فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: صياغة الهوى .. دليلك إلى فكر الحروريّة!

      لا تتبدل مشكلة أصحاب الهوى على مرّ الزمان، وهي أنّهم يقدمون هواهم على الدليل الشرعي والعقلي والعرفيّ. فهم كمن يضع الحصان خلف العربة، كيف يتوقع أحدٌ أن تنطلق العربة إلى هدفها، وقد انقلب وراؤها أمامها؟ فالتسلسل المنطقي لدي الحرورية هنا، وإن اشترك فيه كافة أصحاب الهوى، نراه في ضوء هذه المتسلسلة الفكرية:

      1) ليس للإسلام اليوم دولة(خلافة)،

      2) الدولة(خلافة) لازمة لقيام الإسلام،

      3) المسلمون ضعفاء عن إقامتها منذ عقود،

      4) إن وُجد من يرفع اسم دولة(خلافة) كان على حق للأسباب السابقة،

      5) بن عواد رفع اسم الدولة (خلافة)،

      6) إذن ابن عواد على حق، وهذه هي "الدولة" المرتقبة.

      فالخطوات 1-3 صحيحة لا غبار عليها، وهي الغطاء الذي يغشى على أعين وقلوب أصحاب الهوى، "بعض الحق يزيّن به الباطل". لكن تأتي الخطوات 4-6، باطلة معكوسة، لا يلزم عنها لازم صحيح إلا بالهوى. وما يلزم بدلها

      4) ما الشروط والأحوال والملابسات التي تقتضي دولة (خلافة) حسب معطيات الشرع،

      5) ما مدى انطباق هذه الشروط والأحوال والملابسات على ما نراه على الأرض،

      6) من الذي أقر هذه الدولة (خلافة) من العلماء وقادة الجهاد، ومن الذي رفضها،

      7) هل حال من أقامها، جرحا وتعديلا، لا ادعاءً وتجميلا، معروف كحال من رفضها؟

      8) فإن كانت هذه الدولة التي ادعاها أصحابها قد استوفت الشروط والأحوال والملابسات التي اتفق عليها علماء اليوم، فهي إذن الدولة، أو

      9) أو هذه الدولة التي ادعاها أصحابها لم تستوف الشروط والأحوال والملابسات التي اتفق عليها علماء اليوم، فهي إذن مسخ دولة، مضرتها أكبر من نفعها.

      الذي استقر في نفس صاحب الهوى هواه أولا، الذي هو إرادة قيام "دولة"، ثم يقفز فكر صاحب الهوى من بعد خطوة 3)، متناسيا، أو جاهلاً 4-9، فيفرح بدولة الإسلام، ويقدح في شانئيها، يوالى عليها ويعادي عليها ويصف أميرها بما لم يصف به أحد الصديق ذاته. ويبدأ مسلسل التكفير والنحر من هناك، في عقل صاحب الهوى وبيده!      

      د طارق عبد الحليم     

        15 ذو الحجة 1435 – 9 أكتوبر 2014