فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      بهدوء مع الدولة وأنصارها لماذا دعوت خليفتكم للمناظرة

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.

      لقد دعوت خليفتكم للمناظرة وليس للمصارعة! فلا أدعوه للقتال وسفك الدماء! ولا أدعوه للسب والشتم والطعن! بل أدعوه لمناظرة علمية! وليس من باب الجدل السوفسطائي! معاذ الله أن أفعل ذلك! فليست دعوتي له من باب الترف العلمي! إنما دعوتي له حرصاً على دماء معصومة تراق دون حق نظراً لأدلة واهية!.

      دعوتي للمناظرة حرصاً على سمعة الإسلام والجهاد الذي كاد يتآكل ويتساقط جراء تصرفات الدولة وأنصارها!.

      دعوتي لزعيم الدولة ـ من منطلق فردي كمسلم مهتم بأمر المسلمين؛ فلست تابعاً لأي جماعة في العالم ـ دعوتي لنتناظر حول معتقد منهج الدولة حيث إنها متهمة بالانحراف والاعوجاج! أريد أن أتناظر ورأس الدولة أو من ينوب عنه رسمياً في معتقدها ومنهجها من خلال بياناتها التي أصدرتها الدولة! مثل "ما كان هذا منهجنا" "وعذراً أمير القاعدة" وبيان إعلان الخلافة "هذا وعد الله" وبيان زعيم الدولة "ولو كره الكافرون" وغيرها.

      وليعلم زعيم الدولة أن دعوتي له بالمناظرة ليست بدعا من القول! فالقرآن الكريم علمنا كيف نجادل الكفار كما في السور الكريمة؛ البقرة وآل عمران والأنعام والأعراف وهود والأنبياء والفرقان وسبأ وغيرها!.

      ألم يناظر نبي الله نوح عليه السلام قومه "قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا"هود: آية 32. ومناظرة إبراهيم عليه السلام مع الملك الكافر في بابل بأرض العراق؛ قال الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" البقرة 258. ولم يكتف نبي الله إبراهيم بذلك بل كان يرد على محاججة قومه له في دعوتهم له بالتوحيد قال تعالى: "وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان"الأنعام آية 80.

      وهذا كان ديدن السلف الصالح ومن بعدهم؛ ألم يناظر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الخوارج! ولما طلب الخوارج مناظرة أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه هل رفض؟! لقد حاججهم ودحض شبهاتهم وهو في قلب الكعبة! ومحاصر من جيش الشام!

      ولعلي أذكّر زعيم الدولة بأن الخلفاء الراشدين وخلفاء الأمويين والعباسيين ومن بعدهم كانوا يحكمون بلاداً مترامية الأطراف، وكانوا يجيّشون الجيوش؛ بل ويقودونها أحياناً بأنفسهم، وكانت لهم الصافية والشاتية، ويقومون على حراسة الدنيا بالدين، وتأمين الثغور وحماية بيضة الإسلام! ورغم ذلك كانوا يناظرون بأنفسهم أو من ينوب عنهم بل كانوا يفتحون أبوابهم لمن يعظهم أو يجادلهم! ولم يزعم أحدهم وهو الإمام الأعظم بحق وبجدارة! أنه مشغول وفي غنى عن طلب المناظرة!!.

      وهكذا كان علماء الأمة يفعلون؛ ألم يناظر الإمام أحمد بن حنبل الجهمية، عندما رد عليهم في كتابه "الرد على الزنادقة والجهمية".

      ألم يناظر الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي بشراً المريسي وله كتاب في الرد على الجهمية. والمناظرة المشهورة للإمام عبد العزيز الكناني الذي ناظر بشراً المريسي أيام الخليفة المأمون وجمعت المناظرة في في كتابه "الحيدة والاعتذار في الرد على من قال بخلق القرآن".

      ومناظرات شيخ الإسلام ابن تيمية مع أهل البدع كالأحمدية الرفاعية المعروفة بالبطائحية الصوفية وغيرهم من أهل البدع والضلال. ومناظرات شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب مع أهل البدع في عصره!.

      فيا زعيم الدولة! هل استنكف الأنبياء المعصومون عليهم السلام من مجادلة الكفار في زمانهم!.

      هل استنكف علماء السلف والخلف من مناظرة اليهود والنصارى وأهل البدع! ألم يدخل خلائق من البشر في الإسلام بسبب هذه المناظرات! كما في مناظرة موسى عليه السلام لفرعون وإيمان السحرة! وكما في قصة أصحاب الأخدود! وكما في مناظرات الإمام الباقلاني مع اليهود والنصارى والروافض وغيرهم!.

      وفي عصر قريب منا مناظرات الشيخ العلامة رحمة الله بن خليل الهندي في الهند مع قسوس النصارى التي جمعت في كتاب "إظهار الحق". وكذلك مناظرات الشيخ أحمد ديدات وغيرهم!!

      ثم يا زعيم الدولة! ألم يقل القرآن الكريم لنبيه صلى الله عليه وسلم قل للكفار: "فإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين" سبأ آية 24. وقوله تعالى: "لا تُسألون عما أجرمنا ولا نُسأل عما تعملون" سبأ 25.

      فما الذي يضير الخليفة البغدادي ـ مع تأكيدي على بطلان خلافته ـ بقبول المناظرة أو أن يعيّن شخصاً من عنده لينوب عنه! فقد يكون الحق معه فيزيل الشبه ويلزمني وغيري الحجة، وقد يكون الحق معي وغيري فنذعن جميعا للحق ويفرح المؤمنون يومئذٍ بوحدتنا، وتكون الأمة يداً واحدة على من سواهم! وأما المظالم فيتفق المجاهدون على تشكيل محكمة يخضع لها الجميع مهما علت منزلته.

      وليتذكر زعيم الدولة ما ذكره البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فوالله لأن يُهدَى بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حُمر النَعم"أهـ.

      ألا هل بلغت اللهم فاشهد!.

      د.هاني السباعي 23 ربيع أول 1436هـ

      http://justpaste.it/iwlf