فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: حقيقة الفعل العوّادي الحروريّ

      المشكلة أنّ هذا التنظيم، أو غالبا جنوده وأتباعه، لا قياداته، فهي تعلم جرم ما تفعل، يعتقدون أنهم يسيرون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم. فهم يروون أنه صلى الله عليه وسلم قال لقريش جئناكم بالذبح، وأنه ذبح بني قريظة، وأنه خيّر أهل الكتاب بين الإسلام أو الجزية أو القتال، والكفار بين الإسلام أو الإبعاد أو القتال. ثم راحوا يطبقون آيات الكفر العامة على مسلمين أصلاً، فينزلون مناطات تكفير عليهم ثم يطبقون تلك الأحكام بالحرف. فخلطوا في أمرين، أولهما التحقق باليقين القطعي بأن المناطات التي طبقونها مكفرة، ثم لم يراعوا الفرق في النظر والتعامل مع المسلم أصلاً والكافر أصلاً، والمسوِّى بينهما لا يعرف شرعاً ولا واقعاً. والحق أنه ما من مناطٍ قالوا بكفر فاعليه إلا وقاموا به هم على السواء، كالتعاون مع "الكفار" ومع الرافضة، والجيش الحر، وهو ما وضعوه تحت بند الولاء المكفّر. فبرروا أفعالهم، وأخذوا غيرهم بها، فتلطخت أيديهم بالدماء. هوى عجيب، وتعطش غريب لسفك الدماء إرضاءً لنزعةِ أنهم بهذا يحاكون فعل رسول الله!

      والحقيقة، أنه تحت الضغط النفسيّ لعقود من الذل والقتل بيد العدو الكافر، نبع جيلٌ مشوه يريد أن يردّ الصاع صاعين، فيقتل، فقط يقتل. تعلقوا بشبهات وأقوال رويبضات،ثم راحوا يقتلون إرضاءً لهذه الشهوة الخفية. فما يفعل هؤلاء هو جمعٌ بين الشبهة والشهوة. شبهة التكفير وشهوة الانتقام والقتل. راحوا يجمعون الشواهد على صحة أفعالهم من آيات وسيرة، بعقل قرر مسبقاً أنه لا لزوم للعلماء، وأنّ ما يفعلونه صواب يجب أن تحمل عليه النصوص، لا أن يحمل علي النصوص. لكن نذكرهم بقول الله "وَإِنْ أَدْرِى لَعَلَّهُۥ فِتْنَةٌۭ لَّكُمْ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِينٍۢ"

      د طارق عبد الحليم                 

      26 شوال 1435 – 22 أغسطس 2014