فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: فتنة الأحلاس والسَّرَّاء والدهيماء

      سألني "بريق السيف" عمّأ ارى في فتنة الأحلاس والسَّرَّاء والدهيماء، وهي في حديث أحمد وأبي داود"كُنَّا قُعُودًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ قَالَ هِيَ هَرَبٌ وَحَرْبٌ ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ دَخَنُهَا مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَضَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ يَوْمِهِ أَوْ مِنْ غَدِهِ" ومذهبي في موضوع أحاديث الفتن الصحيحة أنها لا تقع مرة واحدة، بل تقع مرات، وهو من علامات النبوة، إذ التاريخ يعيد نفسه، حتى تأتي تلك الفتن على أشدها الذي ليس بعده شدّة، فتكون هي الأخيرة.

      وقد مرّ بالناس أزمنة هَرَبٍ وحَربٍ، وخرج مدعى الولاية من البيت قبلا،منهم الصالحون ومنهم غير ذلك، وخرج كثير من الفاشلين طالبي الولاية "رجل كَوَرِكٍ على ضلع"، ثم الدهيماء أعاذنا الله منها، وهي الأخيرة على حسب نص الحديث، وهي متطاولة، وتأتي قبل خروج الدجال حيث ينقسم الناس إلى فسطاطين. أمّا عن زمننا هذا، فوالله لا أراه إلا جمع من الثلاث فتن الأولى، فقد رأينا الحروب والهروب، ورأينا إبراهيم بن عواد، وما أحسبه إلا أنه المقصود في "رجل كَوَرِكٍ على ضلع" في زماننا، قال الخطابي "يُرِيد أَنَّ هَذَا الرَّجُل غَيْر خَلِيق لِلْمُلْكِ وَلَا مُسْتَقِلّ بِهِ". وهو ظاهر جداً في بن عواد وجماعته، فقد قاموا على أمر واه لا استقامة له. أمّا خروج الدجال، فأظن أن زماننا لم يظل هذا الحدث الجلل، ووهم من ظنّ ذلك، وإنما لا زلنا في تطاول الدهيماء، وامتداد أمرها، ولا زلنا نرى النفاق والتميع، فلم يحدث التميز بكماله بعد، والله تعالى أعلم.

      د طارق عبد الحليم

      6 ذو القعدة 1435-2 سبتمبر 2014