فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      فائدة: أثر البدع في خذلان المسلم والأمة

      حين ذم علماء السلف البدع، وسموا أهلها أهل الأهواء، فإنما فعلوا ذلك بناءً على علم دقيق وفهم عميق، إذ آمنوا بقول رسول صلي الله عليه سلم "وشرّ الأمور محدثاتها"، فعرفوا أنّ شرار البلية من يتخذ الدين له مطية. و"أهواء" أهل الأهواء هؤلاء لا يُشترط أن تكون في حب الدنيا، بل أكثرهم من أهل الشبهات. فتراهم يأخذون بأصل كليّ صحيح، ثم ينحرف بهم فهم مقاصد الدين وتختلط عليهم وسائله، ومن ثم تنشأ البدعة في ثياب إسلام، ويعتقد فاعلها أنه يتقرب بها إلى الله.

      خذ مثلاً الصوفية في ابتداع أوراد وأذكار ليست من السنة، وإن تعلقت بالسنة بسبب صحيح هو استحباب الذكر عموماً.

      وخذ مثلا الحرورية، سواء حرورية الزوابري أو البغدادي أو غيرهما، اتخذوا أصلاً صحيحاً وهو طلب إقامة دولة أو خلافة، وتطبيق الشرع، ثم انحرفوا به، فراحوا في سبيل هذا الأصل يكفّرون المسلمين ويقتلونهم ويشردونهم ويغتالون قادتهم ويَسبّون علماءهم. ومن هنا حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتّباع البدع، بل عدّ العلماء أصغرها أخطر على العبد من أشد المعاصي، إذ يعتبرها صاحبها ديناً يموت دونه، وهو لا يعلم أنه كلما اشتد تمسكه بها ازداد من الله بعداً.

      ودونك أتباع حرورية الأمس واليوم منذ عهد قطريّ بن الفجاءة إلى عهد البغدادي، كلهم في هذا الوصف سواء، يموتون دون بدعتهم، إذ يعتبرونها دين الله المفروض. فسبحان من فتح للحق قلوباً، ونكّس بالباطل قلوباً.

      د طارق عبد الحليم                 

      13 يوليو 2014 – 15 رمضان 1435