فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      افائدة: لحرورية .. وإخوة يوسفّ!

      يذكرني موقف الحرورية البغدادية بموقف إخوة يوسف عليه السلام، إذ قال تعالى يصف حالهم النفسيّ، من برئ لا ذنب له إلا أوهام في عقولهم "إِذْ قَالُوا۟ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَـٰلٍۢ مُّبِينٍ ﴿٨﴾ ٱقْتُلُوا۟ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًۭا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا۟ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًۭا صَـٰلِحِينَ ﴿٩﴾". ها هم يتصوّرون أن يوسف عائق بينهم وبين ما يبتغون، وهو حب أبيهم والسيطرة على قلبه، وما أنبلها من بغية! لكنّ الحلّ، ليس بالتقرب إلى أبيهم والتودد اليه، بل بقتل يوسف أو إبعاده، ثم ماذا بعد؟ يكونوا "مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًۭا صَـٰلِحِينَ"! كيف يكون الصلاح بعد قتل البرئ، بلا ذنب؟ هذه بالضبط هي الخلفية النفسية التي يعمل من خلالها عقل الحرورية البغدادية المريض. المجاهدون المُخالفون عائقٌ لكم في سبيل الوصول إلى بغيتكم وهي السيطرة على الأرض. اقتلوا المجاهدين المُخالفين لكم أو حاصروهم، حتى تتحقق لكم بغيتكم "النبيلة" في إقامة "دولة إسلامية"! هذه هي النفسية المريضة التي تهيأ لأصحابها أنّ الوسيلة الإجرامية توصل إلى هدف نبيل! هذه النفسية الإجرامية هي التي تدفع هؤلاء إلى قتل الأبرياء، رجالا ونساءً وقيادات للمجاهدين، كان من الممكن أن تحارب النصيرية والرافضية في العراق والشام. فارقان بين الحرورية البغدادية وإخوة يوسف، أنّ أولئك قد رجعوا إلى الله في قولهم "قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔينَ" والحرورية لا يرجعوا إلى حق، والثاني أنه كان من بينهم من رفض فكرة قتل يوسف "قَالَ قَآئِلٌۭ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا۟ يُوسُفَ"، ومن أحس بتأنيب ضمير "أَلَمْ تَعْلَمُوٓا۟ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًۭا مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِى يُوسُفَ" والحرورية ليس بينهم عاقل يندم.                               

      د طارق عبد الحليم 17 يونيو 2014 – 19 شعبان 1435