فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      المسائل المستثناة من القواعد الفقهية العامة وأسباب استثنائها

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد

      فقد أشرت في مقالي عن "أصل البلاء عند أهل الأهواء، الجزء الثالث، إلى أن "عدم اعتبار الاستثناءات في الشريعة الإسلامية" هو منحى لأهل البدع يخرجون به إلى فتاوى قاصرة لا أصل لها، قلت "المنحى الثالث الذي يلحق بهما هو عدم اعتبار الاستثناءات في الشريعة الإسلامية، وتقدير الفرق بين العذر والرخصة والاستثناء والأدلة الشرعية الاجتهادية في المصلحة والاستحسان، وعلاقتهما بالتقييد والتخصيص. وهو أمر لا يعتبره أو يتصدر له إلا عالم حقٍ"[1].

      وقد أشرت على بعض أبنائي من طلبة العلم أن يجتهدوا في البحث عما قد يكون واردا فيما كتب بعض الباحثين في هذا الأمر، حيث علمت أنه أمرٌ غير مطروق من قبل، وقد ندر من تعرض له ببحث خاص. وكنت قد عزمت أن أدوّن فيه ما قد يعن للخاطر مما يفيد في شرح الجملة التي أوردتها في مقالي.

      وقد وفق الله أحد الأبناء بالأمس أن يجد بحثاً للأستاذة سعاد أوهاب، قدمته عام 2005، للحصول على رسالة الماجستير في أصول الفقه، بعنوان "المسائل المستثناة من القواعد الفقهية العامة وأسباب استثنائها". وقد وجدت أن البحث فيه الكثير من النقاط التي تعين على فهم ما أشرت اليه من اعوجاج في الفكر البدعي، خاصة في النقاط التي يظهر يصح بها الاستثناء مما أوردت، كالنص والقياس والاستحسان والاستصحاب والمصلحة المرسلة، وإن احتاج إلى مزيد شرح وتقريب، من حيث ركزت الباحثة على الأمور العادية والمعاملات، ولم تتعرض للعقائد والعبادات. كما وجدنا أن الباحثة قد صرفت جهدا في تعريفات قد استقر عليها الأمر من قبل كتعريف القواعد الفقهية والأدلة الشرعية، فصرفت كمّا كبيرا من حجم البحث في تعريف ما هو معروف.

      ومن أمثلة ما يمكن الاستفادة منه في العصر ما أوردته الباحثة في الاستثناءات على قاعدة " الحدود تدرأ بالشبهات"، وهي قاعدة جليلة، تاه عنها حرورية العصر، رغم إنهم تبنوا قواعد عامة دون استثناءاتها، إلا في هذه الحالة.

      وننصح الشباب من طلبة العلم الجادين بالاطلاع على البحث، ففيه توسعة لأفق النظر، وهذا العصر هو عصر الاستثناءات والاجتهاد في النوازل، إذ حكم النوازل من حكم الاستثناءات بلا شك.

      والله الموفق

      د طارق عبد الحليم


      [1]  http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-72815