فضح العرورية العوادية

    وسائل الإعلام

      مقالات وأبحاث متنوعة

      البحث

      وأخيرا سَقط القِناع عن المَجلسِ العَسكريّ 17 أغسطس 2011

      • مجرد رأي
      • 1943 قراءة
      • 0 تعليق
      • 02:33 - 23 فبراير, 2014

      17 أغسطس 2011

      الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

      أخيراً، ثبت ما سبق أن ردّدنا مراراً، من أنّ المجلس العسكريّ لم، ولن، يكون يداً مع الشعب. بل المجلس العسكريّ ضد الشعب، وضد إرادته، وضد حريته، وضِد مصالحه. المجلس العسكريّ صَنيعة مبارك، وصنيعة أمريكا، وصنيعة فسادٍ دام ثلاثين عاماً، أفرز هذه الشّخصيات العفنة، التي تزينت بكل ما ينزين به الشياطين. ابتعدوا عن الله، فابتعد عنهم الله. ضرب الله لهم مثلاً بسيدهم وكبيرهم، لكن هيهات أن يرى الأعمى، أو يسمع الأصمّ، صدق فيهم قول الله تعالى "لَهُمْ قُلُوبٌۭ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌۭ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌۭ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَآ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ كَٱلْأَنْعَـٰمِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ" الأعراف 179

      ورد الخبر في الدستور http://www.dostor.org/politics/egypt/11/august/18/51483 أمس. يريد هؤلاء أن يَضعوا مادة في الدستور، ترفعهم إلى مستوى الآلهة التي لا تُمسّ، وهُم بهذه المُحَاكمات العسكرية التي ينثرونها يميناً ويساراً على المدنيين والثوار، إنما يبعثون رسائل إنذار مبكرٍ لكل من تُسوّل له نفسه، أو نفسها، تحدّى الذات العَسكرية المؤلّهة. يريدون أن يلعبوا دور الجيش التركيّ العلمانيّ الذي اثبت إخفاقه مدى عقودٍ من الزمان، واصبح، بفضل الله وبجهد الحكومة الحالية، على ما فيها من إنحرافٍ وتقصير، مُقلّم الأظافر. هذا ما يريد العسكر لمصر، أن تلتقط نفساً سريعاً من الحرية، ثم تغوص مرة أخرى في مستنقع الحكم العسكريّ الدائم، بواجهة مدنية كرتونية لا حول لها ولا قوة.

      ما لهؤلاء القوم، يعتقدون بلاهة الشعب المصريّ، وهم أبله الناس وأقلهم ثقافة وأكثرهم جهلاً؟ أيعتقد هولاء التسعة عشر أنهم سيضحكون على ذقون كلّ هؤلاء الناس، ممن هم أعلم وأحكم وأكثر ثقافة وأعمق خبرة، دع عنك التقوى والصلاح، فهؤلاء، من معاقرى الكأس، لا صلاة لهم ولا خلاق.

      قد والله قلنا لا لعبد الناصر في مظاهرات عام 1968 و1969، وقلنا لا للسادات في مظاهرات 1972، وخلال السبعينيات، حتى مقتله، قبل أن ننزَحَ بعيدا عن مبارك. ثم قلنا لا لمبارك طوال ثلاثين عاماً الماضية. الآن، وقد شَارف العُمر على الإنقضاء، لن يثنينا، إن شاء الله، أمرٌ عن كشف هؤلاء القراصنة الذين يريدون سلب البلاد والعباد كلّ ما يملكون. يريدون أن ينقضّوا على الثورة فيحوّلونها إلى كسبٍ لهم، ولو على حساب استعباد الشعب الذي قام بها وضحّى في سبيلها.

      ثورة 25 يناير قد فشِلت يوم سلّمت أمرها إلى وليّ عدوها. واليوم هو بداية الثورة الحقيقية. هو يومُ الجِهاد ضِد هؤلاء القراصنة المُجرمين. كلّ ما حدث، نفوسٌ أُزهقت، وجراحٌ ثخِنت، وأمهاتٌ ثكلت، وصياحٌ وضجيجٌ، وكلامٌ وعجيج، ولا شيئ تحقّق على الأرض، إلا صورة المخلوع في قفص، كأنه متهم. فياللخسارة، وياللعار الذي فيه المصريون إذا تم لهذه الحفنة الباغية ما تريد.

      لقد كنا نؤثر أن يكون في عقل هؤلاء بعض الحكمة، ومحبة أهليهم، فيجنبونهم حرباً عاتية، ويتركون لهم الخيرة من أمرهم، يُسيّرون حياتهم وفق دينهم الذي ارتضوه، وأن يعودوا إلى ثكناتهم وكأسهم، ولا غضاضة. لكنّ الغباء والجهل ألد أعداء صاحبهما.

      والمسلمون اليوم، كما تنبأنا مراتٍ عديدة من قبل، أمام خيارٍ واحد، أن يَقتِلون ويُقتلون، حتى إذا انقشَع غُبار المَعركة، اتخذ الله منهم شهداء، وغُلبَ أعداء الله والناس.

      فيا من اتخذ الإسلام دينا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً، لا تضيّعوا على أنفسكم، وعلى أهليكم، فرصة الدهر. أعِدوا العُدة، واشحذوا الهمّة، واخرجوا إلى الشارع، غير هيّابين ولا وَجلين، ولا تتلكؤا ولا تثّاقلوا إلى الأرض، فقد وَعَدكم الله إحدى الحُسْنيين، النصرُ أو الشَهادة.