فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      مطبوعة قديمة - حُكم شيخ الإسلام فيمن بدّل شرائع الإسلام

      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،

      الحمد لله الذي يضئ نور وجهه ظلمات الدنيا، ويعم فضله ومنّه عمّارها، لكنّ الذين كفروا بربهم يعدلون. وبعد

      فإنه في أثناء نقلي الأخير إلى حيث استقريت في مكاني الذي أعيش فيه حاليا مع عائلتي، فقد وفقني الله بفضله إلى أن أجد هذا الكتيب الصغير في مخلفات قديمة كنت أحملها من دار إلى دار في الأربعين عاما التي تنقلت فيها بين أرجاء الدنيا، هرباً من الطواغيت الفاجرة، وسعيا للرزق.

      وقصة هذا الكتيب، الذي لم يبق منه إلا هذه النسخة الفريدة، جديرة بالذكر. إذ قد دونته عام 1977، قبل أن أنشر كتابي "الجواب المفيد في حكم جاهل التوحيد"، وكتاب "فتح المنان في بيان حقيقة الإيمان"، اللذين طبعا في عاميّ 1978، و1979 على التوالي في مطبعة المدني بالقاهرة.

      وقد كنا، في وقتها، في صراع مع الفكر الإرجائي الإخوانيّ. وكنت في أثناء قراءتي لمجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، قد وقعت على فصل منها، رأيته، وإخوة لي، جديراً بأن يخرج للناس منفرداً، ليكون التركيز علي ما فيه من معانٍ عظيمة أوفى وأكمل، خاصة وأن فكرة كفر الحاكم بغير الشرع، الرافض له، المقصي للشريعة عن مسرح الحياة، العامل بشرع وضعيّ مواز لشرع الله، المحارب لدينه، والناطق ظاهراً بالشهادتين، كانت لا تزال في مهدها، تتنازعها بدعتان، بدعة الخوارج التي خرج بها شكري مصطفي في هذه الآونة بالذات، وفكرة الإرجاء التي تجلّت في كتاب مأمون الهضيبي "دعاة لا قضاة"، قبل أن يظهر أمثال العريان وعبد المنعم أبو الفتوح على مسرح الأحداث، بسنوات. وهذا الفصل المقصود يقع في الجزء الرابع من مجموع الفتاوى ص330 إلى ص 358، نسخة دار المعرفة ببيروت،  الجزء الرابع ص279-302 طبعة مكتبة المثنى ببغداد. وقد أسميتها "حكم شيخ الإسلام فيمن بدّل شرائع الإسلام"، لكن الغلاف فقد مع الأسف.

      وكان عملي فيها، كما بيّنت بداخلها، هو كتابة مقدمة تبين أصولاً هامة حول الموضوع، وتدوين بعض ما لزم من تعليقات إيضاحية، وبيان حكم بعض الأحاديث وسور الآيات المذكورة.

      لكن الأهم في عملي هذا، هو ما دونته في آخرها تحت عنوان "تعقيب – في مسألة الخوارج"، وذلك لنفي شبهة الصلة بين تكفير الحاكم الذي ذكرنا حاله، وبين فعل الخوارج، الذين كفروا المسلمين بشبهات ودون بيّنات، ثم قاتلوهم وقتلوهم بناء على هذا التأويل. وقد رمينا بالخروج وقتها من الإخوان، ومن أتباع السلفية الاسكندرانية، وما شئ بجديد تحت الشمس!

      وقد قصدت إخراج هذه المخطوطة اليوم، لعل يكون فيها بيان وعون على فهم واقعنا المعاصر، وفهم أبعاد الحركة الإسلامية وأغراضها في فترة السبعينيات من القرن الماضى.

      وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

      د طارق عبد الحليم

      14 يوليو 2014 – 16 رمضان 1435