فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      الساحة السنية .. على مفرق الطرق!

      من الواضح لي أنّ الساحة السنية اليوم انقسمت على نفسها، بالنسبة للموقف من الحرورية، إلى قسمين: قسمٌ أعلن براءته منهم ونعتهم بصفتهم عياناً بياناً، ولم يتوقف في حكمهم، ورفض التعامل معهم على أساس عقيدتهم الخربة في تكفير المسلمين. وقسمٌ لم يصفهم بوصفهم ولا نعتهم بنعتهم، رغم تكفيرهم له، ووقف موقفاً أميل إلى التراخي والليونة في غير موضعها، ومحاولة التوسط والوساطة، بل جاءت أخبار، لا أدرى عن صحتها، عن وساطة بين النصرة والحرورية. ولا أعتقد أن أسماء المشايخ المنتمين إلى كلا القسمين خافية على أحد.

      أقول: إن الخلاف القائم بيننا وبين الحرورية، قائم على مستويين، أولهما العقديّ، فهؤلاء أهل بدعة لا يتنازلون عنها، ولا يتوقفون عن تكفير المخالف، لم يصدر، ولن يصدر عنهم، سوى ذلك. ثم، مستوى العمل على الأرض، فهؤلاء يخادعون ويخدعون، ولا يلتزمون بعهد ولا ميثاق، من باب أنّ الحرب خدعة، وأن المشايخ وقادة الجهاد المخالفين مرتدون، فعقد صلح بالنسبة لهم، يكون بما يأتي بمصلحة تنظيمهم، حتى إذا حانت الفرصة مالوا على السنة بالسيوف. ولا أرى أي ضمانات يمكن لأي شيخ مهما كان أن يأخذها من هؤلاء؟ لا أرى إلا أنّ من سار في هذا الطريق، فهو سائر في تدمير السنة، بغير وعيٍ، وسيسود وجهه يوم يعود هؤلاء الحرورية على المسلمين بالقتل، فهم لن يتنازلوا عن "دولتهم" ولا "خلافتهم"، فعليها يتبعهم المغفلون، فكيف يتنازلون عنها؟ إن صح هذا فبلاء وابتلاء أهل السنة أعمق كيراً مما كنت أعتقد. والله المستعان.

      د طارق عبد الحليم       

      24 ذو القعدة 1435 – 19 سبتمبر 2014