع الروافض، وسمح لهم بالتمدد في تونس، تحت مظلة حزبه. ثم أعلن أخيراً انخلاعه عن الإسلام بما أسماه "فصل السياسي عن الدعوى" أي فصل الدين عن السياسة، الذي هو عين العلمانية وحقيقتها، فلم يدع مجالا لمتشكك في ردته الصريحة، التي واكبت دعوات مماثلة بإعلان موت الإسلام في تونس!

      وتونس اليوم، كما هو الحال في كافة البلاد العربية المنكوبة بحكامها ودعاتها ومعظم شيوخها، على محكّ مفصليّ، إما أن تخضع لمثل هذا التزييف والتحريف المطلق لدين الله، أو أن تنهض نهضة إسلامية، تقاوم النهضة الغنوشية المرتدة، تعيد للبلاد دينها وهويتها.

      د طارق عبد الحليم

      28 مايو 2016 – 22 شعبان 1437


      [1]  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-72904

      [2]  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-46139

      [3]  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-45648

      [4]  http://tariq-abdelhaleem.net/new/Artical-40069