فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: أقوال العلماء في تكفير الحرورية

      اختلف العلماء في تكفير الحرورية، ممن يذهب إلى تكفير المسلمين وقتالهم واستحلال قتلهم، فممن قال بكفرهم البخاري وأبو بكر بن العربيّ والسبكي والقرطبيّ وجمع كثير من أهل الحديث. وقال مالك: يستتابوا لعلهم يرجعون. وقال كثير من العلماء أنهم فرقة من الفرق البدعية دون تكفيرهم. والأمر أنه لا يصح التعميم، فإن للحرورية فرق كثيرة، وإن اجتمعت على أصل كليّ وهو تكفير المسلم بما يرونه كفراً في مذهبهم، سواء كان من المعاصي المنصوص عليها أو مما اصطنعوه معصية، كما فعلت خوارج عليّ، ثم استحلال قتله لذلك. فيجب أن يُنظر في قول الفرقة التي نتحدث عنها، فإنه عدا الأصل الكليّ الجامع، فقد جاءت أقوال عن بعض فرقهم يكفر قائلها بلا خلاف، كما في إنكار بعضهم سورة يوسف.

      كذلك، فإن الإجماع على تضليلهم وتفسيقهم واعتبارهم فرقة بدعية، ووجوب قتالهم، ثابت بين العلماء. وما ذلك إلا لخطورة بدعتهم من حيث تجرؤهم على استحلال الدم المسلم، رغم أنهم ما فعلوا ذلك إلا نصرة للدين، بزعمهم، كما تصوّروه. لذلك لا ترى في الحرورية، قديما وحديثاً، عالم واحد يشار له ببنان. وما رُميّ كثيرٌ من علماء السنة، قديما وحديثاً، بالخروج إلا من قِبَلِ ساقطي الديانة أو المرجئة، أو أتباع السلاطين، أو أحذية النظم المعاصرة، انتصاراً للباطل، وتشويهاً للسنة. ثم إن مسألة التكفير، سواءً للحرورية أو غيرها، هي من شأن العلماء، لا يفتى فيها عاميّ بحال.

      د طارق عبد الحليم       

      13 يوليو 2014 – 15 رمضان 1435